نشر موقع "إي إس بي إن" الأمريكي تقريرا، سلط من خلاله الضوء على تنامي حدة التوتر بين الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الأوروبي لكرة القدم حول العديد من المقترحات التي ستؤدي إلى تغيير ملامح المنافسات الأوروبية والدولية في المستقبل. ويبدو جليا أن سعي الفيفا لإقرار تغييرات جذرية بهدف لتحقيق عوائد مادية ضخمة يتعارض مع سياسات اليويفا وتوجهاتها.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قدم اعتراضا فعليا، يوم الأربعاء، على ما بدا أنه محاولة قوية لا يمكن ردعها لتنفيذ مشروع الاتحاد الدولي لكرة القدم الهادف إلى إعادة تشكيل الرياضة الجماهيرية الأولى في العالم. والجدير بالذكر أن هذه التغييرات تقدر قيمتها بحوالي 25 مليار دولار.
وأفاد الموقع أنه خلال اجتماع أجراه المجلس الاستراتيجي لكرة القدم الأوروبية التابع لليويفا في مدينة ليون الفرنسية، اجتمع ممثلون عن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ورابطة الأندية الأوروبية، والعديد من الهيئات الرياضية الأوروبية، لمناقشة مقترح الفيفا لتنظيم كأس عالم للأندية كل أربع سنوات، بمشاركة 24 فريقا، فضلا عن مقترح آخر يطمح لتنظيم بطولة دوري الأمم العالمية على أن تدور فعالياتها كل سنتين.
وأورد الموقع أن رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، حاول تحديد مسار واضح لمخططاته، داعيا إلى التوصل إلى قرار سريع بشأن هذه المسألة. وذكرت صحيفة فاينانشال تايمز الأربعاء أن إنفانتينو سيدعو في قادم الأيام إلى عقد اجتماع استثنائي لمجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم لاتخاذ قرار نهائي بشأن هذا الاقتراح. لكن الرد الصادر عن اليويفا كان قاطعا.
وتطرق الموقع إلى بيان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الذي ورد فيه أن المجلس الاستراتيجي لكرة القدم الأوروبية أجمع على كون هذه التغييرات التي ينوي رئيس الفيفا إحداثها متسرعة، فضلا عن عدم وجود بيانات واضحة تتعلق بها. وشدد المجلس على ضرورة اتخاذ خطوات تحترم الهياكل القائمة وهيئات صنع القرار في الأوساط الرياضية الأوروبية.
وبين الموقع أن عدم لجوء الفيفا للتشاور بشأن هذه المسألة أمر مبهم بالنسبة للعديد من الأطراف. وعلى الرغم من أن صحيفة فاينانشال تايمز ذكرت أن المستثمر التكنولوجي الياباني سوفت بانك تمكن من كسب استثمارات من قبل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والصين، إلا أن هويات المستثمرين الذين يمولون خطط مشروع كرة القدم الجديدة لم يتم الكشف عنها بشكل رسمي. وفي رسالة وجهها إلى أعضاء الفيفا، علل إنفانتينو تكتمه بالقول إنه ملتزم بشروط الاتفاق السري.
وأشار الموقع إلى الرفض القاطع الذي لاقاه مشروع الفيفا الجديد. ويرجع ذلك بالأساس لكون هذا المشروع الجديد سيكون له تأثير هائل على تقويم المباريات الدولية، فضلا عن كونه قائما على بيع حصة كبيرة من مداخيل المسابقات الكروية المرموقة لفائدة مستثمري طرف ثالث مجهولين. وأضاف اليويفا أنه يجب النظر في هذه المقترحات بتمعن نظرا لتداعياتها على جدول المباريات في العالم أجمع.
وأورد الموقع أن استراتيجية الفيفا قائمة على مبدأ "فرق تسد"، حيث استقطب إنفانتينو أندية فردية مثل برشلونة وبايرن ميونيخ وليفربول ومانشستر يونايتد وريال مدريد، بدلا من إجراء حوار شامل عن طريق القنوات المنظمة على مستوى الأندية. وحظيت مخططات إنفانتينو بالموافقة داخل مكاتب الكامب نو، إلا أن جوسيب ماريا بارتوميو عجز عن دفع نظرائه إلى دعم هذه التحركات خلال الاجتماع الذي أجري في ليون يوم الأربعاء.
وأوضح الموقع أصول الخلاف بين رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ألكسندر تشيفرين، ونظيره في الاتحاد الدولي لكرة القدم، حيث سعت الفيفا في السابق للتدخل في حجم الدوريات الأوروبية. ويبدو أن خطط ومقاربات الفيفا أثارت سخط كبار الشخصيات في الأوساط الكروية الأوروبية، مما دفع بعضهم للقول إن "الوضع على وشك الانفجار".
وأضاف الموقع أن مخططات الفيفا من شأنها إلحاق الضرر بدوري أبطال أوروبا الذي تنظمه اليويفا، وهو ما يثير غضب تشيفرين. وخلال مقابلة أجراها مع مجلة كيكر الألمانية لكرة القدم في الحادي عشر من مايو/ أيار الحالي، قال رئيس اليويفا الحالي إن الفيفا أجرت محادثاتها مع بعض الأندية الأوروبية الكبرى فقط، وهو ما يعد أمرا خاطئا، حيث يتوجب على الفيفا احترام جميع الأندية.
وتطرق الموقع إلى مقترح تنظيم كأس العالم للأندية بشكله الجديد، حيث أن هذه التعديلات تسيل لعاب الأندية الكبرى، التي يتوقع أن تحقق عوائد مادية تتراوح بين 50 و85 مليون دولار في حال تتويجها بالبطولة. في المقابل، ستجتمع اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي في كييف يوم الخميس 24 أيار/ مايو القادم للنظر في خطط الفيفا المستقبلية.
وفي الختام، نوه الموقع إلى سعي اليويفا إلى إحداث إصلاحات متعلقة بلوائح اللعب المالي النظيف، وهو ما من شأنه أن يفرض المزيد من القيود على الأندية الكبرى ووكلاء اللاعبين والمجموعات الرياضية التي تمتلك عدة أندية. وسيسعى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إلى ضمان إصدار قانون يلزم الأندية بالشفافية، وهو ما سيتم المصادقة عليه في كييف يوم الخميس المقبل.
عربي21 ـ حمزة مثلوثي