قالت المراسلة في صحيفة معاريف، إيلانا شتوتلاند، إن إسرائيل تنشط في السنوات الأخيرة داخل القارة الأوروبية لتسويق دعايتها وترويج روايتها عن الأحداث السياسية الحاصلة في المنطقة.
ونقلت عن مؤسس منظمة "فتيان محافظون من أجل إسرائيل"، تامير فيرتسبيرغر، أنه "يحارب لمواجهة الدعاية المؤيدة للفلسطينيين، لاسيما في القارة الأوروبية، حيث تتزايد الفعاليات المتضامنة مع القضية الفلسطينية هناك، خاصة في البرلمان الأوروبي".
وأضاف أنه "حين كان يرى اليافطات المنشورة في مبنى الاتحاد الأوروبي في بروكسل ومكتوب عليها " FREE PALESTINE" لم أكن أجد أي جهد موازي لمناصري إسرائيل، حينها اعتقدت جازما أن أي طرف لن يقوم بهذه المهمة من أجلنا، مما يتطلب منا نحن الإسرائيليين أن نكون منخرطين بصورة تلقائية في هذه السياسة العالمية والحزبية من أجل تحقيق المصلحة الإسرائيلية".
"حضور إسرائيل"
وأوضح فيرتسبيرغر الذي يدرس العلاقات الدولية في بودابيست، أن "مهمته تتلخص في العمل ضمن مجال الدعاية الإسرائيلية، بعد أن أنهى دورة تدريبية بعنوان "سفير عبر شبكة الانترنت" وهي خطة دراسية لجامعة حيفا تعمل على تجنيد الطلاب الجامعيين ضمن حملات الدعم والدعاية الإسرائيلية، لاسيما في عالم الديجيتال، بإشراف البروفيسور إيلي أبراهام ضمن برامج مركز كومفار لأبحاث معاداة السامية والعنصرية".
وأشار إلى أنه "بعد انتهاء دورته التدريبية، عمل فيرتسبيرغر لمدة عام كمساعد لمنظمة "فتيان أوروبيون محافظون"، وهي منظمة الشبيبة للحزب الثالث في حجمه في البرلمان الأوروبي، ضمن منظمات أخرى حول العالم لمحاربة معاداة السامية".
وأوضح أن "الدورة التي خضناها بجامعة حيفا منحتنا القدرة على كيفية تحصيل الأدوات والوسائل اللازمة لتسويق الدعاية الإسرائيلية، لاسيما عبر وسائل الإعلام الجديد، وأعمل منذ ثماني سنوات في مجال الدعاية، واليوم أتولى مهمة ضابط اتصال للعلاقات الخارجية لحزب الليكود، وأنشط لتسويق الرواية الإسرائيلية".
وأكد أنه "يسعى للإكثار من حضور إسرائيل في المحافل الدولية السياسية على مستوى العالم، من خلال إقامة روابط مع منظمات شبابية، والمشاركة في مؤتمرات دولية مثل منظمة الطلاب الديمقراطيين في أوروبا، ونستغل هذه المشاركات كي تكون منصة لبناء علاقات شخصية تفيد إسرائيل".
الجيل القادم
وأشار إلى أن "المشاركين في هذه المؤتمرات السياسية هم جيل القيادة القادم في أوروبا، ولعله من المفارقة أن أحد الناشطين الأكثر حضورا في تلك الفعاليات أصبح اليوم مستشار النمسا، هذا يعني أن تفكيرنا بتنشيط وتوثيق هذه الروابط يتناول المدى البعيد، من خلال التواصل مع أعضاء برلمانات ووزراء، وفي بعض الأحيان اللقاء ببعض رؤساء الدول".
وأكدد أننا "نعمل على توثيق علاقاتنا مع الاتحادات الطلابية والمنظمات غير الحكومية لاستصدار قرارات حكومية في هذه الدولة أو تلك لصالح إسرائيل، ومنها طرح موضوعات حركة المقاطعة العالمية لإسرائيل بي دي اس، وحملات نزع الشرعية عنها".
أما عن الصعوبات التي يواجهونها في المجال الدعائي، فذكر أننا "نجد صعوبة في تجنيد الدعم لإسرائيل، على اعتبار أنها لا تتصدر اهتمامات الأوروبيين بالصورة الرئيسية، لكن يمكن الدفع بذلك للأمام من خلال الاشتغال على نار هادئة، لكن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يشكل حيزا واضحا من انشغال الأوروبيين".
وختم بالقول أنني "اكتشفت أن بعض أعضاء البرلمان الأوروبي يتأثرون كثيرا بما يبثه الإعلام حول هذا الصراع، ويكررون عناوين صحفية مثل الاحتلال وقمع الفلسطينيين، ولذلك فإن لدينا كإسرائيليين نقص في إيصال المواد الإعلامية لهم، وهذه عملية ليست سهلة ولا قصيرة".