يشهد سوق الأضاحي في قطاع غزة هذه الأيام، حالة من الركود نتيجة تراجع عمليات شراء وبيع الأضاحي لهذا العام مقارنة بالسنوات السابقة، وسط تحذيرات من تكبد تجار الماشية لخسائر مالية نتيجة عزوف المواطنين عن شراء الأضاحي رغم انخفاض أسعارها.
ويرجع مراقبون أسباب الركود في سوق الماشية لهذا العام إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها سكان القطاع؛ نتيجة الحصار الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية والمصرية بسبب إغلاقها للمعابر التجارية، في حين ألقت العقوبات التي تفرضها السلطة على القطاع بآثارها السلبية في تراجع القدرة الشرائية للمواطنين، التي تأتي بالتزامن مع بدء الأونروا لإجراءاتها التقشفية بتقليص خدماتها المالية؛ تحت ذريعة العجز المالي التي تمر بها.
واستطلعت "عربي21" أراء عدد من تجار الماشية في القطاع لاستيضاح أسباب التراجع في سوق الأضاحي لهذا العام.
خسائر فادحة
من جانبه أعرب التاجر جهاد أبو حطب، صاحب أحد مزارع الماشية بمدينة خانيونس، عن قلقه من تراجع الطلب على شراء الأضاحي، موضحا أن "كمية ما يتم استيراده في موسم العيد تقدر بـ700 رأس من العجول والأبقار، ولكن في هذا العام انخفضت إلى 300 رأس فقط، وما تم بيعه حتى اللحظة لا يتجاوز 20 رأسا من العجول والأبقار، وهو ما يعني أننا على أبواب موسم لخسائر مالية نتيجة الفشل في تصريف ما تبقى من رؤوس الماشية".
وأضاف أبو حطب في حديث لـ"عربي21" أن "هذا العيد هو الأصعب الذي يمر على القطاع، حيث لم نشهد منذ 25 عاما ظروفا اقتصادية كالتي نشهدها هذه الأيام بسبب العقوبات التي فرضتها السلطة والتقليصات الأخيرة للأونروا، التي أثرت على قدرة المواطنين على شراء الأضاحي، كما أن انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة ساهم في تثبيط دوافع المواطنين لشراء الأضحية".
وفي السياق ذاته كشف تاجر الماشية عواد أبو عمرة، أن "أسعار الماشية لهذا العام منخفضة بنسبة كبيرة مقارنة بالعام الماضي، ولكن رغم ذلك لم يشهد سوق الماشية أي مؤشرات على تحسنه رغم اقتراب قدوم العيد".
التوقف عن منح التسهيلات
وتابع: "كنا في السنوات السابقة نضطر إلى تقسيط الأضحية لـ6 أشهر للمشتركين في أضحية العجل أو البقر، على أمل أن يتحرك السوق ويزداد الطلب، ولكن في هذا العام أوقفنا هذه السياسية نتيجة الافتقار لضمانات حقيقية نستطيع إلزام المشترك بسداد الأقساط المترتبة عليه بسبب غياب منظومة الأمان المالي والوظيفي لموظفي القطاع؛ نتيجة الحصار وعقوبات السلطة والأونروا".
وأكد التاجر أبو عمرة في حديث لـ"عربي21" أن "ما تم بيعه من رؤوس الماشية حتى اللحظة لموسم العيد، جاءت من مؤسسات وجمعيات خيرية وتنظيمات فلسطينية تقوم بشراء الأضحية وتوزيعها على الأسر الفقيرة في أيام عيد الأضحى المبارك".
تستورد غزة حاجتها من الأضاحي كل عام من الجانب الإسرائيلي التي تقوم بدورها بتلبية ما يحتاجه القطاع، عبر استيراد العجول والأبقار والخراف من دول كهولندا وأستراليا والسودان، بالرغم من أن القطاع كان يتمتع باكتفاء ذاتي من الماشية قبل فرض الحصار عليه منتصف العام 2007، وهو ما يرفع أسعار وتكلفة الأضحية نتيجة إضافة تكلفة النقل للسعر النهائي للماشية.
تراجع أعداد الأضاحي
"وتقدر احتياجات القطاع السنوية من الأضاحي بـ15 ألف رأس من العجول والأبقار، و25 ألف رأس من الأغنام والخراف، ولكن العام الحالي تراجعت كمية ما يتم استيراده من الأضاحي بنسبة 40 بالمئة"، وفقا لمدير عام دائرة الإنتاج الحيواني بوزارة الزراعة، طاهر أبو حمد.
ويشير أبو حمد إلى أنه "تم استيراد 9 آلاف من العجول والأبقار، و17 ألف رأس من الأغنام، بناء على تقدير تجار الماشية الذين ما زالوا في حالة قلق من إمكانية تصريف ما تم استيراده، رغم انخفاض أعدادها مقارنة بالسنوات الماضية".
وأكد أبو حمد أن "أسعار هذا العام هي أقل نسبيا من الأعوام الماضية، حيث تتراوح قيمة الكيلو الواحد من العجول من 15-17 شيكلا حسب الجودة، أما العام الماضي فكانت القيمة تتراوح من 18-20 شيكلا للكيلو الواحد، أما عن أسعار الخراف فهي تبلغ بالمتوسط 4 دنانير أردنية للكيلو الواحد، رغم أن العام الماضي كانت قيمتها تزيد عن 6 دنانير".
*سعر صرف الدولار مقابل الشيكل (3.6)
*سعر صرف الدينار مقابل الشيكل (5.2)
غزة- عربي21- خالد أبو عامر