نابلس- أصداء- وسط فيض من الدموع، زغاريد تعلو بها أصوات عائلة الشهيد لحظه إدخاله الغرفة لتودّعه أمه وزوجته اللتان أنهك الحزن جسدهما. شيع أهالي بلدة حوّارة كافّة وأهالي المناطق المجاورة شهيدهم علاء عودة، حيث تعلو أصوات الشباب بالتكبيرات والهتافات الوطنيّة التي يزفّون بها شهيد بلدة حوّارة الذي استشهد امس الأول على حاجز زعترة.
الشهيد علاء عوض عودة من مواليد بلدة حوّارة ، والبالغ من العمر ثلاثون عاما، وهو أب لطفلين، محمد الابن الأكبر ويبلغ من العمر أربع سنوات، وريان عامين.
وتقول والدة الشهيد علاء إنها علمت بخبر استشهاد ابنها من وسائل الإعلام، فقد خرج بهدف العمل، وكان يحمل حقيبة العمل معه ليلة استشهاده، مما يؤكد أنه كان متوجها لاستلام أو تسليم بضاعة.
وتضيف: "ليلة استشهاده سمعنا أن هناك عملية على حاجز زعترة وأن هناك شابين مأسورين وشهيد، والشهيد من كفل حارس، وتارة أخرى وصلنا الخبر أنه من قرية أودلا، وبعدها بفترة قصيرة سمعنا أنباء تقول بأن الشهيد يدعى جهاد وهو سائق التكسي الذي ذهب معه علاء، فتحت على الأخبار لمعرفة ما يجري فصدمت أن الشهيد هو ابني".
وتؤكد والدة الشهيد أن ابنها لا ينتمي لأي تنظيمات سياسية، وأنه متزوج وأب لطفلين ولديه عمله المستقل الذي يقضي فيه معظم وقته، حيث أنه يملك محل اتصالات، ولم يكن هناك أي خلافات عائلية، مما ينفي الادعاءات الصهيونية حول كون الشاب مسلح.
من جهتها قالت زوجة الشهيد في هذا الخصوص أن زوجها مسالم لدرجة أنه لا يجيد تبديل أنبوبة الغاز فكيف له أن يستعمل السلاح!
وأضافت أن علاء اعتاد اداء الصلوات في المسجد، وعند عودته من عمله يذهب لملاعبة أطفاله وتقبيلهم، وتصفه بأفضل والد على وجه الأرض.
وتقول عمّة الشهيد بأسى وحزن إن أطفاله يسألون طوال الوقت عن والدهم، وخاصة ابنه الأكبر محمد الذي يلح على عمه باستمرار لأخذه لمحل والده لرؤيته، مشيرة إلى أن علاء متعلق بأولاده لدرجة الجنون، وتذكر حادثة تؤكد ذلك فتقول إن ابنه محمد طلب منه المثلجات الساعة 12 منتصف الليل فذهب علاء وايقظ صاحب محل المثلجات ولبّى رغبة ابنه.
واستهجنت الادعاءات الإسرائيلية بالقول: "ما كان ليذهب وليطلق الرصاص على أحد وهو يعلم أن أولاده وزوجته بانتظاره".
وشاركت عمّة الشهيد في حديثها نساء حضرن لمواساة عائلة الشهيد وأكدن أنّ علاء كان من خيرة شباب البلدة، وأنه كان يساعد الجميع، ولم يكن على خلاف مع أي من سكان البلدة "فالبلدة خسرت الكثير برحيله".
