في الخامس من حزيران عام 1967م إستكملت قوات الاحتلال الصهيوني إحتلالها باقي الأراضي الفلسطينية ..وأقدمت على جريمتها التالية في أعقاب النكبة التي سيطر خلالها جنود الاحتلال وبدعم مباشر من القوى الامبريالية والاستعمارية على أكثر من 70% من مجمل مساحة فلسطين ,وارتكبوا خلالها جرائمهم البشعة بحق الانسانية ,وكذلك جرائم حرب وجرائم تطهير عرقي ممنهج أفضت الى أعظم مأساة عرفتها البشرية في التاريخ الإنساني ,حيث ملايين المشردين من ديارهم وأوطانهم في أصقاع العالم ,ومئات الاّلاف من الشهداء والجرحى والأسرى ,ومئات المدن والقرى العربية الفلسطينية المدمرة والتي مسحت بالكامل عن الخارطة والجغرافيا أمام ناظري العالم ومسمع ومراّى مؤسساته ومجالسه وهيئاته الأممية التي وقفت جميعا عاجزة عن لجم الاحتلال وجرائمه بسبب الدعم والرعاية الكامله للاحتلال وتبرير جرائمه بل وتبنيها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة المتورطتتين أصلاً منذ مؤتمر كامبل ومعاهدة سايكسبيكو وسان ريمو ووعد بلفور المشؤوم في التأسيس لزراعة الكيان السرطاني الصهيوني في الجسد العربي بهدف إعاقة حركته وشل قدراته وإمكاناته في النهوض والتقدم وريادة الأمم ,وكذلك سرقة ثرواته الهائلة وتسخيرها لصالح القوى الاستعمارية الكبرى .
ففي الخامس من حزيران تواصلت فصول المؤامرة الاستعمارية والجريمة الصهيونية بحق الشعب العربي الفلسطيني وأعلنت إسرائيل رسمياً احتلالها كافة الأراضي الفلسطينية وبعض الأجزاء العربية في الجولان السوري وجنوب لبنان وصحراء سيناء في ظل صمت دولي مطبق وعجز مؤسسات الشرعية الدولية التي صدر عنها قرار التقسيم وحق عودة اللاجئين الى ديارهم ومزيد من القرارات اللاحقة التي لا تعترف للاحتلال بإحتلاله لمدن الضفة الغربية وقطاع غزة وطالبته بالانسحاب الفوري من تلك الأراضي ,ووقف كافة أشكال جرائمه بحق أبناء الشعب العربي الفلسطيني ,هذه الدعوات الأممية التي ضربها الاحتلال عرض الحائط وواصل صلفه وإيغاله في الدم الفلسطيني والعربي ولم يسلم من شروره وبطش جنوده حتى الأطفال الرضع والشيوخ العجز ولا الشجر والحجر برغم رضوخ القيادة الفلسطينية وجنوحها للسلام المبتور وتوقيعها بعد التفريط بالثوابت الوطنية على ما يسمى إتفاق أوسلو الذي سخره الاحتلال غطاءً لتمرير كافة مخططاته الإستيطانية والتهويدية التي إبتلعت القدس والخليل وبيت لحم بل وكافة أجزاء وأنحاء مدن وقرى وأراضي الضفة الغربية المحتلة ,إضافة لمزيد من الإجراءات التعسفية من حصار خانق ومواصلة القتل على الهوية بهدف إجبار شعبنا على الهجرة الطوعية وتفريغ مدنه وقراه لصالح التمدد السرطاني الإستيطاني .
إزاء ما تقدم وفي ضوء قراءة موضوعية للحالة الفلسطينية في ظل إستمرار حرب الإبادة الصهيونية على شعبنا بكل ماتحمل هذه الكلمة من معنى وخصوصاً ونحن نرى ما يجري على أرض غزة هاشم من عدوان متواصل يحصد في كل يوم أرواح العشرات من الأبرياء مما يستدعي وقفة فلسطينية وعربية جادة تضع إستراتيجية وطنية جديدة تستند للميثاق الوطني الفلسطيني وللعمق القومي العربي المساند, وتكفل تحقيق الوحدة الوطنية الشاملة, وتضمن وضع الخطط والبرامج النضالية الملائمة لمتطلبات المرحلة والقادرة على إيجاع العدو وإيلامه ومن شأنها إجباره على التقهقر والإنحطاط والإنصياع لكافة حقوق شعبنا الوطنية والقومية .
بقلم : ثائر محمد حنني
بيت فوريك – فلسطين المحتلة
حزيران - 2018