الرئيسية / مقالات
تشكيل حكومة التوافق ..هل قاد للتوافق على الحكومة؟؟ بقلم سامر عنبتاوي
تاريخ النشر: الأثنين 09/06/2014 08:44
تشكيل حكومة التوافق ..هل قاد للتوافق على الحكومة؟؟ بقلم سامر عنبتاوي
تشكيل حكومة التوافق ..هل قاد للتوافق على الحكومة؟؟ بقلم سامر عنبتاوي

 سبع سنوات مرت انتظر فيها الشعب الفلسطيني انتهاء هذه الحقبة الاليمة ..سبع سنوات مرت زرعت الكراهية و النفور و العصبوية ..سبع سنوات مرت اربكت العمل الوطني و افقدت الثقة و الامل لدى عموم الناس ..سبع سنوات مرت تخللها حوارات و وعودات بقرب الفرج ..و انتظرنا الفرج حتى جاءت البشارة : لقد تم التوقيع على اتفاق الشاطيء في غزة هاشم ..اخيرا تنفسوا الصعداء ايها الوطنيون و الحريصون ..لقد اتفقوا ..الحكومة خلال الاسابيع الخمس القادمة ..و استمر العد التنازلي : الحكومة مطلع الاسبوع القادم ..تعديل بعد اسبوع ... لا خلال ايام ..الوفد يتجه الى غزة غدا ..تأجيل زيارة الوفد ..الحوارات مستمرة حتى نضوج كافة الملفات ..لقد انجز اكثر من تسعون بالمئة من القضايا ..لم يبقى الا حل مسألة وزارة الداخلية و الاسرى و كل شيء جاهز ...ثم تم الاعلان لقد تشكلت حكومة التوافق الوطني (حكومة التكنوقراط) ليست من فتح و لا من حماس و لا من اي فصيل بل من ( المستقلين ) و ها هي الحكومة ترى النور و يعلن الرئيس عن انتهاء الانقسام البغيض و فتح صفحة جديدة في حياتنا الفلسطينية نحو الوحدة ...

هكذا انجزت الحكومة و جميعنا عايش هذه الايام العصيبة و المعظم رحب و سعد بالنتيجة و بقي البعض يشكك و يحذر من ان الشيطان يكمن في التفاصيل و انها مصالحة اضطرارية او اتفاق على ادارة الانقسام لا اقتلاعه من جذوره ..فأي الرهانين يكسب و هل حلت كل القضايا بتشكيل الحكومة ؟ وهل ان الآلية التي شكلت فيها الحكومة كانت آلية صحيحة و ملائمة؟؟

بغض النظر حول ما رافق تشكيل الحكومة من ارهاصات و مواقف و الطريقة التي تم فيها اختيار الوزراء و التي تضمنت الاصرار على بقاء بعض الوزراء رغم التحفظات ..و الغاء وزارة الاسرى في ظل اضراب الاسرى عن الطعام و تصاعد الحملات الشعبية للتضامن معهم و اعتراضات البعض و تأييد البعض الآخر فأن اهم ما ميز هذه الحكومةهو التالي:

-ان هذه الحكومة هي امتداد لسابقتها مع تعديل ( بسيط): ازيل من الوزراء من له ارتباطات تنظيمية و استبدل بالكفاءات المستقلة.

-تم تقليص الوزارات و انيط باكثر من وزارة لعدد من الوزارات و حذفت وزارة الاسرى و المحررين ..و التي آمل ان تحذف نهائيا و لكن..(بعد ان لايبقى اسير واحد في سجون الفصل العنصري ) عندها فقط لا حاجة لوزارة اسرى بل قد تكون للمحررين فقط .

-حل الخلاف حول وزارة الداخلية بتحميلها لرئيس الوزراء .

-الجميع ايد و تحفظ و انتقد و قبل تشكيل الحكومة و كل له اسبابه و دوافعه.

-تميزت الحكومة بانها مقبولة دوليا .

ان حكومة التوافق المشكلة و حسب اتفاقات القاهرة و الدوحة و الشاطيء هي حكومة محددة بسقف زمني من ستة اشهر و مهمتها ارساء اواصر المصالحة المجتمعية و اطلاق الحريات و معالجة آثار الانقسام و فك الحصار عن غزة ..وكذلك المهمة الرئيسية المتمثلة في التحضير لانتخابات رئاسية و تشريعية في نهاية الاشهر الست ..و في رأيي فان هذه الحكومة يجب ان تدعم و تراقب حتى تحقق مهماتها و ان هذه التجربة المتمثلة في اشتراط استقلالية الوزراء و ان معيار الوزير عدم الانتماء لفصيل او تاريخ نضالي يجب ان تكون لمرة واحدة فقط و لتحقيق المصلحة و حتى تشكيل حكومة موحدة تنبثق و تؤيد من مجلس تشريعي منتخب ...كما ان من المفترض ان تبدأ الحكومة بمعالجة كافة الملفات و مواجهة كل ما يعيق تحقيق المصالحة بحزم من وقف الاعتقال السياسي و الاستدعاءات و مصادرة الحريات و اعادة فتح المؤسسات المغلقة ..كل هذه الامور في الضفة و غزة... و حل القضايا الامنية و الاقتصادية بما فيها رواتب موظفي قطاع غزة ..و الالتزام الصارم بموعد الانتخابات الرئاسية و التشريعية حسب الاتفاق.

ان تشكيل (حكومة التوافق) لا يعني توافق الجميع على تشكيل هذه الحكومة و لكن توافق الجميع على تمرير هذه المرحلة بحلوها و مرها للوصول الى شط الامان ..لذلك فان دعم ومتابعة و مراقبة الامور التي تجري على الارض واجب وطني على كل الغيورين نحو تحقيق الهدف في انهاء ملف الانقسام بالكامل حتى تحقيق الوحدة مرورا بتمكين الشعب من حقه بالانتخاب و التعبير وخلق القيادة الجماعية للشعب الفلسطيني ضمن برنامج وطني واضح المعالم حتى يتمكن من مواجهة الاحتلال و ممارساته اليومية من تهويد و استيطان و قتل و مصادرات و اعتداءات على الاماكن الدينية..و هذا يتحقق ايضا مع اعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على اسس ديمقراطية و اعادة بناء مؤسساتها و بمشاركة كافة الاطراف.

 

 

 

mildin og amning mildin creme mildin virker ikke
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017