على الرغم من جولة الاعتذار العالمية في أعقاب فضيحة كامبريدج أتلانتيكا، التي انطوت على تسريب بيانات مستخدمي فيسبوك، لم تقبل كل الدول عبارة "نحن آسفون" من موقع التواصل الاجتماعي العملاق. فبحسب ما نقل موقع Mashable، الثلاثاء 29 مايو/أيّار 2018، قال وزير الاتصالات بدولة بابوا غينيا الجديدة، سام باسيل، لصحيفة Post Courier المحلّية، إن المواطنين بإمكانهم توقّع إغلاق موقع فيسبوك لمدّة شهر. وأضاف أن الحكومة ستحظر الوصول إلى الموقع طوال تلك المدّة، من أجل تقييم فوائد فيسبوك، ومقارنتها بمخاطره على مواطني البلاد، لا سيّما فيما يتعلّق بالمواد الإباحية والحسابات المزيّفة. وقال وزير الدولة الواقعة في النصف الشرقي من جزيرة غينيا الجديدة، جنوب آسيا، إن "الوقت سيسمح بجمع المعلومات من أجل معرفة هويّة المستخدمين الذين يختبئون وراء حسابات مزيّفة، والمستخدمين الذين يقومون برفع صورٍ جنسية، وسيتم تصفية وحذف حسابات المستخدمين الذين ينشرون معلومات مزيّفة ومضللة على فيسبوك". وتابع: "هذا سيسمح للأشخاص الحقيقيين ذوي الهويّات الحقيقية على الموقع باستخدام شبكة التواصل الاجتماعي على نحو مسؤول". ويُنفَذ قرار إغلاق الموقع بموجب قانون جرائم الإنترنت في بابوا غينيا الجديدة، الصادر عام 2016. ومن شأن حظر الموقع لمدّة شهر أن يتيح للشرطة العثورَ على المجرمين الذين ينتفعون من الموقع، بينما تنظر الحكومة في دور موقع فيسبوك في المجتمع. وقال باسيل إن الحكومة ستدرس أيضاً إنشاء شبكتها الاجتماعية الخاصة التي ستُديرها الدولة. وعلى الرغم من أن عدد السكان في بابوا غينيا الجديدة يبلغ نحو حوالي 8.4 مليون نسمة -أي أنه يساوي تقريباً عدد سكان مدينة نيويورك الأميركية- إلا أن 12% فقط من إجمالي عدد السكان هم من يستخدمون الإنترنت وفيسبوك، بحسب ما أوردت صحيفة The Guardian، أي ما يقدّر بنحو مليون مُستخدم، وهو ليس بالعدد الكبير بالنظر إلى عدد مستخدمي فيسبوك البالغ 2.19 مليار مُستخدم نشط شهرياً. ولكن إذا أصبح نهج بابوا غينيا الجديدة أسلوباً مُتّبعاً بين البلدان الصغيرة، فقد يضر ذلك بمكانة فيسبوك حول العالم، لا سيّما منذ أن أعلن مارك زوكربيرغ أن رؤيته لموقع فيسبوك تعتبِر الموقع منفعة عامة؛ وهو شيء قال إنه ليس "رائعاً"، ولكنّه مهم وحيوي في كل مكان.