تشهد منطقة الهلال النفطي الليبي، منذ يوم أمس الخميس اشتباكات عنيفة بين قوات آمر حرس المنشآت النفطية بالمنطقة الوسطى ابراهيم الجضران، وقوات حفتر التي تسيطر على المنطقة منذ أيلول (سبتمبر) 2016.
ودانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الهجوم الذي تشنه قوات آمر حرس المنشآت النفطية بالمنطقة الوسطى في ليبيا ابراهيم الجضرا، على ميناءي تصدير النفط في رأس لانوف والسدرة.
وقالت البعثة في منشور على صفحتها الرسمية على فيسبوك مساء أمس الخميس: إن "هذا التصعيد الخطير في منطقة الهلال النفطي يعرض اقتصاد ليبيا للخطر ويهدد بإشعال مواجهة واسعة النطاق في البلاد".
وأضافت البعثة الأممية أنه يجب إعادة الهدوء بشكل فوري، وأن تبقى الأولوية لوحدة ليبيا، وفق البيان.
ونقل تلفزيون "النبأ الليبي عن مصدر محلي من منطقة الهلال النفطي، تأكيده سيطرة جهاز حرس المنشآت النفطية فرع الوسطى على منطقتي هراوة وبن جواد.
وكان الجهاز قد أعلن في وقت سابق سيطرته الكاملة على ميناءي السدرة وراس لانوف ونشر قواته لتأمين الموقع وبعض المؤسسات النفطية.
وأكد ذات المصدر استيلاءهم على أربعين سيارة مسلحة لمجموعة مدخلية ومن الكتيبة إحدى وعشرين.
سياسيا ندد مجلس النواب الليبي بالهجوم باشد العبارات واصفاً القوات المهاجمة بـ "الارهابية الساعية لتدمير مقدرات وقوت الشعب الليبي" مطالباً قوات الجيش باستخدام القوة والضرب بيد من حديد على المهاجمين ورد اعتدائهم.
اما رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج فقد ندد بالهجوم معتبراً إياه مقدمة لحرب أهلية مؤكداً بأن القوات المهاجمة خارجة عن الشرعية وبأنه لم يمنحها أي أوامر بتنفيذ الهجوم.
واعلنت المؤسسة الوطنية للنفط إجلاء كافة موظّفيها من مينائي رأس لانوف والسدرة، مرجعةً ذلك إلى الحفاظ على سلامة الموظفين إثر هجوم قوات جضران واندلاع الاشتباكات.
وأكدت مؤسسة النفط ان خسائر الإنتاج النفطي المترتبة عن الهجوم قدرت بأكثر من 240 ألف برميل، مبينةً بأنه تمّ تأجيل دخول ناقلة نفط كان من المفترض أن تصل أمس إلى ميناء السدرة.
ودعت المؤسسة النفطية إلى مقاضاة كل الأفراد أو المجموعات السياسية، التي تحاول الاستيلاء على المنشآت النفطية، وفرض الحصار على عمليات الإنتاج واستخدام المؤسسة لتحقيق أهدافها.
وكانت قوات حفتر قد شنت في أيلول (سبتمبر) 2016، هجوما على منطقة الهلال النفطي، وأعلنت بسط سيطرتها عليها وطرد القوات الموالية لجضران (تحالف مع قوات حفتر، قبل أن يعلن دعمه لحكومة الوفاق).
وكان الجضران، وقتها، يمنع بالقوة تصدير النفط من أربعة موانئ شمالي البلاد لثلاث سنوات، الأمر الذي كلف ليبيا خسائر تقدر بنحو 100 مليار دولار، بحسب مؤسسة النفط.
ويأتي هجوم قوات الجضران على الهلال النفطي بينما تشن قوات حفتر هجوما على مدينة درنة، منذ عدة أيام.