الرئيسية / تجوال أصداء
مشتل الجنيدي حكاية نجاح في القطاع الزراعي الفلسطيني
تاريخ النشر: الأحد 09/09/2018 17:34
مشتل الجنيدي حكاية نجاح في القطاع الزراعي الفلسطيني
مشتل الجنيدي حكاية نجاح في القطاع الزراعي الفلسطيني

نابلس: من إسراء بشارات

تحت شعار " ازرع وكُل من خير بلادك"،بدأت شركة الجنيدي فكرتها بإنشاء مشتل زراعي صغير يحتوي على بعض الأنواع من الأشتال والزهور في عام (1988) في أعقاب الانتفاضة الفلسطينية الأولى ؛ليكون بمثابة نواة صغيرة لتحقيق الاكتفاء الذاتي كأحد أشكال التحرر والصمود في ظل الأوضاع الفلسطينية السيئة آنذاك،لتتطور الفكرة فيما بعد وتصبح اليوم من أكبر الشركات الفلسطينية للتوريد وإنتاج الاشتال الزراعية بكافة أنواعها.

 

" كسر قاعدة المستحيل والغوص في عوالم التقنيات الزراعية الحديثة واستمرار المحاولة هو سبب النجاح "بهذهالكلمات ابتدأ المهندس الزراعي ماهر الجنيدي أحد مؤسسي الشركة سرد قصة نجاح شركتهم الزراعية .

 

ويقول :" برأس مال بسيط قدره ألفي دينار،أسست عائلتي مشتلاً على رقعة أرض( نصف دونم) في منطقة الجنيد بالقرب من جامعة النجاح بداية الانتفاضة الأولى، بهدف دعم المزارع الفلسطيني وتوعيته للتمسك بالأرض ،وبعد انتهائي من الدراسة في كلية الزراعة في جامعة خضوري و اكتساب وفرة من الخبرة الزراعية، تم الانتقال لموقع سهل دير شرف نابلس عام( 1994)".

 

ويضيف الجنيدي :"أصبح المشتل اليوم من أكبر الشركات للتوريدات الزراعية وإنتاج الأشتال حيث تنتج (1200) شتلة من الأشجار المثمرة من الفواكة ومليون إلى مليون وسبعمئة ألف شتلة من مختلف أنواع الأزهار تغطي كافة محافظات الوطن."

 

ويبيّن الجنيدي آلية عمل الشركة :" حيث تبدأ العملية الزراعية في شركة الجنيدي باستيراد البذور من الدول الأوروبية وفقاً للمواصفات العالمية للجودة وبأيادي مهندسين وعمال مهرة، تتم زراعة البذور بواسطة أفضل الماكنات الزراعية ومن ثم تنتقل البذور المزروعة إلى الحاضنة وسط أجواء مناسبة لها ومن ثم تصبح اشتالاً جاهزة ليستلمها المزارع . "

 

(كل شي بالأمل إلا الزراعة في العلم والعمل)

 

يتابع الجنيدي حديثة واقفاً وسط مشتله :" استطاعت شركة الجنيدي وبالتعاون مع بعض المؤسسات الزراعية لا سيما الإغاثة الزراعية وجامعة النجاح، من إنشاء مدرستين زراعيتين إحداهما في سهل السميط في الأغوار الشمالية والأخرى في قلقيلية لتدريب الطلاب على استخدام التكنولوجيا في العملية الزراعية."

 

ويؤكد بأن الشركة نجحت في توظيف التكنولوجيا في العملية الزراعية بهدف تخفيض الاعتماد على الأيدي العاملة في الزراعة وتحقيق جدوى اقتصادية عالية باستخدام أفضل التقنيات التكنولوجية الحديثة.

 

وينوه الجنيدي إلى بعض المشاريع الزراعية التي استخدمت فيها التكنولوجيا ألا وهي زراعة( الفراولة المعلقة ) حيث حققت الشركة نجاح باهر في تحقيق نسبة إنتاج عالية وعمالة اقل ، كذلك تبني مشاريع محطات تنقية للمياه العادمة تدار عبر جهاز الحاسوب كما أنهم أول من تبنى مشروع إنتاج عنب بدون بذور بعد أن كان حكراً على إسرائيل، وكانوا الأوائل في زراعة فاكهة الدراق والقرنبيط الملون من أصباغ هلام البحر وأول من زرع نخلة في فلسطين وكانت في قرية عين البيضا بالأغوار الشمالية.

 

ويحلم ماهر الجنيدي بتطوير تقنية الزراعة بالخلايا في السنوات القادمة والتي ستزيد من الإنتاج وتحسن النوعية، فمن جزء صغير من الشتلة يتم إنتاج مليون مثلها، مشيرا إلى وجود 13 محطة مماثلة في إسرائيل.

 

وبدوره يشيد ضرار أبو عمر مدير الاغاثة الزراعية في محافظة نابلس بالتعاون مع مشاتل الجنيدي في خدمة القطاع الزراعي ومنذ انطلاقة الجهتين ، مما ساهم في تحقيق النجاحات في الكثير من المشاريع.


ومن جهته يشيد المزارع محمد حسن أحد المزارعين في قرية دير شرف بدعم شركة الجنيدي للمزارعين وتوفير لهم أفضل أنواع الشجر ومتابعة الأراضي الزراعية في القرية واستصلاحها،واستخدام الطرق الحديثة للزراعة للتسهيل على المواطنين عملية الزراعة وتحقيق إنتاج عالي ومردود مادي للمزارع.

 

يختم ماهر الجنيدي حديثه: "الهدف لم يكن المردود المادي، لأن المال يجيء ويذهب، الأهم هو الأساس العلمي والإتقان المهني،وتحسين وضع المزارع الفلسطيني ودعمه وتوعيته للتمسك بأرضه ."

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017