الرئيسية / الأخبار / فلسطين
المزارع "الوحيد" في الأقصى.. فلسطيني من الخليل يُسافر له كل يوم لرعاية أشجاره وفلاحة أرضه
تاريخ النشر: الأثنين 02/07/2018 06:37
المزارع "الوحيد" في الأقصى.. فلسطيني من الخليل يُسافر له كل يوم لرعاية أشجاره وفلاحة أرضه
المزارع "الوحيد" في الأقصى.. فلسطيني من الخليل يُسافر له كل يوم لرعاية أشجاره وفلاحة أرضه

القدس المحتلة - خدمة قدس برس
يُضفي العمل في المسجد الأقصى المبارك بالقدس المحتلة، على "العامل"، ويوفر له "أجواء خاصة" ومختلفة عن أي عمل أو تخصص آخر. وفي ذلك يُؤكد المواطن الفلسطيني فتحي الواوي أن صعوبة وطول الطريق إلى عمله كـ "مزارع" في الأقصى يُشعره بـ "راحة تُزيل عنه كل تعب ومشقّة".

ويُذكر أن المواطن "الواوي" ويبلغ من العمر 60 عامًا؛ هو المزارع الوحيد في المسجد الأقصى. يخرج كلّ يوم من بلدته حلحول شمالي مدينة الخليل (جنوب القدس المحتلة)، عند الساعة السادسة صباحًا بتوقيت القدس، متخذًا سيارة أجرة حتى الوصول إلى حاجز بيت لحم (حاجز 300).

وحاجز "300"؛ أحد الحواجز العسكرية الإسرائيلية التي يقطعها آلاف العمال الفلسطينيين، للوصول إلى القدس بشكل يومي، لكسب قوتهم، وهي تشهد ازدحامًا وضغطًا كبيرًا.

وحتى يتمكن "المزارع الوحيد في الأقصى" من الوصول إلى المدينة وعمله في المسجد عند الساعة الثامنة صباحًا بالضبط، عليه الخروج من منزله باكرًا، كي يصطف كغيره في "الطابور"، ليأتي دوره ويتم تفتيشه وفحص هويته، ثم عليه اتخاذ حافلةٍ توصله لـ "باب العامود" ثم من خلاله للأقصى.

يعمل الواوي كمزارع في المسجد الأقصى منذ 37 عامًا، وما زال حتى اليوم يستمتع بذلك، فتراه تارةً يقلّم تلك الشجرة، وتارة أخرى يسقي تلك النبتة، أو يحرث بيديه حول شجرة الزيتون القريبة من "باب الغوانمة" ...الخ.

ويقول: "أتمنى أن يمدّني الله في العمر والصحة كي أستمر في خدمة المسجد". موضحًا أنه "يأتي كل يوم للمسجد الأقصى، واليوم الذي لا يكون فيه هناك يشعر بفراغ كبير، فهذا المكان أصبح بيته الأول".

وأضاف المزارع الواوي في حديث لـ "قدس برس"، أن "بعض أشجار المسجد الأقصى كبُرت على يدي فأصبحت مثل بناتي، وأحزن إن رأيت إحداها قد كُسر غصنها".

تمت مؤخرًا حراثة الأراضي الخضراء في المسجد الأقصى؛ الذي تبلغ مساحته الإجمالية 144 دونمًا، حيث أن ثلث المسجد، وفقًا للواوي، من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون والأعشاب الخضراء.

وأشار إلى أنه يعمل في عدّة أمور وحده، كتقليم أغصان الأشجار والحراثة اليدوية حولها، وقص الأعشاب، وري الأزهار، إلا أن حراثة الأرض عن طريق جرافة يقوم بها عدد من العمال لأيام محدّدة فقط.

أعمال الزراعة في المسجد الأقصى، تقع ضمن أعمال "لجنة الإعمار" التي تتكون من 70 موظفًا، هم جزء من موظفي دائرة الأوقاف والشؤون الإسلامية في القدس.

وصرّح مدير اللجنة بسام الحلاق، بأن عملية حراثة الأرض الخضراء، وتقليم الأشجار، تقوم لجنة الإعمار بالإشراف عليها، ويُعتقد بأن العملية سهلة، لكنّها أصعب مما يعتقد البعض.

ونوه الحلاق في حديث لـ "قدس برس"، إلى أن الاحتلال يتدخّل في كل شيء بالمسجد الأقصى، وفي عمل لجنة الإعمار بالتحديد، لافتًا إلى أن الشرطة الإسرائيلية لا تسمح لهم بتلك العمليات الزراعية إلّا بعد موافقتهم ومماطلة كبيرة.

وأكد أن "تلك المُضايقات لم تكن موجودة ما قبل عام 2002، لكن عقب اقتحام أرئيل شارون للمسجد تغيّر الوضع وبدأت الشرطة الإسرائيلية تُحاول فرض سيطرتها على اللجنة بالقوة والتهديد بالاعتقال".

وأردف الحلاق: "الاحتلال الإسرائيلي يوجّه باستمرار رسالة لنا من خلال إعاقة عملنا، أو إيقافنا لأيام عن الترميم أو الصيانة في المسجد الأقصى، بأن السيطرة له حده".

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017