نشر موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي تقريرا سلط من خلاله الضوء على تقنية الجيل الخامس للأنظمة اللاسلكية، والتغيير الجذري الذي ستحدثه في عالم الاتصالات. فبعد ظهور الجيل الخامس، من المتوقع أن نعيش في عالم ذكي، كل شيء فيه متصل بشبكة الإنترنت.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه منذ عشر سنوات، كان الجيل الرابع من الإنترنت حلما، ولم يتخيل أحد أننا سنتمكن من حجز تذاكر الطيران أو الفندق أو طلب سيارة الأجرة أو دفع الفواتير بنقرة على شاشة الهاتف.
ومع ظهور الجيل الخامس، سيكون كل شيء حولنا متصلا بالشبكة، وستظهر أشياء لم نكن نتخيلها في يوم من الأيام.
وأفاد الموقع بأن السيارات الذكية ستتواصل مع بعضها من خلال تكنولوجيا الجيل الخامس، وهذا يعني أن كل المشاكل المتعلقة بالاختناقات المرورية وحوادث الطرق وأزمة اصطفاف السيارة، ستصبح من الماضي.
كما سنتمكن من شراء البضائع واستلامها من أي مكان في العالم خلال دقائق. أما بالنسبة للأشخاص الذين فقدوا بصرهم، فسيتمكنون من تصور العالم بتقنيات مساعدة.
وأورد الموقع أن تقنية الجيل الخامس ستغير مجال الصناعة بشكل جذري، حيث ستعمل المحركات بطاقة إنتاجية ضخمة، معلنة عن عهد جديد في عالم الصناعة. لذلك، يجب أن تستثمر الشركات الصناعية في تقنية الجيل الخامس، للدخول إلى هذا العالم الرقمي الجديد. ومن المتوقع أن تستفيد شركات الشحن والنقل من هذا التحول الرقمي بصورة كبيرة. فالترابط بين كل شيء في العالم سيخلق سوقا جديدة قد تصل قيمتها إلى تريليون دولار.
وذكر الموقع أنه يجب الاستعداد لاستقبال التقنية الجديدة. فبداية من الآن، يجب على الشركات المسؤولة عن تطوير الهوائيات تحديث هوائيات جديدة تكون قادرة على استقبال التقنيات المختلفة بدءا من الجيل الثاني وحتى الجيل الخامس.
وفي الواقع، لا يعتبر نظام الهوائي الموزع "دي إيه إس" في صورته الحالية قادرا على دعم الجيل الخامس، بينما نسعى لانتقال سلس إلى التنقية الجديدة.
وأشار الموقع إلى أن تطوير الشبكات المزودة بالتقنية الحديثة يستغرق وقتا أطول من الشبكات الموصلة. وبناء على ذلك، يجب على الشركات المسؤولة عن ترقية الشبكات المزودة بداية العمل على ذلك فورا.
وفي حال بدأت الشبكات في الاعتماد على تقنية الجيل الخامس في عمليات البث والإرسال عبر الإنترنت، ستحتاج المواقع الإلكترونية لسرعة بث تصل إلى 10 غيغا، بينما ستحتاج شبكات المنطقة الإقليمية لسرعة 50 غيغا، كما ستحتاج شبكات العمود الفقري للإنترنت ما بين 200 إلى 400 غيغا.
وبين الموقع أنه من المفترض أن تتم أتمتة العمليات على الشبكات من الآن. فاستخدام تقنية الجيل الخامس سيجعل من العمليات على الشبكات أمرا معقدا.
أما الاعتماد على الشبكات بصورتها الحالية سيزيد من تكاليف العمليات، التي لن يتمكن مقدمو خدمات الإنترنت من تحملها.
وأكد الموقع أنه لابد من تغيير بناء الشبكات والتحول إلى الحوسبة السحابية، لأن البنية المركزية لقواعد البيانات ذات البنية السحابية، تعتبر أساس العمليات التلقائية والذكية. وفي الحقيقة، ستوفر هذه البنية الكثير من الطاقة الحاسوبية للشبكات والمستخدمين على حد سواء، كما ستربط بين السحابة الرقمية والشبكات من أجل أداء أفضل للصناعات الرقمية، ناهيك عن أنها ستقدم للشركات خدمات شاملة بسرعة أكبر.
وأشار الموقع إلى أن شركة هواوي تحاول حاليا بيان المزايا التي ستوفرها تكنولوجيا الجيل الخامس للمستخدمين. ومؤخرا، عملت هواوي مع شركاء من ست صناعات هامة بهدف تطوير استخدام تقنية الجيل الخامس على نطاق أوسع، فضلا عن التعامل مع 300 شريك آخرين حول العالم.
وفي أيلول/ سبتمبر من سنة 2016، دفعت شركة هواوي باتجاه الاعتماد على تقنية الجيل الخامس؛ من خلال تأسيس اتفاقية شراكة للعمل بهذه التقنية الجديدة. وفي تشرين الأول/ أكتوبر من سنة 2017، تم تأسيس تحالف الجيل الخامس للربط بين الصناعات وآليات التشغيل.
وأبرز الموقع أن شركة هواوي عملت مع نحو 270 شريكا حول العالم في مجالات صناعة مختلفة، من أجل تطوير تطبيقات تعتمد على الجيل الخامس.
وبالفعل، أطلقت الشركة عشر حالات استخدام للتطبيقات، وهناك 47 مشروعا آخر سيعتمدون على تطبيقات الجيل الخامس المبتكرة.
وأضاف الموقع أنه خلال سنة 2017، استثمرت هواوي أكثر من 12 مليار دولار في مجال البحث والتطوير الخاص بتقنية الجيل الخامس، مع العلم أنها تحتل المركز السادس عالميا في هذا المجال.
اقرأ أيضا : تعرف على مصطلحات الجيل القادم من التكنولوجيا الخلوية
كما تخطط الشركة لاستثمار خمسة مليارات يوان صيني في نفس المجال خلال سنة 2018. وتطمح هذه الشركة إلى الاستمرار بنفس معدل الاستثمار سنويا.
وفي الوقت الحالي، تشغل الشركة أكثر من 5000 موظف في مجال البحث والتطوير المتعلق بالجيل الخامس، من بينهم 300 عالم بارز في العالم في مجال الشبكات اللاسلكية. فضلا عن ذلك، أنشأت هواوي 10 مراكز بحثية لتقنية الجيل الخامس في عدة دول، من بينها فرنسا والولايات المتحدة وألمانيا.
وفي الختام، قال الموقع إن شركة هواوي تسعى لمساعدة الشركات الصناعية الكبرى على إنجاح تجربتها في الاعتماد على شبكة الجيل الخامس. وستعمل هواوي على تطوير عدة مجالات لتعتمد على الجيل الخامس، انطلاقا من التكنولوجيات الحديثة، والنظام البيئي، وصولا للذكاء الاصطناعي، والتخزين السحابي، والخدمات المهنية، والاستشارات.
عربي 21 مصطفى البحيري#