شذى جعميصي
أثناء السحور الرمضاني أو الإفطار اليومي، يوضع على سفرة الطعام طبق التحلية لتنهي طعامك بمذاقه الحلو اللذيذ، فلا يغيب هذا الطبق عن سفرة العائلة الفلسطينية، ولا يمكن الاستغناء عنه لفوائده العظيمة.
على الشارع الرئيسي في مدينة نابلس وبين ظلال الأشجار لابد وأن اسمه لفت انتباهك بعلامته التجارية المميزة، إنه مصنع التاج للحلاوة والطحينة المعروف منذ أكثر من قرن.
يتحدث مدير المصنع، وائل التمام, :" بدأ عمل المصنع منذ أكثر من 120 عاما "، وتوارثت العائلة هذه الصنعة وأصبحت مهنتهم الوحيدة، ويردف التمام :" كنت أعمل مع والدي منذ عامي السادس وبعد وفاته ورثت هذا العمل عنه حيث أنني منذ 40 عاما أرث هذه المهنة".
ويقول التمام أن بدايات المصنع كانت صعبة إلى حد ما، حيث كان العمل بدائيا فيتم يدويا كما أن استهلاك الطحينة قليل جدا لكن مع مرور الوقت وزيادة حاجة الإنسان لها أصبح المصنع يعمل بشكل أكبر حتى يومنا هذا.
ويوضح التمام سبب تسمية المصنع بهذا الاسم:" لطالما أعجبت بشعار التاج الذي يدل على التميز ولهذا أسميناه التاج".
ويشير التمام إلى أنهم يستوردون السمسم كمادة خام من أثيوبيا وتشاد ونيجيريا ويهتمون دائما بنظافة السمسم حيث يجب أن يكون نظيفا 100% من آثار الزراعة والشوائب وغيرها.
وعن كيفية صناعة الطحينة يحكي التمام :" يوضع السمسم في أحواض نقع ثم مرحلة القشر بأحواض مالحة لفصل القشرة عن الحبة ، ثم يتم غسله عدة مرات وينشف ثم يحمص ويغربل وأخيرا ينقل إلى المطاحن ليتحول إلى الطحينة".
أما صناعة الحلاوة تتم من خلال إضافة الطحينة والسكر وشرش الحلاوة ومواد أخرى وخلطها حتى يتمازج الخليط لتتشكل الحلاوة.
ويوجد في المصنع 8 عمال وهم فنيين ولديهم خبرة طويلة في هذا المجال، حيث أن المعايير وخط الإنتاج معروف وهناك مسؤول عن خط الإنتاج يتابع العمال يوميا.
ويضيف التمام :" لدينا شق ثاني من العمل حيث نعمل على استيراد منتجات غذائية ونقوم بتوزيعها على المحال التجارية في السوق المحلي ".
وبالإضافة إلى صناعة الحلاوة والطحينة هناك محمص خاص للقهوة، ويسترسل التمام في السياق هذا :" نستورد القهوة من كوستاريكا وكولومبيا ونحمصها ونوزعها في السوق المحلي بنفس العلامة التجارية "، كما أن هناك خط لإنتاج القزحة المطحونة.
وبالحديث عن المعوقات التي تواجه المصنع يؤكد التمام على أن الاحتلال يشكل الصعوبة الكبيرة في عملهم حيث يصعب عليهم تصدير منتجاتهم إلى الخارج بالرغم من حاجة العالم لمثل هذه المنتجات، وهذا يقلل من فرصة فتح آفاق جديدة أو التطور بشكل أكثر.
ويبين التمام أن هناك منافسين كثر في الضفة الغربية وهو السوق المحلي بالإضافة إلى السوق الإسرائيلي لكن المصنع لا يواجه صعوبات مع المنافسين لتميزهم بالتقنيات المستخدمة والجودة التي يعملون فيها.
من الجدير بالذكر أن هناك ما يقارب 17 مصنع لإنتاج الطحينة والحلاوة في الضفة الغربية، وهناك 5 منها تعود لعائلة التمام لكن بأسماء وأصحاب مختلفين.
وهناك فوائد عديدة للحلاوة حيث تقي الجسم من أمراض السرطان وتحمي الجلد، وتعد من أهم مصادر الطاقة للجسم كما أنها وجبة مهمة للمرأة بعد الولادة، وتنشط الخلايا وتساعد على الهضم وغيرها من الفوائد التي تمنحها للجسم.
وينوه التمام إلى أهمية التميز في العمل ضرورة الاهتمام بالجودة والتقنيات المستخدمة التي تؤدي بشكل مباشر إلى نجاح العمل واستمراره.