د. خالد معالي
كل قوي له نقاط ضعف، وكل ضعيف له طاقات قوية وخلاقة ان اكتشفها واجاد استخدامها في الوقت والزمان ألمناسبين، فالاحتلال المدعوم غربيا، لم يقدر ان يتحمل بالونات وطائرات ورقية كألعاب، مما اجبرته ان يستجدي صاغرا هدنة مؤقته مع مقاومة غزة، برغم تهديده المعلن والواضح اعلاميا -حرب نفسية -عن جاهزية جيشه لشن حرب عداونية جديدة على غزة، بعد انتهاء اجتماع مجلس الوزراء المصغر مساء الاحد 5\8\2018.
من دك دك، قالها الرئيس التركي يوم امس ردا على الخطوة الامريكية بتجميد اموال وزير الداخلية، فرد بالمثل، وهذا يعطينا درسا ان سلسلة التحولات والتغيرات تمضي قدما وبشكل سريع، ودولة الاحتلال لا تستطيع ان تنفك منها وتخرج عن المعادلة الربانية التي قضت بالتغيير والتبدل عبر الايام والأشهر والسنين.
دك "نتنياهو" غزة اكثر من مرة في ثلاث حروب عداونية، ودكته المقاومة بغزة بشكل اذهلهم كون المقاومة ضربت قلب كيانه ومعسكراته المحصنة، ومن هنا فان طاقة الاحتلال العسكرية افرغت في غزة عام 2014 وما عاد في جعبة "نتنياهو" شيئ، ولذلك رأيناه صاغرا يقبل بتهدئة مع المقاومة.
لو علم جيش الاحتلال ان شن حرب عدوانية جديدة على غزة ينهي المقاومة لما تردد لحظة واحدة، ولكنه يدرك حجم الخسائر الكبير الذي لا يقدر على تحمله ولذلك لا يجرؤ بفعل قدرات المقاومة المتعاظمة، و"نتنياهو" يدرك " ذلك، ولكنه اعلاميا يشن حرب نفسية على غزة، كعادة الطغاة في العالم والمحتلين.
"لن يضروكم إلا أذا، وان يقاتلوكم يولوكم الأدبار فالاحتلال استطاع ان يؤذي غزة ولكنه لم ينهي مقاومتها بل ازدادت عظمة على عظمة، وتأقلت، وهي الان تدفع الاحتلال لدفع ثمن احتلاله ولو جزئيا في المرحلة الحالية.
سواء نجحت المقاومة في نزع تهدئة من حلق "نتنياهو" أم لم تنجح، فان ما يجري هو عبارة عن جولة واحدة في سلسلة جولات لاحقة، فالاحتلال يتراجع والمقاومة تتقدم، والشواهد تؤكد ذلك، ولو كان بيد "نتنياهو" لتخلص من الصباح الباكر من خطر صواريخ غزة وأنفاقها، ولكن ما باليد حيلة.
قد بدت البغضاء من أفواههم كل من لا يريد خيرا بغزة، فالمقاومة دائما توحد ولا تفرق، بعكس المفاوضات، وان يبقى سلاح المقاومة بيدها، يختلف كلية عن سلاح ليس بيدها وهو المعيار الحقيقي لمعرفة مدى تنازل المقاومة للاحتلال.
مهما كانت نتائج التهدئة او الهدنة المؤقتة، او تهدئة بالتدريج، فانه ما دام سلاح المقاومة بيدها، فان معنى ذلك ان غزة بخير، والوطن بخير، ودول العالم الغربية منها تسارع وسارعت لحماية دولة الاحتلال وحث المقاومة على الهدنة ليس حبا بغزة ولا باهلها، بل لحماية دولة الاحتلال.
مخطأ من يظن ان الباطل سينتصر على الحق، وان "نتنياهو" سينتصر على غزة، فمن كان الله معه لن تهزمه جيوش جرارة، ولو لم تبدع غزة بالمقاومة لما التفت اليها أحد سواء من دول الاقليم او دول الغرب، ولما اجبرت "نتنياهو" على املوافقة على شروطه اوان كانت ليس كلها، فمن يملك الارادة والحكمة وقوة الانفاق والصواريخ، لن يستطيع هزمه جيش محتل غاشم، جمعت فتاته من مختل فدول العالم.