تستضيف السعودية، اليوم الأحد، القمة الـ 29 لجامعة الدول العربية، في دورتها العادية، والتي تبحث ملفات عدة، أبرزها الملف السوري واليمني ومستقبل القدس، والمواجهات المستمرة مع الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بينما تغيب الأزمة الخليجية عن جدول أعمال القمة.
واتخذ وزراء الخارجية العرب في نوفمبر/تشرين الثاني 2011، قراراً بتجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية؛ وذلك "بسبب ممارسات النظام السوري بحق الشعب".
وسيترأس العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، القمة التي تعقد في مدينة الظهران على الحدود الشرقية للمملكة، بالقرب من سواحل الخليج.
وتسلّمت السعودية من الأردن، الرئاسة الدورية للجامعة التي تضم 22 عضواً.
وتنعقد القمة العربية، بعد يوم من ضربات وجهتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، لسوريا، رداً على شبهات الهجوم الكيميائي في مدينة دوما بالغوطة الشرقية في ريف دمشق.
وقال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في تصريحات صحفية، إن الأزمة الخليجية لن تكون مطروحة في القمة العربية، مضيفاً أنّ حل هذه الأزمة سيكون "داخل مجلس التعاون الخليجي".
وشارك مندوب قطر في جامعة الدول العربية، السفير سيف المقدم البوعنين، ممثلاً عن الدوحة، الخميس الماضي، في اجتماع وزراء الخارجية العرب، في الرياض، تمهيداً للقمة العربية.
وتفرض السعودية والإمارات والبحرين ومصر، منذ حزيران/يونيو 2017، حصاراً على دولة قطر، إثر اتهام الأخيرة بدعم الإرهاب، قبل أن تقدّم الكويت وساطة للحل.
في ما يتعلّق باليمن، تندد الرياض باستمرار بالاستخدام المتزايد لطائرات بلا طيار وصواريخ "إيرانية" أطلقها الحوثيون باتجاه أراضيها.
ومن المؤكد أنّ الرياض التي تتدخل عسكرياً في اليمن منذ عام 2015 لدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، ستسعى إلى تعبئة شركائها ضد ما تصفه "بالعدوان المباشر" من جانب إيران المتهمة بأنّها تزوّد الحوثيين معدات متطورة، الأمر الذي تنفيه مراراً.
سيكون مستقبل القدس أيضاً مدرجاً على جدول أعمال القمة العربية، بينما تستعد الولايات المتحدة لنقل سفارتها من تل أبيب بعد إعلانها القدس عاصمة لإسرائيل، بالإضافة إلى مسيرات يوم الأرض التي انطلقت في الـ 30 من آذار/مارس الماضي.
كما تحتل الازمة الليبية موقعها ضمن اعمال القمة الـ 29 التي قدم فيها رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا غسان سلامة عرضا لوزراء الخارجية العرب في اجتماع اول من امس عن الأوضاع الأمنية والسياسية في هذا البلد العربي.
وينتظر ان تطرح بالقمة موضوعات اقتصادية من أبرزها دعم إعمار العراق وتأهيل بناه التحتية التي تدمرت بسبب حرب تحرير مدنه من قبضة تنظيم ما يسمى "تنظيم الدولة" مع الاشارة الى نتائج مؤتمر اعادة اعمار العراق الذي استضافته دولة الكويت في فبراير المقبل والذي حظي باشادة في مناقشات الاجتماعات التحضيرية للوزراء العرب.
كما ينتظر منها قرارات اقتصادية مرحلية تتمثل بمتابعة منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى والاتحاد الجمركي العربي وتحرير تجارة الخدمات وتعزيز التجارة البينية بالإضافة الى قضايا أخرى مهمة ذات طابع اجتماعي وكالقضاء على الفقر وضمان حياة كريمة للمواطن العربي والحد من البطالة بين الشباب وتحقيق الرفاهية الاقتصادية في الدول العربية.
وعلى الصعيد الاجتماعي تبرز على جدول الاعمال محنة الأطفال الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي التي كانت في صدارة مناقشات الاجتماعات الوزارية التحضيرية الى جانب قضايا مرتبطة بالرعاية الصحية وحماية البيئة.
ويتضمن جدول أعمال قمة العرب 18 بندا تتناول مختلف القضايا في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية وغيرها.