القاهرة - خدمة قدس برس
مع اقتراب إقامة مباريات كأس العالم 2018 في روسيا، والتي تتزامن مع حلول شهر رمضان، تتصاعد حدة الجدال الفقهي في مصر حول جواز إفطار لاعبي منتخب بلادهم.
وزاد من حدة الجدال اختلاف أراء المفتين بين مفتي مصر شوقي علام الذي أجاز للمنتخب المصري الإفطار في فتوي رسمية، واعتراض علماء أزهريين على إفطار اللاعبين في رمضان.
وأصدرت دار الإفتاء المصرية، في وقت سابق فتوى تجيز للمنتخب المصري المشارك بكأس العالم في روسيا العام 2018 الإفطار في رمضان، واعتبرت الفتوى أن "المنتخب سيكون خلال المونديال على سفر وسيواجه اللاعبون عملاً شاقاً".
وجاءت الفتوي في أعقاب إعلان لاعبين اعتزامهم الصيام في رمضان وعدم الافطار ومطالب المدير الفني الاجنبي للمنتخب المصري هيكتور كوبر اللاعبين بالإفطار، وتقديم طلب من اتحاد الكرة لدار الافتاء عن حكم افطار اللاعبين اثناء مشاركتهم في مونديال كأس العالم 2018 بروسيا.
من جهتها، أيدت الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، فتوي دار الافتاء بجواز إفطار لاعبى منتخب مصر في كأس العالم، مؤكدة استنادها في فتواها إلى أن "الله سبحانه جعل من أسباب التخفيف في الصيام والعبادة، المرض والسفر، والفريق المصري سوف يسافر مسافة طويلة ويتنقل بين ملاعب مختلفة، والسفر حدده الفقهاء بمسافة لا تقل عن 89 كيلو مترًا، وبالتالي من حق اللاعبين الإفطار".
وأضافت في تصريحات لـ "قدس برس": "السفر في حد ذاته يعد عذرًا من الأعذار التي يترتب عليها تخفيفات شرعية، واللاعبون المصريون المشاركون في مونديال كأس العالم بروسيا معهم رخصتين للإفطار، رخصة الإفطار بسبب المشقة، وأخرى للسفر في حد ذاته"، بحسب قولها.
وتابعت حديثها "آيات الصوم في سورة البقرة (وعلى الذين يطيقونه فدية)، قصد بها الذين يتحملون الصيام مع المشقة البالغة، وبعد ذلك جاءت الآيات (ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر)، ما يبيح للمسافر العذر للإفطار، مثل اللاعبين"، على حد قولها.
في المقابل، رأى الدكتور عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر، أنه لا يجوز لهم الافطار وإن المفطر في رمضان كافر ويحل دمه.
وقال في تصريحات ملفزة، "لا يجوز إفطار لاعبي المنتخب الوطني في رمضان، بسبب مباريات كأس العالم"، مشددا على أن رخص الافطار لا تنطبق عليهم، "لأن الغاية من السفر للعب كرة القدم ليس مبررا لكسر الصيام في رمضان، حتى وإن كان مصدرا للعيش".
وأيده الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، فتوي عدم جواز افطار اللاعبين في المونديال، قائلا إن "ممارسة الرياضة، ليست من قبيل الحالات التي يجوز فيها الإفطار، والحكم الشرعي واضح في منح رخصة الإفطار للمسافر والمريض.
وحول اعتبار مفتي مصر أن لعب الكرة من "الاعمال الشاقة التي تجيز الافطار" قال الدكتور كريمة لـ "قدس برس"، "إن المباراة ساعة ونصف فقط ولو بذل اللاعب جهده سيمكنه أداء واجبه، وهذا لا يعد من قبيل الأعمال الشاقة".
وأضاف أن الشرع حدد الأعمال الشاقة التي لها مضاعفات طبية تضر من يصوم في السفر الشاق، والمرض، الذي إذ صام المصاب له تحدث له مضاعفات تؤثر على صحته، وكذلك السيدة الحامل التي تخشي ضياع جنينها أو التي تقوم بالرضاعة وتتعب بحسب الطبيب، ولكن كرة القدم ليست من قبيل الأعمال الشاقة.
من جهته، رأى الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن فتوي افطار اللاعبين من عدمه يتوقف على اللاعب نفسه وقدرته علي تحمل الصيام، مؤكدا أن هذا لا ينطبق على كل الفريق المصري وإنما على حسب قوة وقدرة كل لاعب منفردا، في إشارة لرفضه فتاوي إفطار كل الفريق.
ويحدد الدكتور "الجندي" مقصده بقوله لـ "قدس برس": "إذا كان اللاعب لديه القدرة الكاملة على اللاعب بصورة جيدة دون أن يؤثر عليه الصيام فعليه أن يصوم، وإذا كان الصيام يؤثر عليه ويجعله في حالة ضعف تؤثر على كفاءته فله أن يفطر.
وتعود مصر للمونديال بعد غياب 28 عامًا، حيث تلعب في المجموعة الأولى بجانب روسيا المستضيفة والسعودية وأورغواي.
ويستهل المنتخب المصري مشواره في المونديال بمواجهة أورغواي يوم 15 حزيران/يونيو المقبل لتخوض بذلك مباراة واحدة نهاية شهر رمضان، الذي يتزامن حلوله يوم 17 أيار/مايو المقبل، وفق الحسابات الفلكية.
ويخوض المنتخب المصري معسكرًا تدريبيًا في أوروبا استعدادًا للمونديال، يتخلله خوض مباراتين وديتين، وسيكون المعسكر في منتصف يونيو متزامنًا مع شهر الصوم لدى المسلمين.