قال الجنرال الإسرائيلي مائير أندور، في مقاله بصحيفة إسرائيل اليوم، إنه "لا يحبذ تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق تتضمن اجتياحا بريا في قطاع غزة، طالما أنه لا توجد هناك خطط حكومية رسمية تقضي بالبقاء هناك لإعادة السيطرة الأمنية، كما حصل في عملية السور الواقي بالضفة الغربية في 2002".
وأضاف في المقال الذي ترجمته "عربي21" أن "الهدف النهائي القاضي بإعادة السلطة الفلسطينية للقطاع للسيطرة عليه لا يساوي الثمن الكبير الذي ستدفعه إسرائيل من قتلاها، فجنودها ليسوا حرابا في جعبة محمود عباس، ومحظور على الحكومة الإسرائيلية الوقوع في هذا الخطأ، رغم دعوات بعض أوساط المحللين التي تتهم الحكومة بضبط النفس إزاء ما يحصل في غزة".
وأكد أندور، وهو رئيس منظمة المتضررين من العمليات المسلحة "ألماغور"، أنه "في اللحظة التي يدخل فيها الجيش الإسرائيلي لعملية برية وسط غزة، ويبدأ تساقط الجنود قتلى في ساحة المعركة، سيكون هؤلاء أول المنتقدين للحكومة، كما كان المشهد عشية إبرام صفقة التبادل لاستعادة غلعاد شاليط، وبعد أن كانوا يطالبون الحكومة بتنفيذها، تحولوا هم ذاتهم، واتهموها بالخضوع أمام حماس".
وأشار إلى أن "البديل الأفضل أمام إسرائيل لمواجهة حماس استغلال تفوقها العسكري، من خلال توجيه ضربات جوية وأرضية قوية، ووقف الحديث عن طهارة السلاح، وجباية أثمان بشرية باهظة من حماس، ردا على الصواريخ والهاونات، والانتقال لمرحلة القصف الجوي المدمر الذي يذكر حماس بتفجيرات الضاحية الجنوبية ببيروت، على أن تبقى راسخة بذاكرة قادتها، كما أن قصف الضاحية ما زال عالقا بذاكرة حسن نصر الله ورفاقه".
وأضاف أن "السلوك العسكري الإسرائيلي المتوقع يجب أن يشمل هدم منازل المسلحين في غزة دون وصولها برا، وزيادة القصف الجوي على مخان حماس ومستودعاتها، ووصول أماكن تخفي قادتها الكبار، وقصفها من الجو دون استخدام القصف التحذيري عبر طائرات الاستطلاع، وإنما بصورة مفاجئة، بهدف قتلهم، وإن قيادة حماس يجب ألا تكون آمنة في مسارات سفرها من غزة إلى القاهرة وطهران".
وأوضح أن "اتفاق التهدئة الطويل مع حماس لا يساوي الحبر الذي كتب به، لأنه سيتم خرقه كاتفاقات سابقة، بما في ذلك التي تم التوصل إليها عقب حرب الجرف الصامد 2014، وكيف يمكن التوصل لتهدئة مع حماس فيما تواصل فيه احتجاز جنودنا وجثامينهم".
وتابع بأن "توقيع اتفاق التهدئة بعد أشهر من الحرائق وإطلاق القذائف باتجاه المستوطنات يعدّ جائزة لحماس، ويمنحها صورة انتصار، ويعطي لحماس مصداقية الادعاء بأنها من تحدد جدول أعمال المواجهة القادمة وحجم القذائف الصاروخية، وهو ما لا يمكن تحمله، بأن تجعل إسرائيل مواطنيها رهينة بيد حماس".
الجنرال نيتسان نوريئيل كتب في مجلة يسرائيل ديفينس للعلوم العسكرية، أن "الجولة الحالية من التوتر لن تؤدي لتغيير جوهري في المعادلة الأمنية العسكرية القائمة بين حماس وإسرائيل، ولذلك فإن المطلوب ليس احتلال القطاع، وإنما المزيد من التوريط المصري فيه، من خلال أخذ جزء من مسؤولياته من خلال مطار جوي وميناء بحري، هذه فرصة محظور تضييعها؛ لأن إسرائيل تثق في مصر بكيفية المراقبة لمعرفة الداخل والخارج من غزة".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "المهمات الأساسية بانتظار إسرائيل في المرحلة المقبلة: الاستعداد لمواجهة مع حزب الله، ومنع حماس من السيطرة على الضفة الغربية، والاستمرار في منع التواجد الإيراني في سوريا، والجاهزية لليوم التالي لغياب أبو مازن، ولذلك هناك مصلحة مهمة لمنع استمرار المواجهة مع حماس، والتوصل لتهدئة معها".
عربي21- عدنان أبو عام