الرئيسية / مقالات
حضارةٌ متجذرةٌ منذ الأصول بنكهة شعبٍ أصيل
تاريخ النشر: الجمعة 21/02/2014 20:06
حضارةٌ متجذرةٌ منذ الأصول بنكهة شعبٍ أصيل
حضارةٌ متجذرةٌ منذ الأصول بنكهة شعبٍ أصيل

 حضارةٌ متجذرةٌ منذ الأصول بنكهة شعبٍ أصيل

تقرير :أسماء قلالوة

من تراثِ الأمهات وعرق الجدات، ومن التراثِ الفلسطيني الأصيل يطلُ علينا

أحد أبطاله والذي لطالما زين السماء بدخانه، وتلذذ الكبار والأطفال بطعمه ومذاقه

الأصيل.

الطابون من المظاهرِ التراثيةِ الفلسطينيةِ التي ما زال يحافظ عليها قلة من الفلسطينيين

وخاصة من أبناءِ الجيل القديم، وطريقة صناعته بدائية ويقولون أن طعمه ألذ بكثير من

الخبز الذي يُصنع في الأفران .

لفظ أٌغلبُ أبناء الجيل الجديد لا يدرك أهميته مقارنةً مع أبناءِ الجيل القديم الذين ما غاب الطابون عن بالهم للحظة واحدة .

ما زالت الحاجة أم كمال(60)عاماً التي تنحدر من قرية الجديدة قضاء جنين تستيقظ مع ندى الصباح معلنةً نهاراً جديداً يفوح منه رائحة خبزها في أجواءِ حارةٍ عتيقةٍ.

تقول أم كمال "أنا من القلائلِ في القرية من يعد الخبز على الطابون، ولا زلت أجهز طابوني وأعده من أجلِ الخبيز وإعداد الطعام فيه كل يوم، ولم أفكر يوماً إطفاءهُ ما دمت على قيدِ الحياة.

ورغم مشقتها في تحضير الطابون مساء كل يوم، لكن ما زالت متعة تجهيزه ظاهرةً، وهي تجتمعُ مع نساء القرية في الصباحِ الباكر حول الطابون، وتقول "أقوم بتزبيله في كلِ مساء وذلك من خلال إشعاله بروث الحيوانات؛ ليبقى ساخناً حتى الصباح من أجل خبز العجين، ويكون على استعدادٍ دائم لاستقبال بعض نسوة الحارة من أجل طهي الصواني فيه ".

أما الحاجة حليمة (72)عاماً التي تنحدر من سكان قرية الجديدة، فهي المرأة الوحيدة التي تكسب رزقها من وراء صنع الطوابين وبيعها، وتأسف على عدم إقبال نساء هذا الجيلِ على استعمال الطوابين لاعتمادهنّ على الأفران التي تعمل بالغاز والكهرباء.

تقول الحاجة حليمة "كنت أصنع الطوابين لأهل القرية والقرى المجاورة، وكنا نجتمع مع نساء القرية في كل صباح حول الطابون لنتحدث عن أخبار الحارة والبلد، ونستخدمه لطهي الطعام وللشوي مثل شوي البطاطا والبندورة والباذنجان ".

وتضيف حليمة "كان الطابون رمزاً لتراثنا وهويتنا، ولخبزه نكهة ومذاق أطيب من الخبز الذي نراه اليوم.

وتتابع حليمة "أصنع الطابون من طين ويخلط مع القش والتبن ثم ينقع لأيام وبعدها أقوم بصناعته تدريجياً على مراحل لمدة 3 أيام، ثم يوضع بالشمس حتى يجف، وبعد ذلك نغطيه بغطاء حديدي له مقبض، ثم تُحفر له حفرةً في الأرض بحجمه ويتم دفنه فيه، ويغطى الطابون بالزبل والجفت والقش، ويُحرق ويغمر بالسكن أو التراب، وبعد احتراق الزبل يصبح داخل الطابون حاراً وجاهزاً للخبِز فوق الحجارة المسماة "الرظف "، ويتم بناء الطابون في غرفة صغيرة تبنى من الحجارة ولها باب صغير.

وتقول حليمة "إن طبخة المسخن الفلسطيني الذي يحضر بزيت الزيتون يحتاج إلى خبز الطابون، حيث إنّ خبز الطابون يحضر منه مناقيش الزعتر والجبنة، وهذه وجبة فطور في البيوت الفلسطينية، ومن يشم رائحتها يتذكر أجداده وخيرات بلاده ".

وتضيف حليمة "في كلّ عامٍ تقوم المدارس بأمر من وزارة التربية والتعليم بجمع الأعمال اليدوية والتراثية؛ لعرضها في يوم خاص وتشرف وزارة الفنون على هذه المعروضات لتختار أفضلها ليتم عرضها في المتاحف المحلية والعالمية عن طريق جمعيات أجنبية تأخذها الى دول العالم المختلفة.

 و هناك جمعية الراهبات التي تقع في بلدة الزبابدة القريبة من القرية، التي تسعى الى جمع كافة أنواع الأعمال اليدوية والحرفية والتراثية من جميع قرى منطقة جنين .

ومن الجدير ذكره أن الاحتلال الإسرائيلي قام بسرقة جميع المنتجات الفلسطينية من طبخاتٍ شعبية وحتى الأعمال التراثية الفلسطينية، وسرقة الأغاني والأهازيج الفلسطينية بحجة أنها حضارته وتراثه الموروث عن الآباء والأجداد.

 

 

.

 

 

 

 

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017