توالت النكبات والنكسات التي حلت بالشعب العربي الفلسطيني وكلها بفعل المؤامرة الدولية الاستعمارية المحاكة بإحكام ضد امتنا العربية وخصوصا بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى,وظهور معادلات جديدة في المنطقة كنتاج طبيعي لنتائج الحرب التي أنهت دور الدولة التركية المسيطرة على الوطن العربي لأكثر من أربعمائة عام كانت كفيلة بإيصال حال الأمة العربية إلى مربع الصفر حضاريا واقتصاديا وفكريا وسياسيا وبالتالي عسكريا, مما فتح شهية الاستعمار لانتداب وتقاسم البلاد العربية استعماريا ,والتواطؤ على الأرض الفلسطينية قلب الوطن العربي لصالح المشروع الاستيطاني الصهيوني.
أمام هذا المشهد لم يقف العرب مكتوفي الأيادي ,واندلعت نيران الثورات العربية تلتهم جنود المستعمرين وتكبدهم الخسائر تلو الخسائر, وباتت سرقة ثروات الأمة مكلفة بالنسبة لهم, مما حدا بهم للتفكير جليا بالجلاء عن معظم الأقطار العربية مع الاحتفاظ بوكلاء من بين ظهرانينا يرعون مصالحهم الاستعمارية في منطقتنا العربية ,وبدأ فصل جديد من التآمر على فلسطين من خلال المشروع الاستعماري القاضي بزرع الحركة النازية العنصرية الصهيونية في قلب الوطن العربي (فلسطين)بهدف تعطيل نهوض الأمة وتحقيق غايات الصهيونية العالمية بالاستيطان الكولونيالي الاحلالي في فلسطين .
لقد أدرك فرسان الشعب الفلسطيني ومعهم طلائع المناضلين العرب حقيقة الأهداف الاستعمارية الامبريالية الصهيونية ومراميها ,فجاء الرد ثورة فلسطينية طلائعية بأبعاد وجذور قومية تستطيع تجنيد وتجييش جماهير الأمة قاطبة لتكون بمثابة الرد المثالي على حجم العدوان وتحالفاته وأهدافه.
لقد جسدت انطلاقة الثورة الفلسطينية آمال وتطلعات الجماهير العربية قاطبة من المحيط إلى الخليج,وشكلت تلك الثورة طليعة نضال الأمة في التصدي لكل المشاريع الاستعمارية المحاكة ضدها وكذلك عقبة كأداء أمام تحقيق الحلم الصهيوني ,وتمكنت من الحفاظ على الهوية العربية الفلسطينية المعمدة بدماء مئات الألوف من الشهداء ومثلهم من الجرحى والأسرى والمهدمة بيوتهم وصولا نحو تحقيق الحلم العربي الفلسطيني المتمثل باستعادة كافة الأراضي السليبة وإقامة الدولة العربية الفلسطينية على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها الأبدية القدس الموحدة.
بقلم: النكبة والنكسة تتالى عنفوان شعبنا ضد الاحتلال والعنصرية ,وتعمقت وتجذرت إرادة المقاومة في أرواحنا وأجسادنا وبشتى الوسائل الممكنة,مصممين مهما كلفنا ذلك من ثمن على دحر الاحتلال وكنسه من على أرضنا ,واستعادة كامل حقوقنا العربية في فلسطين غير منقوصة يحدونا الأمل بنصر وتمكين قريب على أعدائنا كل أعدائنا.