هدد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الأسبوع الماضي، بأن إسرائيل ستنضم إلى تحالف دولي ضد إيران، في حال أغلقت الأخيرة مضيق باب المندب جنوبي البحر الأحمر، بواسطة ميليشيات موالية لها. واعتبر نتنياهو "أنني مقتنع بأنها (إيران) ستجد نفسها أمام تحالف دولي يصر على منعها من تنفيذ ذلك، وسيشمل التحالف دولة إسرائيل أيضا وبكافة أذرعها". وجاء تصريح نتنياهو في أعقاب مهاجمة ناقلة نفط سعودية، الأسبوع الماضي.
وقال وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، في اليوم نفسه، إن سفنا إسرائيلية قد تتعرض لهجوم في منطقة مضيق باب المندب، وأنه "سمعنا مؤخرا تهديدات بمهاجمة سفن إسرائيلية في البحر الأحمر".
ويعتبر مضيق باب المندب ممرا تجاريا عالميا إستراتيجيا لنقل البضائع بحرا من آسيا ومناطق المحيط الهادئ ودول الخليج، عبر قناة السويس، إلى حوض البحر المتوسط وأوروبا وأميركا الشمالية. وبهذه الطريق تختصر السفن مسافات أطول بكثير لعدم اضطرارها إلى الالتفاف حول أفريقيا في طريقها إلى أوروبا، ما يعني توفير كبير في تكاليف النقل، بما في ذلك نقل النفط.
وذكرت صحيفة "ذي ماركر" الاقتصادية، اليوم الاثنين، أن عدة أسباب دفعت نتنياهو إلى إطلاق تهديده ضد إيران. وتعتبر إسرائيل أن إغلاق مضائق تيران، شرقي شرم الشيخ في جنوب شبه جزيرة سيناء، كان أحد الأسباب المركزية لشن إسرائيل الحرب في حزيران/يونيو العام 1967. فقد تحسبت إسرائيل من فقدان قدرة الردع ومن المس بالتجارة مع الشرق الأقصى، بحسب الصحيفة.
وأضافت الصحيفة أن نتنياهو يعتبر أنه بإطلاقه تهديده ضد إيران، تعمل إسرائيل على الحفاظ على مصالحها الاقتصادية وعلى العلاقات التي تحرص على تنميتها مع الشرق الأقصى، وخاصة الصين، إلى جانب المصلحة في تعزيز مكانتها في أوروبا، التي ستكون قلقة حيال إمكانية تشويش النقل البحري عبر قناة السويس.
ولإسرائيل مصلحة إستراتيجية بالانضمام إلى تحالف دولي ضد إيران من أجل الدفاع عن مصر والسعودية، ومن شأن انضمام إسرائيل إلى تحالف كهذا أن يعزز مكانتها الجيوسياسية في الشرق الأوسط وعلاقاتها مع هاتين الدولتين العربيتين ودول أخرى في الخليج متنازعة مع إيران.
وأوضحت الصحيفة أن لإسرائيل مصلحة اقتصادية عليا في منع إغلاق مضيق باب المندب، إذ أن حجم وارداتها وصادراتها عبر هذا المضيق بلغت 15.3 مليار دولار في العام 2017 الفائت.
وتابعت الصحيفة أن المس بحرية الحركة البحرية في مضيق باب المندب يشكل خطرا بالأساس على الاستيراد المتنامي من الصين، واستيراد السيارات من الشرق الأقصى، خاصة من اليابان وكوريا الجنوبية. كذلك فإن من شأن إغلاق المضيق أن يرفع تكلفة بوليصات التأمين على السفن التي تمر من باب المندب، الأمر الذي سيؤدي إلى ارتفاع أسعار البضائع المستوردة.
وتتخوف إسرائيل من إغلاق إيران للمضائق في جنوب البحر الأحمر بالكامل، وفي هذه الحالة سيتعرض استيراد البضائع من الشرق الأقصى لأضرار جسيمة وقد يؤدي ذلك إلى نشوب حرب. لكن الصحيفة أضافت أن احتمال تدهور الوضح بهذا الشكل ضئيل، لأن إيران بحاجة إلى استثمارات أجنبية وليس لديها مصلحة الآن باشتعال الوضع بشكل قد يخرج عن سيطرتها ويوسع الجبهة الغربية ضدها.
حجم التبادل التجاري الإسرائيلي
بلغ إجمالي التبادل التجاري لإسرائيل، بين واردات وصادرات، 130 مليار دولار في العام 2017. وبلغ حجم الواردات 69 مليار دولار، وحجم الصادرات 61 مليار دولار. وبلغ حجم الواردات عن طريق البحر 43.4 مليار دولار، والصادرات البحرية 19 مليار دولار. وتشكل الواردات البحرية 43.4 مليار دولار، والصادرات البحرية 19 مليار دولار. وتشكل التجارة البحرية الإسرائيلية عبر مضيق باب المندب 12% من مجمل التبادل التجاري بين إسرائيل ودول العالم، بحيث تصل نسبة الواردات منه إلى 18% والصادرات 5%.
وتستورد إسرائيل معظم واردتها عن طريق البحر من الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية. وتبلغ نسبة البضائع التي تستوردها إسرائيل من الصين 15.5% من مجمل الواردات البحرية، تليها ألمانيا ثم الولايات المتحدة وتركيا. بينما تصدر إسرائيل بحرا إلى الولايات المتحدة 19.4% من صادراتها البحرية، وتليها هولندا وتركيا، فيما تستورد الصين 4.8% من هذه الصادرات.
واستوردت إسرائيل بضائع بمبلغ 6.7 مليار دولار من الصين في العام الماضي، ويتوقع أن يرتفع هذا المعطى. ونقلت الصحيفة عن مصادر اقتصادية حكومية قولها إنه يتوقع أن يتجاوز حجم الواردات من الصين في السنوات المقبلة الواردات من الولايات المتحدة، البالغة 7.3 مليار دولار.
وبلغ حجم الصادرات البحرية الإسرائيلية إلى الصين العام الماضي 916 مليون دولار، غالبيتها كيماويات ومنتجات نفطية، ولليابان 218 مليون دولار، غالبتها معادن وكيماويات، بينما تستورد إسرائيل من الصين عبر البحر بمبلغ 1.4 مليار دولار، غالبيتها آلات وعتاد كهربائي وسيارات. ووصل مبلغ الصادرات الإسرائيلية البحرية إلى كوريا الجنوبية العام الماضي إلى 214 مليون دولار، غالبية الصادرات كانت أدوات قياس! بينما استوردت منها بمبلغ 987.5 مليون دولار غالبيتها سيارات.
كذلك صدرت إسرائيل بحرا إلى الهند العام الماضي بضائع بمبلغ 403 مليون دولار، وإلى أستراليا بمبلغ 376 مليون دولار، واستوردت من الهند بحرا بمبلغ 700 مليون دولار، ومن أستراليا بمبلغ 121 مليون دولار.