عمّان - خدمة قدس برس
ينطلق الإثنين البث الفضائي والرقمي لقناة "المملكة" الأردنية، والتي تأسست قبل عامين بموجب قانون خاص، بتمويل من موازنة الدولة.
ويتمتع تلفزيون "المملكة" باستقلالية تامة عن الحكومة الأردنية، وذلك بهدف محاكاة مؤسسات الخدمة الإعلامية في أميركا، و"BBC" البريطانية، و"دويتشه فيله" الألمانية.
وقالت القناة في بيان رسمي أصدرته قبل نحو أسبوعين، إنها ستقدم خدمة إخبارية عامة على مدار الساعة. مبينة أنها سوف تركز على الشأن الأردني بشكل خاص.
وتحظى القناة باهتمام خاص من العاهل الأردني عبد الله الثاني، الذي يمنحه القانون حق تعيين مجلس إدارتها، خلافًا للمعمول به في التلفزيون الرسمي، الذي يتم تعيين مجلس إدارته بقرار من مجلس الوزراء.
وكان مرسوم ملكي قد صدر، في شهر يوليو/ تموز 2015، بتعيين الإعلامي الأردني، فهد الخيطان رئيسًا غير متفرغ لمجلس إدارة "المملكة"، وأيمن الصفدي (وزير الخارجية الحالي) ومروان جمعة، ونارت بوران، وباسم الطويسي، أعضاء غير متفرغين في مجلسها.
وقد تم تخصيص 10 ملايين دينار أردني (ما يعادل 14 مليون دولار) من الموازنة العامة للقناة في العام 2017، كما تم تخصيص المبلغ ذاته لعام 2018.
وتواصلت "قدس برس"، مع رئيس مجلس إدارة القناة، فهد الخطيان، للحصول على مزيد من التفاصيل بخصوص استعداداتها وأهدافها، لكنه اعتذر عن تقديم أي معلومات إضافية.
وقال الخيطان لـ "قدس برس"، إن مجلس إدارة القناة أصدر قرارًا بعدم إصدار أي تصريحات إعلامية لحين انطلاق بث القناة بشكل رسمي، مشيرًا إلى أنها تكتفي بالفترة الحالية بالبيان الذي أصدرته حول موعد انطلاقتها.
وخلال الأسابيع الماضية، قامت القناة بحملة إعلامية ضخمة في شوارع الأردن، وعلى مواقع الإنترنت، من أجل الترويج لانطلاقتها.
ورغم استقطاب القناة لعدد كبير من الكوادر الأردنية، وحصولها على دعم رسمي كبير، إلا أن حالة من الشك تسود الأوساط الإعلامية بالأردن، بخصوص قدرتها على تجاوز حالة الفشل التي يعاني منها الإعلام الحكومي في الأردن.
وقد عبرت الإعلامية الأردنية، سارة سويلم، عن أملها في أن تتبع القناة نهجًا إعلاميًا متوازنًا ومختلفًا عن التلفزيون الرسمي، "الذي أصبح مضربًا للمثل في الفشل الإعلامي"، وفق قولها.
واستدركت سويلم: هذا الأمل يشوبه الكثير من الحذر، خصوصًا وأن التجارب السابقة تخبرنا، أن فشل وسائل الإعلام الحكومية لا يعود لعدم استقلاليتها فقط، بل وجود وصاية أمنية على جميع وسائل الإعلام داخل الأردن".
وأشارت في تصريحات لـ "قدس برس"، إلى وجود تجارب مشابهة لمثل "المملكة" في دول مجاورة، فشلت في تجاوز حالة الفشل الرسمي للإعلام الحكومي، مثل القنوات الإخبارية التي أطلقتها سورية والسعودية والتي ظلت فعليًا على نفس النهج ولكن مع اختلاف المسميات.
وتخشى بعض الأوساط الإعلامية، من أن يؤثر الحديث الدائم عن كون قناة "المملكة" هي بديل إعلامي للتلفزيون الرسمي، على أداء القناة التي قد تجد نفسها وسيلة غير مرحب بها في الأوساط الحكومية.
ورأى الكاتب والإعلامي الأردني براء عبد الرحمن، أن مثل هذا السيناريو من الصعب حصوله، خصوصًا وأن القناة تحظى بدعم ملكي مباشر، مشيرًا إلى أن الخوف الحقيقي على القناة الوليدة يأتي من الأجهزة الرسمية، التي ستحاول فرض وصايتها على تغطيتها.
وأشار عبد الرحمن إلى أن انطلاق القناة "يأتي في وقت تشهد فيه الحريات الإعلامية تراجعًا ملحوظًا، ولذلك فإن نجاحها غير مرتبط بالكوادر ولا بالأسماء الجديدة بل بالرؤية المختلفة، التي قد تواجه عرقلة حقيقية من الجهات الرسمية".