أصداء - ساجدة أبو حمدان- ثمانية وأربعون يوما وما زالت أم نضال دويكات من قرية بيتا تحمل صور ابنيها نضال وباسل، وتجلس في زاوية من خيمة الاعتصام، التي لا زالت قائمة منذ 48 يوما تضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام.

بدأت أم نضال تروي لنا قصة ابنيها المعتقلين إداريا في سجون الاحتلال  قائلة:" ابني باسل والذي  يبلغ من العمر 29 عاما قضى بالسجن 12 شهراً، وجدد له حتى الآن أربع مرات،  وهو أب لولدين همام وأسنات.

أما وضاح يبلغ من العمر 25عاما، قضى في السجن 12 شهرا، وتم تجديد الاعتقال الإداري له  أربع مرات، والشقيقان يقبعان في سجن النقب .

تنظر أم نضال إلى صورة ولديها بحسرة والم، مشيرة  إلى أنّ وضاح مصاب بجرثومة في الدم، وكان قد قضى أسبوعا كاملا في العناية المركزة، بعد أن قامت سلطات الاحتلال بإعطاءه دواءً فاسدا.

وأضافت: "لا أعلم أي خبر عن أولادي، و لا تصلنا الأخبار من أي جهة، أنا قلقلة جدا على صحة ابني وحياته، خاصة انه مضرب عن الطعام، وحالته الصحية في تراجع كما وصلنا من أحد الأسرى المحررين، وننتظر من المحامي زيارته للاطمئنان عليه".

كانت آخر مرة رأت فيها أم نضال ابنيها قبل ثلاثة شهور، عندما قالوا لها أنهما ينويان الإضراب عن الطعام،  تتلهف لرؤيتهما، قائلة: "لا استطيع التوقف عند التفكير بهما والقلق على صحتهما".  

 لم يتسن لوالد أسنات إطفاء شمعتها الأولى بسبب سجنه، ولدت طفلته الصغيرة ووالدها بالسجن لم تكن تعرفه ولم تره، حين ولدت هذا الكون الذي لا يتسع لحلم صغير أن يؤذن والدها في أذنها ويقبلها, زارته مرة واحدة، لقد زارت والدها حديثا وهي تبلغ من العمر ثمانية شهور، وعندما انتهت الزيارة وضعت يدها على الزجاج لتودعه بحزن وألم".

وأشارت أم نضال إلى أن هناك القليل من الدعم والتأييد والتضامن الشعبي والرسمي مع الأسرى، بالرغم من كونهم يستحقون الكثير من أبناء شعبهم، فهم ضحوا بحريتهم ليس من أجل مصالحهم الشخصية.

كما قالت: "طالبنا كافة الجهات المسؤولة، ولكن لا نسمع سوى وعود، ولم نر شيئا ملموسا على أرض الواقع.

كما قالت إنه لا يوجد توافد للخيمة سوى أهالي الأسرى وأقربائهم، وبعيون كلها حزن ممزوج بأمل وجهت أم نضال رسالة لكافة الجهات المسؤولة: "أولادنا أرواح وبشر، وهم الآن بين الحياة والموت ولو كان يوجد لديكم القليل من  الإنسانية لساعدتم الأسرى وفعلتم لهم شيء، فنحن لا تريد أن يسقط أبنائنا شهداء".