يبدو ان العجز الذي نشهده سيستمر لفترات طويلة ، وهذا العجز هو عبارة عن تراكم لسنوات طويله فشلنا فيها ومعها في تنفيذ الكثير ، ومن باب الامل ، نجحنا في الحد الادنى لكننا لم نتجاوز العلامه التي تمكننا من الانتقال بنجاح الى المرحلة اللاحقة ، على ان الكثيرين من الباحثين والدارسين من الاكاديميين ، من غير الباحثين عن المناصب والحقائب ، يقولون اننا نراوح مكاننا منذ ما يزيد عن 20 عام مضت .
خلال 10 سنوات الماضية قدمنا الوطن على انه قد انتهى من بناء دولة المؤسسات ، ومفهوم المؤسسة في العلم ، هو ضمان مبدأ استمرارية المؤسسة لسنوات طويلة جدا دون وجود معيقات الا بالحد الادنى ، لماذا ؟ لان معنى وجود مؤسسة هو وجود قانون ونظام مكتوب ومعروف للخاص والعام حول طريقة عمل هذه المؤسسة او تلك ، ومعنى المؤسسة ان لا تكون مرتبطه بشخص ، او مجموعة من الاشخاص ، وهؤلاء يعملون من باب ( يا انا فيها يا تنحرق هي واللي فيها) ، وهذا يعني اننا فشلنا فشلا ذريعا في بناء المؤسسات ، وهذا ما نراه على الارض حاليا ، ومعنى المؤسسة هو تحقيق وتنفيذ وتقديم الخدمة للمجتمع والمستفيدين بعدل وتساوي دون محاباة ولا مجاملة ولا واسطة.
عطفا على ما سبق ، اود ان اشير الى ان الخاسر في هذه الحالة ليس اصحاب سيارات الاودي ، والراتب على مدى العمر ، ولا أصحاب ربطات العنق الفارهة ، ولا العطور من بيير كردان ، اللي بدفع الثمن الوطن وأهله ، اللي بدفع الثمن ام محمود اللي بتروح عند الدكات لتشتري وقية أرز ، وابو علي اللي بروح عند ابو بهاء ليشتري وقية لحمة حبش ، والحاجة ام تيسير اللي مش قادرة تدفع فاتورة الماء ولا الكهرباء ، وتهدد بقطع الماء والكهرباء ، مع ان ديننا ورسولنا قال ( الناس شركاء في ثلاثة الماء والكلأ والنار) ، وهذا نص صحيح ،
الشارع الفلسطيني ، وآخذ نابلس كعينة يتحدث بصوت مرتفع وقوي عن سر هام جدا وهو البحث عن اجابة لعنوان ( ما سر ، ومن وراء تغييب القانون وتطبيق القانون في البلد؟) وهذا السؤال مرتبط بالعديد من الاحداث التي عكست هذه الحقيقة على الارض.
سيسأل الكثيرين ، عن ماذا تتحدث؟ وما الذي تريد ان توصله لنا ؟ ولا تكتب لنا سمة البدن التي تكتبها في مقالاتك التي اصبحنا نكرهها ، لماذا ؟ لانها تقرع لنا الجرس وتسبب لنا وجع الرأس.
ما بدي اكتب سياسة ، بدي اكتب بلب وقلب السياسة ، السياسة التي اريد ان اكتب بها هي التنويه الى مجموعة من القضايا التي يطالب بها الشارع الحكومة العتيده الجديدة وعلى رأسها دولة رئيس الوزراء ، قضايا الشارع ، الحياة اليومية ، فرص العمل ، وقف الفقر او الحد منه وعدم تفاقمه ، الشعور بالامن والامان للمواطن ، التعامل بسواسية وعداله امام القانون ، اتخاذ قرارات حاسمه ورادعة من اجل تطبيق قرارات المحاكم والرقابة الصارمة والجادة للمؤسسات العامة والاهلية التي تتلقى الملايين دون حسيب ولا رقيب ، البحث يا دولة الرئيس عن آليات لاعادة المخصصات ، ورفع قيمتها ، التي كانت تدفع لفقراء وجائعي البلد وذوي الاعاقة من غير القادرين عن العمل ، توجيه الاموال والتبرعات بطريقة علمية تخدم العام والشباب بالتحديد من خلال اقامة مشاريع تشغيلية مستمرة.
دولة رئيس الوزراء ، وزير الداخلية ، اتمنى عليك ان تتوجه بكل طاقة وزارتك نحو الشباب الذين يرسلون عشرات الاف الرسائل ، وبمختلف الوسائل ، يبحون عن اوطان وأماكن اقامة بديلة ، لماذا ؟ لايجاد فرصة عمل تؤمن لهم العيش الكريم والانساني ، واتمنى عليك محاربة المحسوبية والواسطة في عملية التعيين والتشغيل ، وقائمتي تطول ، ولكن هي برقية قصيرة لكم.
اتمنى عليك يا دولة الرئيس أن تعمل عل تفعيل القرارات والملفات الخاصة بهيئة مكافحة الفساد ذلك ان من يمارس هذا الفساد هو اخطر على الوطن من كل المسميات الاخرى ، وحتى نتمكن من تحقيق رسالة واحدة فقط ، الوطن وانسانه اولا ..... والوطن وانسانه أخيرا.