قال المحلّل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيليّة، أليكس فيشمان، إنه لا سبيل لمنع مواجهة مقبلة مع قطاع غزّة إلا بخطة لتطوير القطاع بقيادة الولايات المتّحدة الأميركيّة.
جاء ذلك في مقال مطوّل له في الملحق الأسبوعي للصّحيفة تطرّق فيه للوضع الفلسطينيّ بشكل عام، وللأوضاع في قطاع غزّة، ولـ"صفقة القرن"، وصحّة الرّئيس الفلسطينيّ، محمود عبّاس.
غزّة... التطوير يقي من التّصعيد
وأضاف فيشمان أن الأنظار تتّجه، في هذه الأيّام، نحو المبعوث الأميركي الخاصّ للمنطقة، جيسون غرينبلات، الذي يحاول بعث خطّة جديدة إضافيّة من خطط إعادة إعمار القطاع. مضيفًا أن التفاهمات الشفويّة التي تم التوصّل إليها من أجل "وقف مسيرات العودة" قد تلاشت، خصوصًا أن أيًا من الأوضاع التي قادت للمواجهة عند الجدار الأمني لم تتغيّر، إذ ما يزال الجيش الإسرائيلي يقصف أنفاقًا على الحدود وقواعد عسكريّة لحركة حماس، لا لشيء عدا تذكير قادة الحركة وسكّان القطاع بشكل عامّ بأهوال الحرب.
كما أن حركة حماس، ما تزال، "تنفّذ عمليّات إرهابيّة عند السياج"، بتعبير فيشمان، متّهمًا الحركة بأنها أطلقت خليّةً اخترقت الجدار الأمنيّ لحرق برج مراقبة لقنّاصة الاحتلال، علمًا بأن قناة "الجزيرة" بثت مقاطعَ تظهر أن من اخترق الجدار الأمني هم مجموعة مدنيّين. ولفتت الصحيفة إلى أن تقدير موقف عقد في قيادة أركان الجيش الإسرائيلي، قدّر أن وضع حماس في قطاع غزّة اليوم هو ذاته وضع حماس عشيّة العدوان الأخير على القطاع عام 2014، وهي أزمة الرّواتب، والبطالة المرتفعة والحصار الخانق.
لذلك، يلفت فيشمان إلى أن الحلّ الوحيد لعدم التّصعيد في قطاع غزّة هو خطّة جديدة لإعادة إعمار القطاع بقيادة أميركيّة، زاعمًا أن حماس تلقت بارتياحٍ تصريحات غرينبلات بمدّ الولايات المتحدة يد العون لحركة حماس إن تخلّت عن العنف، بالإضافة عن تحسين بلاده جودة الحياة لسكان قطاع غزّة. وأضاف أن الحركة تعوّل على سلسلة لقاءات عقدها غرينبلات، الأسبوع الماضي، في العاصمتين، المصريّة، القاهرة، والقطريّة، الدّوحة، مع ممثلي الدّول المانحة من أجل بعث خطّة إعادة إعمار القطاع الكبرى التي أعلنت عنها الولايات المتّحدة بداية العام الجاري.
بدايةًـ حاول غرينبلات تجنيد القطريّين لأجل ضخّ أموال في قطاع غزّة، طالبًا من المصريين عدم إزعاج القطريّين في خططهم للاستثمار في غزّة طالبًا منهم البقاء عاملًا في تهدئة القطاع.
لكن، يوضح فيشمان أنّه بسبب "صفقة القرن" لن تحصل حماس على أيّة مساعدات.
القدس ضحيّة "صفقة القرن"
ويوضح فيشمان أن "صفقة القرن" شهدت تغييرات بـ180 درجة عن الصيغة الأولى المقرّرة، بين إعلان ترامب عنها مطلع العام الجاري وبين لقائه رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، في آذار/مارس الماضي.
وخلال 18 شهرًا، عمل غرينبلات مع طاقم من مجلس الأمن القومي الأميركيّ مكون من خمسة أعضاء، وبالفعل، عرض خطوط الصفقة على الرّئيس الفلسطينيّ الذي لم يرضَ عنها، لكنّه بالمقابل لم يقم بطرده.
وأوضح أن الخطّة تقوم على "حلّ الدولتين بنكهةٍ إسرائيليّة، أي دولة فلسطينيّة منزوعة السّلاح، واعتراف بإسرائيل دولةً قوميّةً للشعب اليهوديّ، وتبادل أراضٍ بنسبٍ متساويَةٍ، لكن الأخطر هو تقسيم القدس لعاصمتين، دون تحديد دقيق لحدود وموقع العاصمة الفلسطينيّة.
أمّا من أوقف هذه التّسوية، فهو السّفير الأميركيّ في القدس المحتلة، دافيد فريدمان، الذي كشفت صحف إسرائيليّة عن قيامه بتمويل منظمات إرهابيّة. إذ أقنع فريدمان الرّئيس الأميركي ومستشاره بأنه "لا فائدة من الدّخول في مواجهة مع إسرائيل".
الخليل ضمن "السيادة الإسرائيليّة"
أمّا "السّيادة الإسرائيليّة" فستضاف إليها 10% من أراضي الضفّة الغربيّة، منها مدينة الخليل، دون تبادل أراضٍ، في حين أن العاصمة الفلسطينيّة ستتكوّن من أحياء في مدينة القدس المحتلة كانت خارج حدوها عام 67، ولا تتصّل ببعضها البعض جغرافيًا.
ويضيف فيشمان أن وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، حين زار واشنطن أواخر نيسان الماضي، استمع إلى هذه التفاصيل، ولم يتأثر سلبا، بل على العكس أعرب عن تأييده لضرورة وجود وبقاء إسرائيل، لكن عندما سمع عبّاس من غرينبلات عن هذا التحول، فقد أصيب بصدمة أخرجت منه عددا غير قليل من التصريحات اللاذعة اللهجة ضد إسرائيل وضد ترامب، وبالأساس ضد فريدمان، إذ وصفه في أحد المرّات بـ"ابن الكلب".
ووفقا لفيشمان، فإنه "منذ تلك اللحظة لم يعد ممكنا سماع كلمة واحدة من عبّاس عن إعادة إعمار غزة برعاية أميركية، وبالنسبة له يمكن لإسرائيل وغزة أن يحرق أحدهما الآخر".
ولفت فيشمان إلى وجود تدهور حركي وذهني عند عبّاس، زاعمًا أنّه فقد القدرة على إمساك قلم حتّى، بسبب فقدانه لتناغم العضلات في يده اليمنى.
عرب 48