نعلم جميعاً كم يصعب تجاوز ونسيان شريك سابق. ولكن هل تعلم أن هناك أدلة علمية تبرر شعورك بالتعلق تجاه ذلك الشخص لفترة طويلة؟ يعد تجاوز علاقة عاطفية سابقة من أصعب التجارب التي قد يمر بها المرء. وفي حال وجدت نفسك غير قادر على التوقف في التفكير بشريكك السابق، لا تجزع، فأنت لست الوحيد الذي قد مر بهذه التجربة. هناك بعض الحقائق العلمية التي تفسر سبب عجزك عن نسيان شخص أحببته، وفق ما ذكر موقع Hollywood life الأميركي.
الأسباب العلمية وراء صعوبة نسيان شريك سابق
بعد الحديث مع سميرة سوليفان، وهي الرئيسة التنفيذية لمركز «Lasting Connections» ومدربة خبيرة في العلاقات، تعرفنا على العامل المسؤول عن مشاعر التعلق القوية هذه، وكيف يمكننا تخطيها والمضي قدماً في النهاية، وإلى الأبد! وأخبرتنا سوليفان حصرياً أن «فقدان شخص ما بعد الانفصال عنه لا يختلف، في كثير من الأحيان، عن فقدان أحدهم بسبب الموت». وأضافت: «في الحقيقة، تظل مشاعر الحزن هي نفسها رغم اختلاف الظروف. وفي حال كانت تربطك بشريكك السابق علاقة حقيقية ورابط قوي، فمن المنطقي جداً أن تظل حزيناً على أثر هذه الخسارة للأسباب ذاتها التي تجعلك تفتقد وتشتاق لشخص قد مات». «فهو كان بمثابة صديقك المقرب، وكان يفهمك أكثر من أي شخص آخر، ويمنحك إحساساً بالثقة والأمان، وكان سبباً لضحكاتك. كما وقف هذا الشخص إلى جانبك، بينما جمع بينكما تناغم رائع، وفي النهاية شعرت بالندم لتصرفاتك معه، وما إلى ذلك». ولأن فقدان شخص ما عموماً أمر مؤلم للغاية، فمن المهم أن تدرك، أولاً وقبل كل شيء، أن هذه المشاعر طبيعية جداً. لكن، لا يقلل ذلك من حدة ألم الفراق، وهنا يظهر دور العلم.
كلما كانت علاقتكما أقوى.. كان النسيان أصعب
وإن كانت تربط بينكما في السابق علاقة حميمة خاصة، فمن المتوقع أن يكون من الصعب جداً تجاوزها على المدى البعيد. وأوضحت سوليفان أنه «من المتعارف أن النساء عموماً يتمتعن بشحنة عاطفية أكبر من الرجال؛ لذلك يمكننا القول إن الجنس يزيد من تعلق المرأة بالطرف الآخر أكثر مما يفعل للرجل». وأضافت سوليفان أن «نتائج إحدى الدراسات المثيرة للاهتمام أظهرت مستويات عالية من الناقل العصبي، الدوبامين، في أدمغة الشركاء (الواقعين في الحب)». وتابعت: «وعموماً، يعزز الدوبامين، الذي يمكن تحفيز إفرازه من خلال تعاطي المخدرات على غرار الكوكايين، ما يعرف (بالدافع والرغبة في المكافأة)، الأمر الذي ينتج عنه اندفاع كبير في مشاعر اللذة والمتعة. ونتيجة لذلك، هناك مبرر لشعورك بالتعلق».
أنت أسير المقارنة
ويتعلق الأمر أيضاً بأسلوب تعاملك مع الفراق. وأشارت سوليفان إلى أن «السبب وراء عدم قدرتك على نسيان شخص ما يكمن في كونك أسير مقارنة وضعك الحالي بما كان يمكن أن يكون عليه حالك لو كنت مع حبيبك، وتظل تعيش في وهم بأن الأوضاع كانت لتكون أفضل. والحقيقة هي أنه لا يمكن الجزم بذلك، كما أن العيش في الماضي يمنعك من المضي قدماً». وفيما يلي نصائح سوليفان وهي: 1- ركز على الجوانب السلبية للعلاقة 2- ضع الأمور في نصابها 3- ابدأ في البحث عن خيارات أخرى بشأن التعرف على أشخاص جدد 4- اعتني بنفسك جيداً وأوضحت الخبيرة أن «الطريقة الفعالة الوحيدة من أجل تجاوز علاقة سابقة ونسيان شخص ما هي التعرف على شخص آخر أفضل. ويعد من الأسهل نسيان شخص ما، أو على الأقل تجاوز علاقة سابقة، عندما تكتشف عيوب الطرف الآخر و/أو العلاقة. لذلك، في حال كان ينطبق عليك الأمر، فاحرص على تذكير نفسك بذلك. ثم فكر فيما قد يؤول إليه العيش في ظل تلك العلاقة العقيمة، عندها من المرجح أن تمنع نفسك من التفكير في الأمر مجدداً.