أقدمت السلطات العراقية، السبت، على قطع خدمة الانترنت في عموم البلاد، مع اشتداد التظاهرات في عدد من المحافظات، فيما فرضت محافظة النجف حظرا للتجوال بعد تجدد التظاهرات فيها وسماع إطلاق نار كثيف.
وذكرت مصادر عراقية لـ"عربي21" أن "الحكومة قطعت خدمة الانترنت، ظهر السبت، ولا تزال حتى الآن (وقت كتابة التقرير)، وذلك بعد اشتداد التظاهرات في محافظات البصرة وميسان والنجف".
ولفتت إلى أن "انقطاع الخدمة منذ نحو سبع ساعات تسبب بضعف وصول الأخبار عن التظاهرات، ولاسيما في مواقع التواصل الاجتماعي، إلا ما يتم في الاتصالات الداخلية بين المحافظات".
وعلمت "عربي21" من مصادر خاصة أن "قوات اللواء الثاني لفرقة الرد السريع من قضاء طوز الواقع بين محافظتي كركوك وصلاح الدين، انسحبت باتجاه بغداد ومحافظة البصرة".
وتواصل الحكومة العراقية، إرسال تعزيزات أمنية إلى البصرة، ولاسيما إلى منشآت وحقول النفط، لتلافي اقتحامها وتعطل العمل فيها، إذ اقتحم متظاهرون في وقت سابق حقل غرب (القرنة2) وانسحاب الشركة الروسية "لوك أويل" منها.
وحاولت "عربي21" التواصل مع مصادر في محافظة البصرة، لمعرفة تفاصيل ما يجري بعد تجدد التظاهرات وغلق منفذ سفوان الحدودي مع الكويت صباح السبت، إلا أنها لم تفلح في ذلك بسبب ضعف الاتصالات وانقطاع الانترنت.
وفي محافظة النجف التي شهدت يوم أمس الجمعة، اقتحام مطارها الدولي، فرضت السلطات حظرا لمنع التجوال بـعد تجدد التظاهرات في المحافظة، حسبما نقلت مواقع محلية عن مصادر أمنية.
وأوردت مصادر عراقية أن إطلاق نار كثيف حصل في أماكن الاحتجاجات في محافظة النجف، سبق إعلان حظر التجوال، فيما لم تعرف حتى الآن ما إذا سقط جراءه أي ضحايا في صفوف المتظاهرين.
وشهدت النجف، ليلة شديدة الوطأة على مقار الأحزاب السياسية والمليشيات بالمحافظة، حيث أحرق متظاهرون مقرات حزب الدعوة وائتلاف "الفتح"، وتيار الحكمة، و"كتائب حزب الله"، وحزب الفضيلة، فيما أطلق حراس مقر "عصائب أهل الحق" على المتظاهرين.
وارتفع عدد قتلى التظاهرات إلى ثلاثة ليل الجمعة السبت، بعدما توفي متظاهران متأثرين بجروحهما "جراء إطلاق نار عشوائي في مدينة العمارة" وسط محافظة ميسان الجنوبية، بحسب ما أفاد المتحدث باسم دائرة صحة المحافظة أحمد الكناني.
وامتدت الاحتجاجات من البصرة إلى محافظات: "ميسان، وذي قار، والكوت، وبابل، والنجف، وبغداد"، احتجاجا على سوء الخدمات الحكومية، والفساد الإداري وتردي الوضع الاقتصادي.
وتتواصل التظاهرات في البصرة لليوم السابع على التوالي احتجاجا على البطالة ونقص الخدمات. وازدادت توترا بعد مقتل متظاهر يوم الأحد الماضي.