الرئيسية / مقالات
الزواج المبكر قديما وحديثا
تاريخ النشر: الخميس 17/05/2018 11:50
الزواج المبكر  قديما وحديثا
صورة تعبيرية

الزواج: هو عقد شرعي بين رجل وامرأة تحل له شرعاً، لكن الزواج المبكر يكون بين رجل وطفلة، وأيضا طفل وطفلة ولا ننسى الطفل هو كل من لا يتجاوز عمره الثمانية عشر عاما، وتكثر حالات الزواج المبكر في المجتمع الفلسطيني بالأخص بين صفوف الفتيات ويرجع ذلك لأسباب عائلية، واجتماعية، واقتصادية، وانتشار مفاهيم مثل العنوسة والسترة والشرف والصاقها بالفتاة، واعتبار الزواج طوق النجاة لشرف العائلة وحمايته، وأيضاً الصورة الذهنية التقليدية التي تعتبر الزواج الإنجاز الأهم في الحياة.
قصص عن الزواج المبكر:
في لقاء مع مواطنة تقطن شرق نابلس تزوجت عندما كان عمرها 17عام وزوجها نفس العمر، وحملت بعد سنة من زواجها ولم تواجه مشاكل بالحمل والولادة، ونوهت المواطنة أنها ندمت على زواجها المبكر، ورغم ندمها زوجت ابنتها زواج مبكر حيث أثر الزواج المبكر عليها لأنها واجهت صعوبة بتربية أطفالها، وهي التي فضلت الزواج على التعليم ولكنها الآن تتندم على أنها تزوجت ولم تكمل تعليمها .

أضافت مواطنة أخرى أنها تزوجت عندما كان عمرها 14 عاماً ونصف وأن فرق العمر بينهما 15 عاماً، وبعد سنتين من زواجها أنجبت، وندمت على زواجها بعد فوات الآوان لانه الزواج المبكر عبارة عن تضيع الطفولة  وان الفتاة في هذا العمر غير قادرة على تحمل مسؤولية بيت وتربية اطفال ، وأضافت استحالة زواج بناتها زواج مبكر.

بينما ذكرت مواطنة أخرى أنها تزوجت بعمر 15 عام وأنجبت طفلة وتطلقت عندما بلغ عمرها 18 عام ، وضاعت حياتها وطفولتها بزواجها لان زوجها سيء في التعامل معها  وحملت أهلها وعائلتها مسؤولية زواجها وفشل حياتها الزوجية . 

تحدثت مواطنة أخرى تزوجت عندما كان عمرها 16 عام، وواجهت صعوبة في حياتها الزوجية لأن زوجها سيء جدا وتطلقت عندما كان عمرها 20 سنة، وعبرت عن ندمها على زواجها وعدم إكمال تعليمها، ونوهت أنها تحمل أهلها مسؤولية زواجها وطلاقها وهي لم تتجاوز عشرون عاماً من عمرها .

وجهة نظر المحامي الشرعي في الزواج المبكر:
أوضح المحامي الشرعي عبد الناصر شنيور أن أسباب الزواج المبكر كانت أسباب عائلية واقتصادية خاصة عندما كان مجتمعنا مجتمع زراعي، أما الآن حصل هناك تغيير وقفزات في المجتمع الفلسطيني فانتقل من المجتمع الزراعي إلى مجتمع يتجه نحو الوظيفة والجانب المهني وبالتالي ظاهرة الزواج المبكر تراجعت بدرجة كبيرة .
نوه شنيور أن الزواج المبكر قديماً كان يتم التحايل على القانون خاصة في القرى ويتم زواج القاصرين والقاصرات، أما الآن اصبح هناك تغيير في نظرة المجتمع وأصبحت ظاهرة تأخر سن الزواج، ولا سيما ارتفاع تكاليف الزواج والمهور، وارتفاع تكاليف نفقات الزفاف وكل هذا أدى إلى تأخر سن الزواج في هذه الأيام .

وأضاف أن الزواج في الشريعة الإسلامية مباح و لم تحدد سن الزواج، إذا كانت هناك مصلحة في تأخير سن الزواج أو في الزواج المبكر المهم أنه حقق مقاصد الشريعة الإسلامية في المحافظة على النسل والنسب .
منوهاً أن تأخير سن الزواج أصبح يعطي مضار حيث يؤدي إلى الفساد في المجتمع الفلسطيني، لأن هناك حاجات فطرية وغريزية لدى الشباب والبنات، وارتفاع تكاليف الزواج تؤدي إلى تأخر سن الزواج، وهذا يقود كثير من الشبان والشابات إلى البحث عن بديل آخر وهو بديل غير مرغوب ومرفوض شرعاً وقانوناً ومجتمعاً.

يتابع شنيور حديثه ( لا يزال في فلسطين تطبيق القانون الأردني قانون الأحوال الشخصية سنة 1976 وهذا القانون الذي حدد سن الزواج للفتاة في سن 15عام هجرية وللشاب 16 عام هجرية )، وفي الأردن قانون الأحوال الشخصية في سنة 2010 تم رفع سن الزواج إلى سن 18 عام لكن لا زلنا نطبق قانون الأحوال الشخصية سنة 1976 .

وأضاف شنيور انه  مع الزواج عندما يحقق حاجات الشبان والشابات ولكن زواج القاصرين والقاصرات فيه ضرر، ولكن عندما يكون هناك نضوج لدى الشاب والفتاة لأنهم يؤسسون أسرة، لأنه سابقاً قمت بعملية دراسة عن نسبة الطلاق فوجدت أن أعلى نسبة طلاق كانت بين الشبان والشابات ممن تزوجوا مبكر في سن (15-19)عام .

 

ونوه أن الفقر وظروف المعيشة الاقتصادية لها دور في الطلاق، لأنه عندما يكون الشاب غير جاهز لتكاليف الزواج في هذه الأيام المرتفعة، أو تأمين بيت، أو استئجار بيت وما يحتاج الزواج من نفقات، هذا يؤدي إلى طلب الفتاة الانفصال عنه لأنه قد تأخر في الزفاف ويسبب لها ضرراً وفي ذلك تطلب الطلاق للخروج من هذا الضرر .

وفي النهاية دعا شنيور الأهل في عدم التسرع في زواج بناتهم في سن صغير، وقال إنه يفضل أن يكون الزواج على الأقل بعد إنهاء المرحلة الثانوية .
رأي الطب في الزواج المبكر:
بدأت الدكتورة ملك العامودي حديثها بأن الأم مدرسة والأم هي الأساس، كل شيء يبدأ من الأم المربية الأولى للإنسان لبناء المجتمع السليم وعلينا أن نركز عليها، يجب أن يكون وضعها متكامل من الناحية الإجتماعية والثقافية والجسدية، والتركيز على الحالة الصحية للأم وتأثير الزواج المبكر عليها .

وأضافت أن مراحل عمر الإنسان هي الطفولة حتى عمر 18 عاماً، والشباب من (18- 45) عاماً، والكهولة أو سن اليأس من (45 - 65) عاماً، والشيخوخة ما فوق 65 عاماً.

أوضحت الدكتورة العامودي أخصائية نسائية وتوليد أن الزواج ما قبل الثامنة عشر عاماً هي مشكلة كبيرة نفسياً جسدياُ اجتماعياُ، ويكون جسم المرأة في هذه الفترة غير ناضج، وأيضاً جسم المرأة غير مهيأ للحمل والولادة وأن الحمل في هذه الفترة بحاجة لرعاية للمحافظة على دم المرأة وكلس المرأة، والمحافظة عليها من ما حولها من أضرار والأكل غير الصحيح مثلاً، وكيفية التعامل مع الوضع القائم عندها .

أضافت الدكتورة العامودي أن الولادة في عمر ما قبل الثامنة عشر عاماً خطر على المرأة، وممكن أن تسبب تفسخ وضعف العضلات وضعف الكلس وضعف الدم لدى الحامل بهذا العمر الصغير، وهذا يعتبر إنهاء على حياتها الطبيعية الذي من المفروض أن تكتمل .

وتابعت الدكتورة العامودي يجب التركيز على عمر البلوغ وهو من (12-18) عاماً، ويحدث في جسم الإنسان تغيرات كثيرة من جميع النواحي الحياتية، والزواج في هذه المرحلة خطير جداً من الناحية الجسدية والجسم يكون غير ناضج، والهرمونات تكون عند الأنثى غير كاملة .

وأشارت الدكتورة العامودي أن الدور التوعوي ضروري جداً وهو دور الجمعيات في توعية المرأة من ناحية الأكل الصحي لها والأمراض لأن الحمل بحد ذاته هو مرض، ودور الجمعية في الدعم النفسي للمرأة الذي من المفروض أن يقدم من الأسرة والزوج، وفي فترة الحمل يحدث تهيج في غدد الدماغ فالوضع النفسي للحامل غير طبيعي، وممكن أن تحدث ولادة مبكرة بسبب الزواج المبكر لأن الجسم غير مهيأ لولادة طبيعية.

ذكرت الدكتورة العامودي أن أسوأ الحالات التي يسببها الزواج المبكر هو أن في هذا الزواج قد تنهي حياة المرأة التي لن تبدأ بعد، والإعتداء على الطفولة والاعتداء على زهرة لسا بتكبر .

وقدمت نصيحتها للأهل بأن عليهم دراسة الموضوع جيداً قبل زواج بناتهم زواج مبكر وما يقوله أتى نصيبها، أو العريس المتقدم لابنتهم شخص جيد عليهم التفكير جيداً قبل الزواج لأن التركيز دائماً عليها . 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017