أصداء - نابلس-   صعد المســتوطنون من اعتداءاتهــم على الفلسطينيين "العزل" فــي الريف الجنوبي لمحافظة نابلس شمالي الضفة الغربية، وتركزت الاعتداءات اليوم الجمعة في بلدة حوارة جنوبي نابلس الى جانب عدد من القرى والبلدات الفلسطينية، وسط تحذيــرات من اقدام المستوطنين المتطرفين على ارتــكاب مجزرة بحق المواطنين الفلسطينيين، على خلفية مقتل مستوطن وزوجته مساء أمس الخميس، على أيدي "مجهولين" بالقرب من مستوطنة "الون موريه" المقامة على أراضي الفلسطينيين، فيما اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال بلدة بيت فوريك، وقامت باعمال تفتيش واسعة في منازل المواطنين والعبث في محتوياتها وتعمدوا تخريبها دون مبرر. وقالــت مصادر محليــة ان أكثر من 200 مســتوطن يحاولون اقتحــام بلدة حــوارة بحماية من الجيش الاسرائيلي وان مكبرات المساجد تدعو المواطنين للحذر والدفاع عن أنفسهم.
ونقلت "شبكة اخباريات" عن رئيس بلدية حوارة ناصر جهاد الحواري ان عشــرات المســتوطنين شــرعوا بعمليــة تحطيــم واســعة للمركبــات الفلسطينية على حاجز حوارة وعلى طريق يتسهار - بورين. وحســب الحواري فان اكثــر مــن 15 مركبة فلســطينية تم تحطيمها حتى اعداد هذا الخبر. من جهته. ودعا رئيس البلدية ناصر جهاد الحواري السلطة الفلسطينية والمؤسسات الحقوقية الدولية وكذلك الاسرائيلية الى العمل على كبح جماح المتطرفين الاسرائيليين، الذين يتسببون من خلال اعتداءاتهم على تهجير المواطنين.
وقالت مصادر في وزارة الصحة الفلسطينية ان المواطن بشير جبريل قادوس 40 عاما من قرية بورين جنوبي نابلس، وثلاثــة مــن افراد عائلته تــم نقلهم الى المستشــفى نتيجة استنشاقهم الغاز المسيل للدموع الذي اطلقته القوات الاسرائيلية وافراد حرس الحدود الاسرائيلي على منازل المواطنين في القرية. كما أوضح عدد من متطوعي الاغاثة الطبية الفلسطينية كانوا متواجدين في محيط بلدة حوارة، ان مجموعة من المستوطنين المتطرفين من مستوطنة يتسهار - الأكثر تطرفا بين مستوطنات شمال الضفة- كانوا يستقلون سيارة من نوع "مازدا" حاولوا دهس المهندس موفق حسن محمود 39 عاما من بلدة حوارة، ونجاته من موت محقق. ونقلت "شبكة اخباريات" عن المهندس موفق حسن محمود قوله ان العناية الالهية حالت دون دهسه، خلال وقوفه أمام بيته على الشارع الرئيسي بهدف انتظار زوجته للسفر الى مدينة نابلس.
وقال محمود بأنه تمكن من الفرار من أمام سيارة المستوطنين التي حاولت دهسه في اللحظة الأخيرة، وبعد فشلهم في دهسه، قاموا بمهاجمة منزله الكائن على الشارع الرئيسي لبلدة حوارة والقريب نسبيا من حاجز حوارة العسكري، بالحجارة والقضبان الحديدية، وتسببوا باثارة الرعب طفليه "كريم سنتين، ونايا ثلاث سنوات ونصف، وشقيقتاه "وردة ونور" وشقيقه "علاء" المعاق حركيا، الى جانب تخريب نوافذ بيته وبعض محتويات البيت بعد القاء الحجارة داخل البيت، موضحا أن هذا الاعتداء ليس الأول، بل سبقته عدة اعتداءات من جانب المستوطنين على منزله ومنازل آخرى، وكان من أبرزها قتل الشاب عدنان ادريس ابو شحادة 20 عاما قبل بضع سنوات، وهو يقف على سطح منزله، موضحا أن بيت الشهيد ابو شحادة لا يبعد عن بيته سوى 300 متر، مؤكدا انه ورغم انه وعائلته مسالمين وعزل، الا أنهم أصبحوا غير آمنين على حياتهم، خاصة أن غالبية هذه الاعتداءات الدموية تحت سمع وبصر الشرطة الاسرائيلية والتي في معظم الأحيان لا تتدخل لمنع هذه الاعتداءات. وشارك المهندس محمود في تخوفاته، العديد من ابناء بلدة حوارة، ومنهم المواطن علاء سعود عفانة 42 عاما وحسين شحرور 40 عاما وكلاهما من بلدة حوارة، واللذان تعرض منزليهما لاعتداءت متكررة من جانب المستوطنين المتطرفين.
من جهته، أهاب الناشط الفلسطيني عواد نجم عودة، وهو من سكان بلدة حوارة، أهاب بالسلطة الفلسطينية الى ضرورة الوقوف الى جانب أبناء بلدة حوارة والقرى المجاورة، في مواجهة اعتداءات المستوطنين التي أصبحت لا تُطاق، وأوضح عودة أن تركيز المستوطنين على بلدة حوارة بسبب موقعها الاستراتيجي، كونها تقع على الشارع الرئيسي الواصل بين شمال الضفة وجنوبها.
وقال ضابط الاسعاف في الهلال الأحمر الفلسطيني جهاد حمايل ان عــددا من المســتوطنين قاموا بتحطيم ســيارة الاســعاف التي كان يســتقلها، بالقرب من بلدة حوارة، بعد أن قاموا باغلاق الشارع الرئيســي بالحجارة والمتاريس، ومن ثم انهالوا بالحجارة على سيارة الاسعاف وبداخلها المصابون بينهم طفل لا يتجاوز عمره العشر سنوات.
خلال ذلك، اغلقت قوات الاحتلال الحواجز المحيطة بمدينة نابلس بشكل كامــل، ومنعت المركبات الفلســطينية مــن الدخــول أو الخــروج، فيمــا اغلق عشــرات المستوطنين عدة طرق شرق نابلس وشرعوا بعمليات عربدة واعتــداء ضد المواطنين، وتخريب ممتلكاتهم وتقطيع العشرات من أشجار الزيتون المثمرة، التي تعتاش منها العشرات من العائلات الفلسطينية، وكل ذلك تحت سمع وبصر أجهزة الأمن الاسرائيلية، حسب شهود عيان.

رئيس بلدية حوارة ناصر جهاد الحواري

الطفل "كريم" كاد أن يفقد والده المهندس موفق حسن محمود

 انتشار لقوات الجيش على الشارع الرئيسي لبلدة حوارة وحظر تجوال