أكدت وكالة دولية، أن السعودية عززت إنتاجها بنحو 500 ألف برميل يوميا مقارنة بمستويات أيار (مايو) الماضي، معتبرة ذلك كافيا لتلبية احتياجات السوق في الوقت الحالي، حيث تحسنت توقعات العرض العالمية.
وأشار تقرير حديث لوكالة "بلاتس" الدولية للمعلومات النفطية، إلى عودة الموانئ الشرقية في ليبيا إلى العمل بعد رفع الحصار عنها الأسبوع الماضي، وهو ما سمح بزيادة إنتاجها من النفط الخام بمئات الآلاف من البراميل يوميا.
وذكر أن روسيا رفعت إنتاجها أيضا نحو 200 ألف برميل يوميا هذا الشهر، بينما أعلنت السعودية والكويت والإمارات عن زيادات كبيرة مخطط لها في إطار اتفاق "أوبك" مع حلفائها؛ لتخفيف الأعباء عن التخفيضات الإنتاجية التي هددت بفرض قيود متصاعدة على السوق.
ونوه بأنه لا يزال إنتاج النفط الصخري الزيتي الأمريكي قويا، حيث توقعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تسجيله رقما قياسيا يبلغ 7.47 مليون برميل يوميا في الشهر المقبل.
وأضاف التقرير أنه في غضون ذلك، شهدت الصين -وهي أكبر مستورد للنفط الخام في العالم- تسجيل انخفاض في وارداتها النفطية إلى أدنى مستوى لها في ستة أشهر، في حزيران/ يونيو الماضي، حيث بدا الطلب من المصافي معتدلا.
اقرأ أيضا: 10 تريليونات دولار استثمارات مطلوبة بالنفط حتى 2040
وأشار إلى مساهمة هذه العوامل في انخفاض أسعار النفط بأكثر من خمسة دولارات، منذ أن أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الدعوة إلى زيادة الإنتاج لتهدئة السوق.
ووفقا لصحيفة "الاقتصادية"، نقل التقرير عن مسؤول سعودي قوله "إن الأسعار وأسواق النفط الدولية ستكون متوازنة بشكل جيد في الربع الثالث، وأن المخاوف من أن السعودية ستغرق السوق "دون أساس".
وأضاف أنه من المؤكد أن مخاطر نقص الإمدادات لا تزال قائمة، لافتا إلى أن العقوبات الأمريكية على إيران ستطبق في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، حيث يتوقع المحللون أن يتم إخراج مليون برميل يوميا أو أكثر من النفط الإيراني من السوق، كما لا يرى أحد أن أزمة فنزويلا الاقتصادية ستكون لها نهاية قريبا، حيث يستمر إنتاجها في الهبوط.
وتوقع التقرير خصما في الإنتاج الكندي بنحو 350 ألف برميل يوميا حتى شهر أيلول/ سبتمبر المقبل، كما أنه من المتوقع تأثر إنتاج بحر الشمال بعد سلسلة من الإضرابات العمالية.
ونوه التقرير ببيانات لمنظمة "أوبك" تؤكد أن الطلب على خام المجموعة في الربع الرابع من العام سيزيد بنحو 1.25 مليون برميل يوميا على نحو أعلى من مستوى الإنتاج في يونيو.
ولفت إلى أن "أوبك" ستحتاج إلى زيادة إنتاجها بأكثر مما تعهدت به، أو أن تخرج الخام من المخزون إذا أرادت تجنب أزمة في السوق.
اقرأ أيضا: تعهد سعودي بعدم زيادة الإمدادات يصعد بأسعار النفط
وفى سياق متصل، توقع مختصون ومحللون نفطيون أن تواصل أسعار النفط الخام مكاسبها السعرية خلال الأسبوع الجاري، بعدما أغلقت الأسبوع الماضي على ارتفاع مدعومة من تراجع الدولار الأمريكي، وتوقعات انخفاض الصادرات السعودية من النفط الخام خلال شهر أغسطس المقبل.
وقال المختصون "إن ما يكبح تحقيق مزيد من المكاسب السعرية التزام المنتجين في "أوبك" وخارجها بزيادة الإنتاج بنحو مليون برميل يوميا، إلى جانب تأثير تصاعد وتيرة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وهو ما يعزز المخاوف على النمو الاقتصادي، وبالتالي على مستويات الطلب على النفط الخام".
وقال بيل فارين برايس، مدير شركة "بتروليوم بوليسي إنتلجنس"، إن السعودية سارعت إلى تعزيز إنتاجها من النفط الخام؛ استجابة لرغبة المستهلكين في تبريد مستوى الأسعار، في ظل شكوى كبار المستهلكين من وصول الأسعار إلى مستوى معطل للنمو الاقتصادي، وبما قد يحجم الطلب مستقبلا على النفط الخام.
وأشار إلى أن الأسعار مرشحة لمكاسب ليست كبيرة؛ بسبب وفرة الإمدادات، لكن تبقى قوة الطلب هي المحرك الرئيس للسوق والمحفز الأكبر على صعود الأسعار، خاصة في فصل الصيف، لافتا إلى أن تقلص المعروض يفوق الزيادات الأخيرة في إمدادات السعودية وروسيا؛ نتيجة الأزمة الحادة في فنزويلا، والعقوبات الصارمة المنتظرة ضد إيران، في ظل رغبة أمريكية للهبوط بمستوى الصادرات الإيرانية إلى مستوى الصفر بنهاية العام الجاري.