كتبت - ديما موسى: جسـّد أبو تامر(احمد عبيد) البالغ من العمر 55عاماً من بلدة عرابة (جنوب غرب مدينة جنين ) المقوله الشهيره ( اطلبوا العلم من ا لمهد إلى اللحد ) , فقد تخرّج هذه السنه من جامعة القدس المفتوحة حاصلا على شهادة البكالوريوس بتخصص ادارة اعمال وذلك بعدما شق طريقه في مضمار العلم والتعليم ضاربا المثل في الجد والإجتهاد والطموح.
ويقول ابو تامر بطل هذه القصه أنه لم ينخرط في المعترك العلمي طلبا لوظيفه أو منصب معين وإنما من باب الإستزاده في العلم واثراء العقل بالمعلومات المفيده شاكرا الله الذي منّ عليه بهذه النعمه التي آزره لينالها كلاً من زوجته وأولاده و الأهل والأصدقاء والمعارف بدعمهم له قلبا وقالبا في مسيرته العلميه ، مما زاد من رغبته في تحقيق مبتغاه بعدما مرت سنين على ترك مقاعد الدراسة.
وأضاف "أبو تامر" درست المساحة كدبلوم وعملت ولازلت على راس عملي كمساح أراضي وطرق ومراقب ابنية في بلدية عرابة ولا أنكر انني واجهت العديد من الصعوبات في توفيقي بين العمل والدراسة، ناهيك عن كوني رب الأسرة لدي واجبات ومسؤوليات تجاه اهل بيتي، عدا انني لم أكن أتابع المحاضرات المتعلقة بتخصصي وهذا كان جانبا صعبا للغاية في فهم ودراسة مادة معينة من غير محاضر وخصوصا في المسائل بالعمليات الحسابية او التي تحتاج الى متابعة مستمرة، والحمدلله وبتوفيق من الله استطعت ان اجتاز هذه العقبات واحقق حلمي في اكمال دراستي الجامعية بعد طول عناء."
ويقول الابن الاكبر "تامر " "الحمدلله الذي اعان والدي ومن عليه بالصحه والعافية وانهى دراسته الجامعية بعد جهد جهيد وخصوصا ان وضع ومكانة والدي ليس بالامر السهل اجتياز هذه المرحلة ففي الوقت الذي كنا انا واخواتي نكمل تدريسنا الجامعي كان والدي ايضا يكمل دراسته الجامعية وهذا يكفي لان تزيد مسؤوليته المادية اضافة الى مسؤوليته العائلية كرب أسرة لديه واجبات ومسؤوليات تجاه افراد عائلته وهانحن انهينا تدريسنا الجامعي وحصلنا على فرص عمل وفتحتنا بيوت ومازال والدي مصرا على اكمال تعليمه الجامعي رغم ما مضى من وقت ،واصرار والدي ودعمنا له وتوفيق الله اولا واخرا هو بمثابة نجاح نفخر به دائما "
وتتابع زوجته قائلة "استصعبت الامر في البداية وخاصة بعد مرور وقت طويل على تركه لمقاعد الدراسة ولكن اصراره على اكمال تعليمه كسر حاجز الصعوبات لديه لذا وقفت بجانبه ودعمته وشجعته على مواصلة هذا الدرب لان العلم سلاح لا يعرف الكبر ولا الصغر وبفضل من الله عزوجل وصل الى نهاية دربه التعليمي وحصوله على درجة البكالوريس بعد عمر ال55 عاما "
وأعرب عبدالله موسى عن سعادته بتخرج "حماه "قائلا "أبارك اولا لابي الثاني الذي طالما نفخر به كمثالا يحتذى به امام الاجيال، واليوم نعبر عن مدى فرحنا بتخرج عمي والشكر اولا واخيرا لله "
ومن هنا يضرب لنا "أبو تامر " المثل بالجد ويرفع العذر عن جميع الطلاب الذين يتحججون بصعوبة المناهج أو ضعف امكانياتهم التحصيليه او بطء إستيعابهم او ضعف ذاكرتهم , فمهما بلغ بالشاب ضعف الذاكره والتركيز والاستيعاب فإنه سيظل وفي أسوأ أحواله أفضل من رجل يبلغ من العمر 55 سنة من الناحيه العقليه في درجه الفهم والإستيعاب وقوة الذاكره.
يذكر ان أبو تامر لديه ستة أولاد ، ثلاثة ذكور وثلاث فتيات وهو جد لثماني احفاد وجميع أولاده أكملوا تعليمهم الجامعي في أهم جامعات الضفة الغريبة وهم حاليا على راس عملهم .