وقد تمت الموافقة على القرار بغالبية12 صوتا فيما امتنعت ثلاث دول عن التصويت، هي الصين وروسيا وإثيوبيا، موجهة أصابع الاتهام للولايات المتحدة بأنها عجّلت عملية التصويت دون منح مزيد من الوقت للمفاوضات.
وقالت روسيا إن "النص غير متوازن"، فيما شددت الصين على أنه كان يجب على مجلس الأمن "أن يأخذ مزيدا من الوقت للتفاوض". واعتبرت إثيوبيا أن "النص ليس محايدا"، وأنه يصب في صالح المغرب.
أما فرنسا، فرأت أن القرار يسمح "بتجنب خطر التصعيد"، فيما أوضحت واشنطن أنها "اختارت هذا العام نهجا مختلفا" يتعارض مع التمديد المعتاد لـ"مينورسو". حيث قالت ممثلة الولايات المتحدة إيمي تاشكو إن الإدارة الأميركية "تريد رؤية تقدم" وترغب بحصول مفاوضات "خلال الأشهر الستة المقبلة".
يشار إلى أن مينورسو هي بعثة دولية شكلتها الأمم المتحدة 1991 لتطبيق "خطة تسوية" وضعتها المنظمة لحل مشكلة الصحراء الغربية بالاتفاق مع طرفي النزاع فيها. ومن أبرز مهماتها تنظيم استفتاء لتقرير مصير السيادة على الصحراء.
وعقب التصويت، قال سفير المغرب في الأمم المتحدة، عمر هلال، إن القرار يعزز موقف المملكة.
وتنتهي وولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) بحلول 30 نيسان/أبريل الحالي. لكن القرار الأممي الأخير، يُمدد عمل البعثة التي تحصي نحو 400 شخص، إلى غاية 31 تشرين الأول/أكتوبر، فيما تبلغ موازنتها السنوية 52 مليون دولار.
وجلس طرفا النزاع، المغرب وجبهة البوليساريو، على طاولة المفاوضات لآخر مرة في 2008.
في ذات الشأن، حث القرار الجانب الصحراوي على "استئناف المفاوضات دون شروط مسبقة وبحسن نية" للتوصل إلى "حل سياسي مقبول من الطرفين" نحو "تقرير مصير "الشعب. كما أكد على "أهمية الالتزام المتجدد من جانب الأطراف، لدفع العملية السياسية قدما من أجل التحضير لجولة خامسة من المفاوضات".
وأشار القرار بشكل ضمني إلى الجزائر، حيث طلب من "الدول المجاورة" تقديم "مساهمات مهمة من أجل هذه العملية" السياسية وأن تنخرط بشكل أكبر في التفاوض. كما عبر عن "قلقه من وجود بوليساريو في كركرات بالمنطقة العازلة" في جنوب غرب الصحراء الغربية، داعيا إياها "إلى الانسحاب الفوري".
من جهة أخرى، وعد مبعوث الأمم المتحدة للصحراء الغربية، الرئيس الألماني السابق هورست كوهلر، مجلس الأمن بإجراء جولة جديدة من المفاوضات في2018 دون تحديد تاريخ. كما أوكل إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، مهمة العمل على خفض التوترات الأخيرة بين المغرب والبوليساريو.
وتتمسك الرباط بضرورة دخول الجزائر في المحادثات، لكن الأخيرة رأت في ذلك محاولة لتهميس "بوليساريو" وتصوير النزاع على أنه إقليمي.
يذكر أن الحرب اندلعت بين المغرب وجبهة بوليساريو للسيطرة على الصحراء الغربية في الفترة ما بين1975 و1991 وضعت أوزارها بموجب هدنة، كما تم نشر بعثة تابعة للأمم المتحدة للإشراف على تطبيقها.
وتعتبر الصحراء الغربية الإقليم الوحيد في أفريقيا الذي لا يزال النزاع حوله مستمرا بعد رحيل المستعمر، إسبانيا التي تنازلت عن الرقابة الإدارية للإقليم عام 1975 لصالح المغرب وموريتانيا. وانسحبت الأخيرة من المنطقة عام 1979. وهذا النزاع يساهم بشكل كبير في تدهور العلاقات بين المغرب والجزائر منذ عقود.
يشار إلى أن الصحراء الغربية هي منطقة متنازع عليها تقع في المغرب العربي، وتحديدا في منطقة شمالي أفريقيا، حيث تسيطر على جزء منها "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" التي أعلنت استقلالها الذاتي عن المغرب، يسيطر المغرب على الجزء الآخر، وتتهمه "دولة" الجمهورية الصحراوية باحتلال تلك المنطقة.
يحد الصحراء الغربية من جهة الشمال دولة المغرب، بينما تحدها الجزائر من الجهة الشرقية، ثم موريتانيا من الجهة الجنوبية، والمحيط الأطلسي من الغرب.