أثارت نية نواب القائمة العربية المشتركة في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) التحرك مع السلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة ضد قانون القومية العنصري واستصدار قرار يشجب إسرائيل، ردود فعل ساخطة على الحلبتين السياسية والحزبية في الدولة العبرية.
وزعمت القناة العبرية الثانية، أن الأعضاء العرب في البرلمان الإسرائيلي من كتلة "القائمة المشتركة"، وبالتنسيق مع السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، يسعون إلى إصدار قرار بإدانة إسرائيل بسبب قانون القومية الذي وصفوه بأنه "يؤسس لأبرتهايد في إسرائيل".
وأوضحت أن النواب العرب الذين يشكلون القوة الثالثة في البرلمان الإسرائيلي ويمثلون ثلاثة أحزاب عربية في الداخل تشارك في الانتخابات البرلمانية، يسعون عبر السفير الفلسطيني لتقديم مشروع إدانة لدى الأمم المتحدة الشهر القادم، وذلك قبل انطلاق أعمال الجمعية العامة السنوية.
وأشارت إلى أن عددًا من الدبلوماسيين الإسرائيليين تم تبليغهم بأن نوابًا عرب في الكنيست ومن بينهم عايدة توما سليمان ويوسف جبارين، التقيا مؤخرًا بعدد من المسؤولين رفيعي المستوى في الأمم المتحدة، وقاموا بعرض القانون، وقالوا إنه "يذكّر بقوانين نظام الأبرتهايد، ولهذا نسعى إلى تجنيد الأغلبية لإدانة إسرائيل في الأمم المتحدة".
وأفادت، بأن سفير إسرائيل لدى المنظمة الدولية داني دانون، والمندوبة الأمريكية نيكي هيلي، سيعملان على إجهاض هذا التحرك.
ونوهت القناة الإخبارية الإسرائيلية، إلى أن دانون طلب من رئيس الكنيست يولي إدلشتاين، التدخل على اعتبار أن النواب العرب يسعون إلى المس بإسرائيل والتشهير بها، والتسبب بضرر كبير.
وحذر دانون في رسالته لرئيس الكنيست، من أن النواب العرب في إسرائيل يتعاونون بشكل وثيق مع السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة، واصفًا مساعيهم بـ "القيام بتدابير ترمي إلى تشويه سمعة إسرائيل وتضر بسمعتها من خلال نشر الدعاية والأكاذيب".
وصرّحت رئيسة المعارضة تسيبي ليفني، بأنها ستقف ضد محاولة النواب العرب في مساعيهم للنيل من إسرائيل وشجبها في الأمم المتحدة.
ووصف وزير السياحة الإسرائيلي يارين ليفين، أعضاء الكنيست العرب بـ "الخونة"، داعيًا إلى ملاحقتهم قضائيا.
وقال عضو الكنيست روبرت إيلاتوف، إن جهود أعضاء القائمة العربية المشتركة مع الفلسطينيين من أجل إدانة "إسرائيل" في الأمم المتحدة، يثبت بوضوح أنهم "طابور خامس" يعمل داخل الكنيست.
وفي السياق، ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أن رئيس الكنيست الاسرائيلي يولي إدلشتاين، اتهم أعضاء الكنيست من القائمة المشتركة بمطالبة إدانة إسرائيل في الأمم المتحدة بسبب قانون القومية انهم يتآمرون على الدولة.
واعتبر إدلشتاين أن كل من يتعاون مع السلطة الفلسطينية ضد إسرائيل يجب أن يسأل نفسه عما إذا كان مكانه في البرلمان الفلسطيني أو الإسرائيلي".
وطلب رئيس لجنة شؤون الداخلية في الكنيست، عضو الكنيست يوآف كيش (الليكود)، من عضو الكنيست ميكي زوهار، رئيس لجنة الكنيست، بتعديل قواعد الأخلاق حتى يتسنى معاقبة أي عضو من أعضاء الكنيست يتصرف أو يتعاون في الساحة الدولية في المستقبل ضد إسرائيل.
وينّص قانون "القومية" الذي أقره "الكنيست" بتاريخ 19 تموز/ يوليو الماضي، على أن "إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي، وحق تقرير المصير فيها حصري للشعب اليهودي فقط، وأن اللغة العبرية هي اللغة الرسمية للدولة".