بقلم الأسير الصحفي منذر خلف مفلح
كُشِفَ مؤخراً وبعد 70عاماً على انتهاء الحرب العالمية الثانية وبالمقارنة وبعد أكثر من 70عاماً على الكارثة الفلسطينية المتمثلة بالاحتلال الصهيوني لفلسطين وثائق فنية للفنانة اللاتفية "ألكسندرا بلتسوفا" توثق فيها باللونين الأبيض والأسود انتهاكات النازية بحق اليهود في غيتو "ريجا" في لاتفيا، وكذلك توثق لقاءاتها ببعض من كانوا في ذلك الغيتو.
إن هذا الاكتشاف العظيم الذي يوثق مرةً أُخرى جرائم الكارثة النازية بحق اليهود يقابله اليوم في غيتو غزة الذي فيه توثيق حي ومباشر باللحم والدم البشري جرائم جيش الاحتلال تجاه البشر الموجودين في غزة.
إننا كفلسطينيين نعتبر هذه الوثائق الفنية شاهد على رواية "النكبة" أو "البداية" الحدث المؤسس للكارثة الفلسطينية عموماً لتدعم روايتنا الإنسانية المروية بالدم واللحم البشري "الغزي" يومياً، فقد اثارت هذه الوثائق بحسب سفيرة الاحتلال في لاتفيا "ليروند بارساديه" الكثير من الأحاسيس والمشاعر بعد تسلمها هذه الوثائق من وزير الخارجية اللاتفي "إدغارز رينكفيتش" وتسليمها لاحقاً لمتحف "يَد فاشيم" الذي يوثق الكارثة اليهودية في اوروبا.
ونحن نعيد قراءة المشاعر والأحاسيس اليهودية التي أثارتها هذه الوثائق الفنية، نأمل أن يثير مشاهد القناصة والجنود الإسرائيليين أحفاد اليهود الذين ذبحوا في معسكرات وغيتوهات النازية الذين يمارسون ذات الأساليب في معسكر الاعتقال الأكبر في العالم، والغيتو الأخير المقام على يد الاحتلال "غزة" ذات المشاعر والأحاسيس، هذه الوثائق التلفزيونية التي تظهر الجنود الاسرائيليين يحتفلون بعد اعدامهم للنساء والأطفال والمقعدين الفلسطينيين الذين يطالبون بإقرار الشرعية الدولية (القرار 194) المتعلق بعودة اللاجئين المحتجزين في غيتو غزة الى وطنهم وأراضيهم التي هجروا منها، ليعيشوا فوق أرضهم مع اخوانهم في الكارثة الانسانية (اليهود) بعيداً عن حقد وتعصب الصهيونية.
لقد أثار وصف الكاتبة الاسرائيلية "اتيمار اخنر" لجزء من الوثائق في صحيفة "يدعوت احرينوت" في 17/6/2018 والمتعلق بتوثيق اعدام أحد الجنود لامرأة يهودية بدم بارد والى جانبه مجموعة من الجنود النازيين ذات المشاعر العميقة من الاسف والحزن والألم لذات المشهد المتكرر بعد 70عاماً في غيتو غزة.
قناصة اسرائيلية تطلق النار وتعدم المسعفة الفلسطينية "رزان النجار" والى جانبها عدد من جنود وضباط الاحتلال الاسرائيلي، والذين أعدموا مجموعة كبيرة من المحتجين على حصار غزة والمطالبين بالعودة الى أراضيهم التي هجروا منها.
إن المشاهد اليومية الصادرة من غيتو غزة توثق الجرائم الصهيونية بحق الفلسطينيين واللاجئين وتؤكد أن الصهيونية ترتكب الجرائم بحق الطرفين الفلسطينيين عبر الاحتلال والحصار والقتل والتدمير ومنع عودتهم الى أراضيهم، واليهود باختطاف ارادتهم الانسانية وتحويل الجرائم التي ارتكبت بحقهم لمبرر من أجل ارتكاب ذات الجرائم بحق شعب آخر، والاستمرار بهذه الجرائم بدلاً من توحيد الانسانية والطرفين الفلسطيني واليهودي لاحياء هذه الكارثة الانسانية فإنني أرجوا أن تعيد هذه الوثائق البعد الانساني للكوارث بحق الانسانية في الاعتقال والغيتوات النازية في اوروبا بذات القدر وفي غيتو ومعسكر اعتقال غزة.