الرئيسية / مقالات
هل ستحمل "الرؤية المصرية" للمصالحة طابع المحاولات السابقة؟
تاريخ النشر: الثلاثاء 24/07/2018 15:32
هل ستحمل "الرؤية المصرية" للمصالحة طابع المحاولات السابقة؟
هل ستحمل "الرؤية المصرية" للمصالحة طابع المحاولات السابقة؟

 كتبت : شذى عابد

أكدت مصادر صحفية عديدة موافقة حركة حماس على الرؤية المصرية التي طرحتها مخابراتها حول ملف المصالحة الفلسطينية بين حركتي حماس وفتح.

 

وقد تضمنت الرؤية المصرية بنوداً عدة كان أبرزها وضع جدول زمني محدد لتفعيل اتفاق المصالحة الموقع عام 2011 وملحقاته الموقعة في أكتوبر 2017، إضافة إلى بدء المشاورات لتشكيل حكومة وحدة وطنية ورفع فوري للعقوبات المفروضة على قطاع غزة.

 

وأشار عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد إلى أن الحديث عن تفاصيل بنود المصالحة سيكون بعد بلورة الجانب المصري للأفكار النهائية وبعد انتهاء اللقاءات التي تجريها المخابرات المصرية مع أطراف مختلفة.

 

تأتي موافقة حركة حماس على بنود المصالحة المطروحة بعد سنوات عديدة من النزاع والإنقسام بين حركتي فتح وحماس لم يقدم فيها الطرفان تنازلات كافية لإنهاء الصراع بينهما.

 

وفي هذا يقول المحلل السياسي شرحبيل الغريب في حديث خاص لـ شذى عابد أن هناك عوامل عديدة دفعت حركة حماس للموافقة، أولها تقديم المصلحة الوطنية واستشعاراً بالمسؤولية تجاه الشعب الذي يعيش الحصار ويهدد بالحرب، وتأكيداً على حرص حماس على تحقيق الوحدة الوطنية والعمل بشكل مشترك على مواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية وعلى رأسها صفقة القرن.

 

ويؤكد الغريب أن تنفيذ المصالحة يتطلب إرادة وعزم، قائلاً : "حماس أبدت موافقتها على الرؤية المصرية، الكرة الآن في ملعب حركة فتح".

 

ويضيف : تنفيذ المصالحة يتطلب من الرئيس محمود عباس الكف عن لغة الإشتراطات وتغييب المصلحة الوطنية، بدءاً برفع العقوبات عن غزة وتشكيل حكومة وحدة وطنية تجمع كل أطياف الشعب والتنفيذ الدقيق والأمين لاتفاقيات المصالحة الفلسطينية التي وقعت في القاهرة.

 

وفي ذات السياق يقول الصحفي رائد حماد لـ شذى عابد : إن حماس جادة في المصالحة، فقد قدمت تنازلات كبيرة في سبيل ذلك، مشيراً إلى أن مماطلة السلطة الوطنية تقف عائقاً أمام تنفيذ المصالحة باستمرار.

من جانبه أكد نائب رئيس حركة فتح محمود العالول أن حركته لن تفرط في المصالحة، مشيراً إلى وجود أفكار جديدة لتحقيقها.

 

 

وعبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد عن تفاؤله بإنهاء الإنقسام الفلسطيني، قائلاً : "إن مصر تبذل جهوداً جبارة لإنجاز المصالحة الفلسطينية".

 

وأشار الأحمد في تقرير نشره موقع سوا الإخباري إلى أن قيادة السلطة الفلسطينية مرتاحة للدور الذي تبذله مصر في سياق ترتيب البيت الفلسطيني لمواجهة صفقة القرن، داعياً في الوقت ذاته حركة حماس إلى العمل الجاد لإتمام المصالحة في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الشعب الفلسطيني، قائلاً : "من يريد قبر صفقة القرن بكل مسمياتها وإلى الأبد فعليه أن يتجاوب مع الجهود المصرية، ويجب أن يكون متفائلاً حتى يعطي نفسه القوى للتحرك بهذا الاتجاه".

 

فيما قال المحلل السياسي هاني المصري في تعقيب له على حسابه الشخصي : "إن الأخبار المتداولة حول المصالحة وحوارات القاهرة الأخيرة توحي بقدر من التفاؤل، فهي تتضمن رزمة تطبق بالتزامن، تشمل رفع العقوبات عن غزة وممارسة الحكومة لعملها إلى حين تشكيل حكومةِ وحدةٍ وطنية التي لا بد وأن تشكل خلال فترة قصيرة، وصرفُ سلفة للموظفين المدنيين الذين عينتهم حماس أو عدد منهم مثل ما قيل سابقاً عشرين ألف بالموظفين الآخرين، على أن يتم تفعيل لجنة منظمة التحرير لتبحث بالملفات الأخرى بما فيها الإنتخابات، وتشكيل لجان لمناقشة القضايا الأخرى مثل الأمن والأراضي والقضاء".

 

وأكد أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب في حديث عبر تلفزيون فلسطين أن حركة فتح مستعدة للعودة إلى القطاع بشرط إنهاء حركة حماس مظاهر السلطة كافة، مشيراً إلى وجوب تمكين الحكومة تمكيناً شاملاً في غزة.

في ذلك يقول الغريب : إن مصطلح التمكين لم يعد مقبولاً، فهو مصطلح غيرَ واضحَ التعريف، فكل طرف يفسره وفق مصالحه، مضيفاً أن هذا المصطلح هو الذي فجر المصالحة بعد اتفاق القاهرة 12 /أكتوبر.

 

 ويؤكد أن التطلع نحو حكومة وطنية موحدة يتطلب إرادة و قراراً وطنياً  مستقلاً بعيداً عن الضغوط الخارجية والحسابات الحزبية.

 

 

 

 

كلام على ورق !

 

يرى الصحفي رائد حماد أن ما تم التصريح به في محاولات تنفيذ مصالحة فلسطينية بين الحركتين سابقاً لم يتعدى كونه كلاماً تحمله الرياح، قائلاً أن حكومة عباس ليس لديها نية لإتمام المصالحة.

 

من جانبه يرى المحلل السياسي شرحبيل الغريب أن نسبة إتمام المصالحة ضعيفة، إذا لم تكن واضحة بما فيه الكفاية في موافقتها على الرؤية المصرية المطروحة.

 

وكانت المصالحة الفلسطينية قد تعثرت في شهر مارس الماضي، بعد محاولة اغتيال رئيس الوزراء رامي الحمد الله في غزة خلال جولة كانت مقررة من أجل دفع المصالحة وتمكين الحكومة بالشكل المطلوب.

 

يذكر أن الساحة الفلسطينية تشهد انقساماً منذ الإنتخابات التشريعية عام 2007، رغم المحاولات والإجتماعات العديدة لتوحيد شطري البلاد وانهاء حالة الإنقسام بين حركتي فتح وحماس لكن دون جدوى.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017