الرئيسية / الأخبار / فلسطين
الذهب الأبيض والمياه ، أبرز ضحايا اعتداء الاحتلال المتكرر على قرية مادما
تاريخ النشر: الأثنين 23/04/2018 20:40
الذهب الأبيض والمياه ، أبرز ضحايا اعتداء الاحتلال المتكرر على قرية مادما
الذهب الأبيض والمياه ، أبرز ضحايا اعتداء الاحتلال المتكرر على قرية مادما

تسنيم ياسين
لا يملُّ الحاج حمد قُطّ من قرية مادما جنوب نابلس من السير كل صباح لأرضه الواقعة على بعد 4 كيلومترات من مستوطنة يتسهار، لا ترهقه سني عمره الـ74 بقدر ما أنهكته هجمات المستوطنين المتكررة عليه وعلى أرضه.
"10 مستوطنين نزلوا فيي ضرب ع راسي، ولما حققوا إني متت تركوني أنزف 3 ساعات لحد ما اجى أهل البلد، وبعد 19 يوم من العناية المكثفة رجعت ع الأرض، أنا انخلقت للشغل، إذا ما اشتغلت بالأرض خلص بروح كل إشي"، يروي الحاج قُطّ.
الحاج قُطّ واحد من 2093 مواطناً من نفس القرية يذوقون المر كل يوم بسبب الهجمات المتكررة من المستوطنين على القرية بكلِّ ما فيها، القادمين من مستوطنة يتسهار التي تبتلع أكثر من 1200 دونما من أراضي القرية.
ومنذ عام 2002 استطاع الاحتلال شق طريق التفافي التهم مساحات واسعة من أراضي القرية المصنفة "بي" حسب اتفاق أوسلو، وكان العمل بدأ به منذ عام 1992 ولكن بينما كانت جرافات الاحتلال تحفر، كانت جرافات تابعة لبلدية نابلس تعيد إغلاق الحفر حتى الاجتياح عام 2002 الذي أدى إلى شق الطريق.
لم يقتصر التأثير على مصادرة الأراضي وحرمان القرية من محاصيلهم الزراعية، ولكن كان الأثر على "ذهبها الأبيض" هو الأكبر والأصعب.
يوضح رئيس المجلس القروي، إيهاب قُطّ: "كان 90% من سكان القرية يعملون في المحاجر، وكانت القرية محطة للعديد من الفلسطينيين الذين كانوا يتون خصيصاً للعمل في هذا الكنز الأبيض ولكن حتى شق الشارع تكررت الاعتداءات على القرية والعاملين حتى وصل الأمر إلى مصادرة المعدات والآلات لحرمان الناس من العمل".
ومنذ ذلك الحين، اختفت المهنة من القرية، فالآن لا يتجاوز عدد العاملين في المحاجر الأربعة عمال يعملون في مناطق عصيرة القبلية وعوريف، أما البقية فحرموا من مصدر رزقهم لذلك اضطروا للعمل في مهن مختلفة.
المياه هي المسلسل المتكرر الذي تتشابه به كل زاوية في فلسطين، ولم تكن مادما استثناءً، فالقرية التي يرتبط اسمها بمياه الراحة بسبب كثرة عيون المياه فيها تحرم الآن من كل مصادر المياه ليصل الأمر إلى اضطرار الناس لشراء المياه، في حال نفدت من خزان القرية.
نبع عين الشعرة هي من أبرز العيون في القرية التي لطالما كانت مصدراً أساسياً للمياه في القرية خاصة بعد مدّ الانتداب البريطاني أنابيب لنقل المياه من العين حتى وسط القرية، ولكن بعد مجيء الاحتلال تعمد المستوطنون تكسير الأنابيب ومنع الناس من الوصول للعين، وكذلك حال غيرها.
ونتيجة للمصادرة المتكررة للأراضي وحرمان الناس منها، تعاني القرية منذ عام 1980 من ضيق المخطط العمراني للقرية، ما يضطر السكان إلى البناء على تراخيص زراعية وهو ما يعني قيوداً أكبر عليهم.
وتفتقر القرية للمدارس والغرف الصفة التي تكفي الأعداد المتزايدة من الطلاب ففيها مدرستان فقط للإناث والذكور دون فروع للتوجيهي سوى الأدبي، ويوضح رئيس المجلس إيهاب قط أن " المجلس منذ سنوات وفر الأرض والمال والمعاملات اللازمة لبناء مدارس جديدة ولكن لا رد إلى الآن".
وتعتبر مستوطنة يتسهار من أخطر المستوطنات في الضفة، بحيث ينتمي معطم ساكنيها إلى التيارات اليهةدية المتطرفة، ويشكلون جحيماً لجميع القرى القريبة منها.

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017