كتبه: مدير الدائرة الفنية محمد الأقرع- تربية سلفيت
في الوقت الذي يتفانى المعلم في قضاء ربيع عمره ليمتد خريفا خدمة للطالب, يقدم خلالها عصارة فكره وجل اهتمامه لإكسابه العلم والمعرفة وغرس مكارم الاخلاق والقيم السامية والعادات السلوكية الحميدة, وغمره بالحنان وحمايته من المشتتات الحياتية التي لا حصر لها, مقابل كل هذا من البديهي ان نتوقع من جانب الطالب الشعور بالعرفان والاحترام ورد الجميل تجاه رسالة ومهام المعلم السامية التي ترمي الى تحقيق ارفع وارقى وانبل الاهداف وتحدد سمات المنظومة المجتمعية المستقبلية برمتها, وتنقش مكانة المجتمع بين المجتمعات الانسانية.....فتبا لذاك المجتمع الذي لا يحتل المعلم فيه مكانة مرموقة تشعره بعظيم صنعه تناغما مع جزيل عطائه.....
ما من احد يفقه في ابجديات التربية والتعليم يبرر استخدام العنف من قبل اي من اطراف العملية التعليمية فكيف بنا ان نتخيل وقاحة شرذمة من (الطلبة) من مرضى الاخلاق وتائهي المسار الحياتي وسليبي التربية ليستخدموا اشرس اشكال العنف تجاه معلميهم ظنا منهم بأن ذلك سوف يعزز شخصياتهم ويشعرهم بنشوة الانتصار وجنون العظمة ويعوضهم عن الشعور بالنقص... يتوجب علينا في هذا السياق ان نبذل قصارى جهودنا كل في موقعه ونقف حصنا منيعا امام هذه التصرفات الشاذة التي تشوه نسيجنا الاجتماعي والاخلاقي والقيمي وذلك من خلال تكثيف برامج التوعية والتنشئة السوية على مستوى البيت والمدرسة وتفعيل دور المرشد التربوي والتشبيك مع المؤسسات الوطنية التي تنفذ برامج توعوية للطلبة، والتعامل معهم من خلال ابراز القدوة الحسنة وتجسيد اخلاقيات المهنة ...
انه من اخطر المحرمات ان يمس اي معلم باي سوء على يد طلبته تماما كما هو محظور على المعلم الامر نفسه تجاههم...فنحن معنيون بالعمل ثم العمل على تصويب الامور والمساهمة في القضاء التام على شوائب تلك التصرفات الشاذة دون الاكتفاء فقط باستنكارها واستهجانها ....
ويكفي المعلم فخرا انه مصدر المعرفة ملهم المبدعين حامل الرسالة النبيلة، معد الاجيال، باني العقول وراعي المواهب ....
فارفع راسك عاليا لأنك معلم فلسطيني نفخر ونفاخر بك .
