نابلس-رنا خموس- لم تترك الدموع مكانا على وجه الحاجة أم محمد كعبانة إلا وغطته فرحا وحزنا على ولادة حفيدتها رفيف، التي جاءت الى هذه الدنيا وأبوها خلف قضبان السجن، بعد أن قام بتهريب حيوانات منوية، وجرت عملية تلقيح لزوجته في مركز رزان التخصصي لعلاج العقم وأطفال الأنابيب  بالمستشفى العربي التخصصي.

ويقضي الأسير أحمد كعابنة من محافظة أريحا حكما بالسجن مؤبدين وست سنوات، قضى منها 17 عاما، تقول والدته التي أطلقت على حفيدتها اسم رفيف بأنها "رفرفت حفيدتي بالحرية من سجن رامون حيث يقضي والدها أسره، إلى مسقط رأسه، لتعلن أمنيته وحريته التي رآها من خلال طفلته رفيف".

ولرفيف أختان، نسرين وزهرة، هي الأخيرة لم تحظ بقبلة والدها، حيث كانت جنينا في رحم أمها، وتتمنى زهرة أن تحظى شقيقتها رفيف برعاية أبيها، وان لا تعيش الحرمان الذي كبرت معه.

والطفلة ولدت بوزن بلغ 3كيلو و100 غرام، وتتمتع بصحة جيدة، وهي الحالة 16 التي ولدت بنفس الطريقة لآباء أسرى خلف القضبان.

ترتسم ابتسامة عريضة على والدتها سارة كعبانة، تتأمل بوجه طفلتها، وتقول "الحمد الله الذي أكرمني بوالدة ابنتي، هذا حلم ترددت كثيرا أن احلم به، واليوم تحقق، ما في إشي بعيد عن إرادة ربنا".

عاشت عائلتي أيام صعبة جدا، ولا زالت تعاني غياب الأب، ومرارة البعد والحرمان- هكذا قالت كعبانة وهي تحمل طفلتها-واليوم من الله علينا بفرحة، وهي رفيف.

تذكر كعابنة أن زوجها الأسير عندما علم بولادة ابنته قام بتوزيع الحلوى على جميع الأسرى، فرحته بها كانت كبيرة جدا.

وشهدت عائلة كعابنة ملاحقة الاحتلال الإسرائيلي لها طوال السنوات الماضية، حيث قامت عدة مرات بهدم خيمهم في أماكن تنقلهم المختلفة، ولاحقت أبنائها واعتقلتهم عدة مرات، كما اعتقلت والدتهم بسبب دفاعها عن ابنها احمد قبل اعتقاله.

ولا زالت العائلة على أمل خروج ابنها من الأسر كما تشير زوجته " كما من الله علينا بوجود رفيف بيننا، أملنا بالله كبير ان يتحرر والدها، ويربيها بنفسه".

يذكر ان هنالك ما لا يقل عن 60 نطفة أخرى محفوظة لأسرى تخضع زوجاتهم للعلاج حاليا استعدادا لعملية التلقيح الصناعي.