مقال / غسان مصطفى الشامي
Ghasanp1@hotmail.com
مع بدء كل عام دراسي تتجدد المخاطر والتحديات التي تواجه التعليم الفلسطيني في القدس المحتلة، حيث يعمل الاحتلال على استهداف المناهج التعليمية للطلبة الفلسطينيين في مدارس القدس، حيث تفرض سلطات الاحتلال الصهيوني إجراءات تعسفية صارمة على مدارس القدس المحتلة التي ترفض تدريس المناهج (الإسرائيلية) حيث تمنع وزارة التعليم في الكيان الموافقة على بناء مدارس جديدة في القدس المحتلة دون الموافقة على الشروط الإسرائيلية لتدريس المناهج (الإسرائيلية) في المدارس الفلسطينية.
ويشدد كاتب المقال على أن هناك مخاطر حقيقية تواجه المدارس الفلسطينية في القدس، حيث يبلغ عدد الطلبة في مدينة القدس لوحدها (85) ألف طالب والعدد في تزايد يدرسون في ( 90) مدرسة، حيث لا تسمح سلطات الاحتلال الإسرائيلي ببناء مدارس جديدة خاصة أن مدينة القدس بحاجة ماسة لبناء 1200 وحدة صفية جديدة، ليستطيع جميع الطلاب المقدسيين الالتحاق بالسلك التعليمي.
ومن أبرز التحديات التي تواجه المدينة المقدسة مع بدء العام الدراسي مخططات الاحتلال تهويد و(أسرلة) منهاج التعليم في المدارس الفلسطينية في القدس المحتلة، حديثا أعلنت بلدية الاحتلال في القدس على الموافقة على افتتاح عدد جديد من المدارس الفلسطينية في مناطق (الشياح) و(رأس العامود) و (شعفاط) بشرط أن تقوم هذه المدارس بتدريس المنهاج ( الإسرائيلي) والتي تفرضه وزارة المعارف في الكيان على المدارس الصهيونية.
وتدس سلطات الاحتلال السموم في مناهج التعليم التي تهدف بطرق شتى إلى تغريب الفلسطينيين عن أرضهم ووطنهم من خلال تغيير معالم وأسماء مدينة القدس العربية إلى الأسماء العبرية، إضافة إلى محاولات العدو الصهيوني تشويه وتزوير تاريخ وتراث مدينة القدس الفكري والإسلامي العريق.
وتقوم بلدية الاحتلال في القدس المحتلة بممارسة الضغط الكبير على المدارس الفلسطينية بهدف إجبارها على تدريس المنهاج (الإسرائيلي) وتشتد من إجراءات فتح المدارس الفلسطينية إلا بعد الموافقة على الشروط (الإسرائيلية) في تدريس المناهج الصهيونية لطلبة الفلسطينيين.
إن الاحتلال الصهيوني منذ احتلال القدس عام 1967م وهو يستهدف التعليم الفلسطيني ويعمل على تهويده وفرض المناهج (الإسرائيلية) في التعليم، وهناك عدد من المدارس في القدس المحتلة يتم إجبارهم على تدريس المنهاج ( الإسرائيلي) ؛ ولكي يكون القارئ على بيان فإن التعليم في القدس المحتلة موزع بين عدد من المرجعيات منها بلدية الاحتلال والقطاع الخاص، والأوقاف الإسلامية، ووكالة (الأونروا) .
ويواجه التعليم الفلسطيني في القدس تحديات جمة أبرزها وأهمها نقص الفصول المدرسية، وعدم وجود بنية تحتية تستوعب تجميع المدارس الفلسطينية في منطقة واحدة، وعدم وجود مختبرات علمية في المدارس، وعدم توفر معلمين مختصين في بعض المواد التدريسية، كما يواجه التعليم محاولات الكيان الصهيوني فرض المنهاج (الإسرائيلي) في التعليم مع توفير معلمين للغة العبرية وخدمات التنقل عبر الباصات بالمجان لطلبة المدارس التي توافق على تدريس المنهاج (الإسرائيلي).
ويشدد كاتب المقال على أن الهجمة شرسة ضد التعليم في القدس تستهدف تجهيل الجيل الفلسطيني الجديد بقضيته وهويته الفلسطينية خاصة أن العدو الصهيوني يحسب ألف حساب للجيل الجديد في القدس والضفة المحتلة؛ فيعمل العدو على محاربة الوعي الفلسطيني والفكر والثقافة والتنشئة والتربية الفلسطينية ويعمل على تشويه أفكار هذا الجيل وتأسيسه على الأفكار الصهيونية الشاذة بهدف تجهيله بالقضية الفلسطينية والأرض والهوية ومركزية الصراع مع الكيان الصهيوني.
إن المنهاج ( الإسرائيلي)يعني مسح أدمغة وعقول أبنائنا الطلبة في مدينة القدس المحتلة وتجهيل الطلاب وإبعادهم عن قيمهم الدينية الوطنية بهدف الانخراط في المجتمع الصهيوني ونسيان الأرض والهوية والدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
إن المخططات ( الإسرائيلية ) الشرسة والخطيرة بحق القدس وأبرزها مخططات تهويد التعليم والثقافة والفكر تستوجب من أمتنا العربية الإسلامية الصحوة والنهوض من سباتها والتحرك لمواجهة هذه المخططات الخبيثة.