من المفيد جداً دراسة ما حدث ويحدث وسيحدث ـــــ معنا كفلسطينيين ـــــ على صعيد العلاقات الدولية مع ثلاث دول تفاعلت/ تتفاعل بأشكال ومستويات مختلفة مع نضالنا ضد الاحتلال الإسرائيلي، الدروس والعبر الناتجة يجب صياغتها بخطط سريعة وتنفيذها ضمن سياق التزامات المجتمع الدولي اتجاه القضية الفلسطينية.
من السهل عدم رؤية الأشياء ثم التغاضي والتغافل عنها وكأن ما يحدث لا علاقة لنا به، مع أنه نحن كفلسطينيين أساس الموضوع، فلا يجب أن نكون كرأس النعامة بحفرة داخل الأرض تاركين الجسد لمن أراد أن ينهشه. بالتالي علينا النظر إلى المشاهد الدولية التي حدثت وتحدث بعين الجرّاح مع كل من الأردن والكويت والأرجنتين ومعرفة ما هي الوظائف البيتية المطلوبة منّا:
الخطر: أعمى البصيرة من لم يتوقع ما يحدث الآن في الأردن الشقيق ــــ حماها الله من كل مكروه ـــــ، لكن يجب أن يخرج الأردن أقوى مما كان عليه، فضعف الأردن يترجم علينا كفلسطينيين هلاكا جديدا.
فالأردن ليس مجرد الأخ التوأم وإنما العامود الفقري لنا كفلسطينيين، وما يحدث هو ضريبة المواقف المشرفة الأخيرة للملك عبد الله بن الحسين لتضيق الخناق عليه. لهذا علينا كفلسطينيين الوقوف بجانب النشامى.
البناء: خيراً فعل السيد الرئيس محمود عباس بإرسال وزير الخارجية والمغتربين د.رياض المالكي إلى دولة الكويت وتقديم الشكر إلى أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح؛ من خلال رسالة شكر وتقدير خطية لدولة الكويت، لمواقفها الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية وتطلعاته في الحرية والاستقلال، وآخرها مساعيها لاستصدار قرار عن مجلس الأمن لتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين.
وهنا يجب ألا نكتفي بهذه الخطوة اتجاه الكويت، إنما علينا البناء والمراكمة بتعزيز العلاقات على كافة الأصعدة الثقافية، الاقتصادية، الرياضية، التعليمية، الفنية، المهنية، العلمية، الدينية...الخ. فمن يقف معنا هذه الوقفة على الصعيد الدولي في ظل التخاذل الذي نراه يجب أن نقدم له يد التعاون.
وعلى صعيد آخر، يجب أن ننظر إلى الكويت كنموذج يجب تعميمه من خلال تقوية العلاقات مع الأشقاء العرب الذين بدؤوا يقفون موقف المتفرج علينا أو/ ويقفون مع الجهة الأخرى ضدنا!! وهنا يجب أيضاً القيام بالوظائف المنزلية على صعيد رسم السياسات في العلاقات الدولية مع الدول العربية وألا نكتفي بأنهم عرب أو مسلمون.
الضغط: نجح الكل الفلسطيني ضمن اختصاصاته وواجباته المختلفة بإلغاء مباراة كرة القدم الودية بين منتخب الأرجنتين ودولة الاحتلال في القدس، الضغط والتعبئة والتحشيد لمقاطعة الاحتلال على الصعيد الدولي هو من أهم الأدوات التي يجب أن يتم التخطيط لها وتنفيذها لفرض عزلة دولية بكل مناحي الحياة على الاحتلال.
من المهم كفلسطينيين أن نستعيد زمام أمور المقاومة الدبلوماسية على الصعيد الدولي، والإمساك برسن الخيل للانطلاق بكافة المحافل الدولية لتعرية المحتل وعزله، وهذا يتطلب منّا أولاً وأخيراً أن نكون جميعاً في خندق واحد كفلسطينيين وعرب ومسلمين، ثم بناء التحالفات مع الدول الداعمة والمساندة لقضيتنا، والاستناد إلى جميع القرارات الدولية وإدخال مؤسسات حقوق الإنسان الدولية كل حسب اختصاصه على حلبة الصراع، لأننا لا نستطيع مواجهة إسرائيل ومن يقف خلفها ونحن وحدنا.