تسنيم ياسين-- إن أردت الوصول إلى قرية دير شرف، اتبع أنفك، فأينما وجدت نفسك تغرق في رائحة المشاوي اعلم أنك وصلت.
قرية دير شرف هي إحدى قرى غرب نابلس، عانت كباقي قرى فلسطين منذ عام 2000 واندلاع الانتفاضة الثانية من سياسة الإغلاق المستمرة، وكان شارع بيت ايبا دير شرف أحد هذه الطرق المغلقة التي شلت حياة القرى المحيطة به.
رئيس مجلس دير شرف، فهمي نوفل يقول: "حاجز بيت إيبا كان عادماً للقرية، شلت الحركة الاقتصادية بالكامل بسببه، خاصة أنه كان يغلق باستمرار".
صاحب أقدم محل للمشاوي بالمكان وادي الشعير، صابر سمارة، يستذكر أيام افتتاح المحل: "افتتح المحل عام 1997، في البداية كان فرناً بسيطاً، وظل مستمراً حتى اندلاع الانتفاضة لم نعد نستطيع الحركة في المكان، خاصة مع إغلاق الطرق".
واستمر شلل الحركة حتى انتهاء الانتفاضة، حيث عادت الحركة للنشاط منذ عام 2006.
يشير نوفل: "الحركة الاقتصادية ازدهرت بعد 2006، أي أنها ارتبطت بإزالة الحواجز، حالياً ربما يبيعون 2 مليون طن".
ويضيف نوفل: "اليوم لا تكاد الحركة تتوقف في المنطقة، فقرية دير شرف على الطريق إلى نابلس، أي أن الزائر بدلاً من أن يدخل في أزمة السير بالمدينة صار يفضل تناول المشاوي بمكان يستطيع فيه الجلوس براحته".
وبحسب رئيس المجلس فإن عدد الملاحم يصل إلى أربعة، يصل عدد العمال في كل منها إلى 10 وهو ما يعني أن 400 عائلة تقريباً تستفيد من المكان.
لا تهدأ الشوارع أمام المحلات من حركة الزوار خاصة أهالي فلسطين المحتلة أراضي الـ48، والقادمين من مختلف المدن الفلسطينية.
عائلة أم محمد قلالوة اختارت دير شرف للمرة الأولى، تقول أم محمد: "قدمنا من جنين لأننا كثيراً ما كنا نسمع عن دير شرف، لكننا لم نزرها إلا هذه المرة ونعتقد أنها مكان اقتصادي جيد ومريح لنا كعائلة".
الحركة السياحية في هذه المنطقة تنعكس بشكل واضح على اقتصاد قرية دير شرف، حيث يصل سعر دونم الأرض ما يقارب الـ300 ألف دينار، بينما كان قبل ازدهار الحركة التجارية فيها إلى 5 آلاف دينار.
بينما يقلب قطع اللحمة ووسط غيمة دخان تثير معدة أقوى الناس، يقول علاء نوفل أحد العاملين في محل للمشاوي: "لا نتوقف عن العمل، فالناس بكل الأوقات موجودون، وفي مواسم الأعياد والصيام نضطر لزيادة عدد الطاولات وطاقة العمل".
ويشتكي رئيس المجلس من أن هذه المنطقة مصنفة أراضي "C" أي أنها بكاملها تعود إلى الاحتلال فلا تملك سلطة تنظيم المكان، وهو ما يشكل حجة لبعض أصحاب المحلات لعدم الالتزام بنظافة المكان، أو حتى الزبائن بتنظيم السير.
يشار إلى أن قرية دير شرف من قرى غرب نابلس، وتبلغ مساحة أراضيها 7000 دونم، ويبلغ عدد سكانها 3000 نسمة، ويصنف 65% من أراضي القرية "C" أي أنها تتبع إدارياً وأمنياً للاحتلال وهو ما يقف عائقاً أمام تنفيذ العديد من المشاريع في القرية.