مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، زادت ظاهرة الاحتيال، ولم تقتصر على الجانب المادي، بل تعدت ذلك، ووصلت للجانب العاطفي، ما تركت أثرا سيئا على الأسر والمجتمع.
وانتشر في جنبات هذه المواقع فتيات يوقعن في شباكهن الرجال، وبعضهم من المتزوجين، ما يسبب لهم المشاكل، خاصة إذا تم ابتزازهم من قبل المحتالات، وتسعى بعض الزوجات لحماية عائلتها من هذه المكائد.
ويشير الخبير في مواقع التواصل الاجتماعي، رائد سمور، إلى أن كثير من المحتالات لسن إلا شبابا متنكرين بأسماء أنثوية، يقومون بخداع الآخرين وابتزازهم، أحيانا عاطفيا وأحيانا أخرى ماديا، بحسب قوله.
ويتابع سمور في حديث لـ"عربي21": إن غياب الزوجة عن الساحة على أرض الواقع سبب رئيسي في ترك الزوج فريسة سهلة لمحتالي الإنترنت ذكورا وإناثا.
وعن طرق حماية الزوجة لزوجها وبيتها، أكد سمور "على أنه لا يوجد ما يسمى الجدار الناري تحمي فيه الزوجة زوجها من محتالات مواقع التواصل الاجتماعي، بمعنى أنه لا يوجد أمر تقني يصل بالزوج لمرحلة الأمان".
وأضاف: "وأما آليات الحماية الحقيقي، والتي تحمي الزوجة بها زوجها وأسرتها، هي أن تكون زوجة حقيقية، وتلعب دورها الحقيقي، وليس الدور الافتراضي، بمعنى إعطاء الزوج الاهتمام الكامل، ومنحه حاجاته الجسدية والنفسية، بحيث لا تجعل أي باب من أبواب النصب ينطلي على هذا الزوج في لحظة غفلة".
ولفت إلى "أن هذا الاهتمام يحتاج من الطرفين الابتعاد عن مواقع التواصل الاجتماعي، وعدم قضاء ساعات طويلة عليها، حتى لا يذهب الزوج لغيرها، أو العكس".
بدورها، أشارت أستاذة علم الاجتماع في الجامعة الأردنية، ميساء رواشدة، إلى أن تركيز أحد الزوجين على إشباع متطلبات الأسرة، من توفير الطعام والشراب والكساء، أو إعداد الطعام والعناية بالأولاد والمنزل، وتكرار هذا النمط بشكل يومي، يؤدي إلى تعطيل حواسه ومشاعره، وتبدأ مرحلة البحث عن التجديد والمغامرة خارج إطار المنزل والعلاقة الزوجية المملة.
وتابعت في حديث لـ عربي21: "يجب التنبه إلى أن حماية الشريك من الوقوع فريسه للمحتالات على قنوات التواصل الاجتماعي لا يتحقق بالتنبيه والتذكير بخطورة هذه العلاقات فقط، وإنما يجب أن يكون هناك بديل يحل مكان هذه العلاقات، ويشبع حاجات الزوج، وهنا نتحدث عن أهمية الحوار والمشاركة الحقيقية بين الزوجين، التي تقوي العلاقة الزوجية، وتجعل كل طرف سكنا للآخر".
وأضافت: "الحماية أيضا ليست فقط للزوج، بل للأبناء كذلك، خصوصا المراهقين منهم، فهم أيضا بحاجة إلى الإشباع العاطفي، والشعور بأن الأسرة والأم والأب تحديدا هم ملاذهم الوحيد الذي يجدون فيه الحب والتقبل والتعاون، وذلك من خلال تقبل الأبناء وتشجيعهم وإظهار مشاعر الحب تجاههم؛ بمدحهم، واستخدام تعابير توضح حجم المشاعر التي يكنها لهم الأبوان وحجم مكانتهم في الأسرة، بالإضافة إلى مراقبتهم بطريقة تحافظ على خصوصيتهم، التي يجب عدم المبالغة بها، بحيث لا يشعرون أن مساحتهم الخاصة منتهكه".
وأكدت على ضرورة تربيتهم وفق مبادئ دينية توضح لهم السلوك المحرم والسلوك المقبول، والأهم من ذلك إشغال أوقات فراغهم بكل ما هو ممتع ومفيد، بعيدا عن وسائل التواصل الاجتماعي؛ من خلال اشتراكهم بالأندية والنشاطات الترفيهية، وتنمية مواهبهم".
عربي21- قدامة خالد#