نابلس:
اوصى المشاركون في اليوم الدراسي حول التعليم والتدريب المهني والتقني الذي نظمه مجلس التدريب والتشغيل في محافظة نابلس برعاية الرؤية العالمية ضرورة تغيير الثقافة والنظرة الخاصة بالتعليم والتدريب المهني والتقني لدى المجتمع و تطوير المناهج الخاصة بالتعليم والتدريب المهني والتقني بما يتناسب مع التطور الحرفي والتكنولوجي و توسيع وتطوير البنية التحتية للتعليم والتدريب المهني والتقني من مراكز ومدارس وأدوات ومعدات وأجهزة و الاستمرار في تحسين جودة مخرجات نظام التعليم والتدريب المهني والتقني من خلال المتابعة والتقييم، وقياس مدى مواءمة ومخرجات التدريب مع احتياجات سوق العمل.
ما تمت التوصية اشراك الخبراء والمختصين من القطاع الخاص في نشاطات التدريس والتوجيه المهني والإرشاد والاستشارات والاختبارات والتقويم. وتطوير قدرات الكادر البشري العامل في مجال التعليم والتدريب المهني والتقني و ضرورة تطبيق نظام التلمذة المهنية والذي يستدعي مشاركة القطاع الخاص في تدريب الطلاب والطالبات في ظل رقابة محددة ونظام معين. والعمل بكل الوسائل والسياسات الحكومية لجذب القطاع الخاص للمشاركة والاستثمار بالتعليم والتدريب المهني والتقني، وإنشاء رابطة خاصة بخريجي دورات التدريب المهني والتقني و تصميم خارطة الكترونية تفصيلية بمواقع ومراكز التدريب المهني . و فتح مدارس مهنية في المنطقة الغربية من نابلس متخصصة بالتخصصات الزراعية والفندقية و تشكيل مجلس استشاري ووحدات توظيف في مراكز التدريب المهني والتقني.
وتخلل اليوم الدراسي مناقشة العديد من أوراق العمل قدمها خبراء ومختصون من جهات ومؤسسات عديدة سعيا لتحقيق الأهداف المرسومة لتعزيز التوجهات نحو التعليم المهني وهي ورقة عمل بعنوان واقع التعليم والتدريب المهني والتقني قدمها أمجد السائح من جامعة القدس المفتوحة ، وورقة عمل بعنوان المستويات المهنية قدمها م. حمدالله صابر مدير مركز التدريب المهني ، وورقة عمل بعنوان دمج التعليم المهني في التعليم العام قدمتها أمل صوفان نائب مدير التربية والتعليم ، وورقة عمل بعنوان البرامج التدريبية قدمها د. ماهر خماش عميد كلية هشام حجاوي ، وجرى عرض فيديو مصور قدمه عامر الششتري من مدرسة نابلس الثانوية الصناعية ، وورقة عمل بعنوان وجهة نظر القطاع الخاص حول التعليم والتدريب المهني ودراسات السوق قدمها محمد التصلق من غرفة تجارة وصناعة نابلس ، وورقة عمل بعنوان المهارات الواجب توافرها في التدريب المهني ومواجهة التحديات قدمها علاء الجيطان من بلدية نابلس ، وورقة عمل بعنوان مبادرة شباب لسوق العمل قدمها نبيل اسليم ممثل ملتقى رجال الأعمال ، وورقة عمل بعنوان أثر ثقافة المجتمع في توجيه الأبناء نحو التعليم والتدريب المهني قدمها د. رافع دراغمة مدير وحدة شؤون الخريجين في جامعة النجاح الوطنية ، وورقة عمل بعنوان دور مؤسسات التدريب المهني الخاصة قدمتها شيرين دلال من مركز النخبة.
وكان المجلس المحلي للتدريب والتشغيل في محافظة نابلس قد نظم الأحد وبرعاية مؤسسة الرؤية العالمية يوما دراسيا خاصا بالتعليم المهني والتقني تحت عنوان (التعليم المهني والتقني وسبل تعزيزه في أوساط الطلبة) ، وذلك في قاعة سليم أفندي ، وبحضور محافظ محافظة نابلس أكرم الرجوب ، وعنان الاتيرة ممثل المحافظ في مجلس التشغيل والتدريب ، وشاهر سعد الأمين العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين وعمر هاشم رئيس غرفة تجارة وصناعة نابلس ، وخلدون مصلح مدير عام مديرية عمل نابلس ، واحمد صوالحة مدير تربية جنوب نابلس ، و م. محمود النجوم المستشار الفني في مؤسسة التعاون الفني الألماني (GIZ) ، وأيهم أبو بكر منسق برامج التنمية الاقتصادية في مؤسسة الرؤية العالمية ، وأعضاء اللجنة التحضيرية لليوم الدراسي ، وحشد كبير ناهز 300 مشارك ومشاركة من المسؤولين وممثلي الجهات الرسمية والأهلية والمجتمعية والشعبية ، وأولياء الأمور من مجالس الآباء والأمهات في نابلس.

وتحدث عطوفة محافظ نابلس اللواء أكرم الرجوب إن الإحصاءات التي قدمت حول التعليم المهني والأكاديمي والتقني تشير الى أن المشكلة قائمة في عقلية المجتمع المحلي التي ترغب في توجه الأبناء للتعليم الأكاديمي بعيدا عن الدراسة المهنية والصناعية ، رغم الكم الكبير من البطالة ، وبالتالي المطلوب العمل على تغيير نمط التفكير داخل المجتمع كأساس لنشر التوجهات نحو الدراسة المهنية. وشدد الرجوب إن المسؤولية تتطلب البدء بتأسيس لثقافة جديدة يتقبل بالتعليم المهني ، وان ينظر الناس للمدارس الصناعية ومراكز التدريب المهني باعتبارها تخلق التوازن التعليمي في المجتمع.
وقال شاهر سعد الأمين العام لنقابات عمال فلسطين أن هناك خلل في توجهات البحث عن تخصصات الطلبة وعدم التوازن في سوق العمل ، مشددا على أهمية المواءمة بين المتطلبات والتوجهات ودور القطاع الخاص في ذلك. وأكد أهمية التدريب والتأهيل لتعزيز سوق العمل ليس بالكلام والشعارات، وإنما بالعمل الحقيقي ومواءمة مخرجات التعليم العالي بحاجات السوق العملي ، إضافة إلى ضرورة التنسيق والتكامل والتشبيك بين الغرف التجارية والقطاع الخاص ومراكز التدريب المهني. وانتقد سعد نظرة العيب في توجهات الشباب نحو مراكز التدريب المهني والتقني .
وتحدث عمر هاشم رئيس غرفة تجارة وصناعة نابلس في كلمته عن أهمية التعليم المهني في فلسطين ، والعمل على تغيير الثقافة المجتمعية السائدة من قبل الأهالي وأولياء الأمور وكل الشركاء التي تضع التعليم الأكاديمي في مرتبة أفضل من التعليم المهني والتقني ، داعيا للعمل معا وسويا ليكون التعليم المهني والتقني خيارا مطروحا بقوة الى جانب الخيارات الأخرى. كما نوه الى إيمان القطاع الخاص بأهمية التدريب والتعليم المهني والتقني في تطوير إنتاجية المشروع ، والتي تعد إنتاجية العامل أحد أهم عناصرها ، تلك الإنتاجية التي تلعب دورا مهما في زيادة القدرة التنافسية في الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية وأكد هاشم على أهمية العمل بـــ (النظام المزدوج Dual System ((التلمذة المهنية) الذي يحقق نجاحات ممتازة على الصعيد الوطني والمحلي والدولي. كما دعا الى اغتنام فرصة وجود الأهالي وأولياء الأمور لنؤكد لهم على أهمية التعليم والتدريب المهني والتقني لأبنائهم وبناتهم في إيجاد فرصة عمل سريعة ، علاوة على قدرة الخريج على فتح منشأته الخاصة به.
وأشار خلدون مصلح مدير عام مديرية عمل نابلس في محافظة نابلس إن التعليم المهني مفتاح الدخول لسوق العمل مؤكدا أهمية مجلس التشغيل التي يتيح الفرص للدخول لسوق العمل في ظل التدريب المهني وتطويره. ودعا الى نشر ثقافة العمل المهني وتطوير منظومة التعليم المهني في ظل تفعيل التدريب المهني والتقني وزيادة إعداد الطلبة المتوجهين للتعليم المهني والاقتصاد المنزلي والصناعي والزراعي. ودعا الى زيادة فرص التشغيل الخارجي والعمل جاري لتطوير المناهج والبرامج لتطوير التعليم المهني.
وقال أيهم أبو بكر ممثل مؤسسة الرؤية العالمية إن المؤسسة تولي أولوية كبيرة للتعليم المهني والتقني جزء أساسي وجوهري في نهضة المجتمع وتطوره ، كونه قادر على توفير فرص للعاطلين عن العمل مما يتطلب تضافر الجهود لتغيير النظرة السلبية والنمطية للتعليم المهني وتوعية طلاب المدارس للتخصصات المختلفة ومدى قولها وتقبل المجتمع لها. وأضاف إن التعليم المهني والتقني يساهم في تقليل نسب البطالة التي وصلت الى أعلى معدلاتها ، نتيجة انعدام الفرص وبعض الإحصاءات تشير الى 400 ألف عاطل عن العمل بعضهم من خريجي الجامعات. وشدد أبو بكر على أهمية هذا اليوم الدراسي للوصول الى واقع أفضل ورسم صورة مشرقة للأجيال القادمة في ظل واقع التعليم المهني والنظرة المجتمعية التي تعتبر معيقة ، إضافة الى المعيقات الأخرى التي لها علاقة بالبناء المؤسسي.
وأشار احمد صوالحة مدير تربية جنوب نابلس انه في ظل تكدس الباحثين بعشرات الآلاف عن الوظائف يتطلب دراسة ذلك والعمل على تذليل الصعاب نتيجة لذلك. وقال انه إستراتيجية وزارة التربية والتعليم تشهد مؤخرا تركيزا أكثر وأعظم على الاهتمام بالجانب المهني ودمجه بالتعليم العام والتي تحقق هدف الإرشاد المهني والاختيار السليم للتخصص والالتحاق بها مما يزيد إمكانيات النجاح والتفوق والتوازن.
وتم خلال اليوم الدراسي طرح نماذج وقصص ناجحة لمؤسسات تدريبية ساهمت في تدريب وإيجاد فرص عمل لخريجيها كما حصل مع الشاب مصطفى عاصي من مركز مريم هاشم لفنون الطهي وتقديم الطعام التابع لجمعية الاتحاد النسائي ، والآنسة هديل سليمان محمد عكه من مركز الشيخ خليفة للتأهيل .
وقالت عنان الاتيرة نائب محافظ نابلس وممثل محافظ نابلس في مجلس التشغيل في محافظة نابلس إن اليوم الدراسي مهم حيث تم طرح أوراق عمل ومناقشتها من اجل معرفة واقع المجتمع تمهيدا لوضع الحلول والتصويب.