نابلس:
أسدلت مكتبة بلدية نابلس الستار عن ستة عقود من الزمن على إنشائها وافتتاحها، لتبقى منارة للثقافة والتعلم والابداع، وكانت مهبط للباحثين والدارسين والادباء والمثقفين والطلبة والقراء. ويقول ضرار طوقان، مدير المكتبة أنها تأسست قبل 60 عاما من قبل بلدية نابلس التي تأسست العام 1869 واولت واخذت على عاتقها في جزئية من عملها في الاهتمام في انعاش الحالة الثقافية، وكانت توجهات رئيس بلدية نابلس انذاك احمد السيوري نقل طبيعة عمل المكان من مقهى للتنفيس عن المواطنين، لمكان لمكتبة بلدية نابلس، ولاقى ذلك قبولا لدى الشارع النابلس ولمحافظة نابلس عموما، وبارك هذا التوجه المرحوم جلالة الملك الحسين بن طلال ، الذي اصدر اصدر مرسوما لفتحها، وافتتحها فعليا في عهد ولاية السيوري.
ومنذ افتتاحها في العام 1960 زخرت المكتبة بالعديد من كتب المعرفة والمراجع الهامة ، ناهيك عن وثائق وصناديق البلدية وقرارات المجالس البلدية في بعض الاوقات، وسجلات لبعض المحاكم الشرعية، و مكتبات خاصة منها مكتبة الاسير ومكتبة العلامة قدري طوقان.
ويضيف طوقان أن المكتبة تحتضن 120 الف كتاب، اضافة الى الوثائق والمخطوطات والنشرات ، والمجلس البلدي يدعم هذا المكان ويسانده، فيما تسعى ادارة المكتبة وطواقمها على زيادة عدد الرواد جاهدين بذلك كل الجهد منوها الى انه قبل العام 2000 كان عدد الزوار سنويا يتجاوز 150 الف زائر ثم تراجع تدريجيا بسبب الظروف التي مرت بها نابلس، الى ان وصل في العام 2005 نحو 40-50 الف زائر، ولكن مؤخرا سجل ازدياد في العدد بشكل لافت.
واشار الى الزيادة كانت من خلال التواصل واللقاءات مع الطلبة والاطفال وتشجيعهم وعقد ايام مفتوحة وعقد مثل الخط العربي ونقاش لمؤلفات ادت الى زيادة العدد من خلال التشجيعات والتفاعل مع الاهل وتشجيعهم على مشاركة ابنائهم في النشاطات وتعزيز ثقافة اهمية القراءة.
واكد اهمية مكتبة الاسير كونها مصدر فخر لنا كونها نتاج لشريحة قدمت تضحيات في سجني جنيد والمركزي ، وتم نقل تلك المكتبة بعد اغلاق السجنين وانسحاب الاحتلال من المدينة . وتضم كتب وكراسات خطت بايد الاسرى انفسهم.
كما تعد مكتبة العلامة قدري طوقان دليل على كون نابلس عش العلماء حيث تضم مئات المكتب النادرة اضافة الى العديد من مخطوطاته ومؤلفاته ومقتنياته.
وكان المبنى بالسابق مقرا للقيادة العثمانية، ثم تغيرت استخدامتها، لكن ما يميزها انها مكان للحضارة وتحتضن الحديقة المسمى حديقة الفصول الاربعة، كون الزهر والورد موجود طيلة ايام العام.

وقالت الطفلة رغد صباح 8 سنوات انها تواظب على زيارة المكتبة منذ سنتين ونصف، حيث تتلقى دعما من مدير وطاقم المكتبة، وتقوم بقراءة القصص والاستفادة من الفكرة الموجودة بها وتقوم بكتابة القصص. وقد كتبت عشر قصص منها مسرحية الارض وتطمح ان تكون كاتبة مشهورة، خاصة أن عائلتها تشجعها.
اما منى نصر الدين جمال، وهي خريجة ادب عربي من جامعة اليرموك ، ومن رواد المكتبة فتقول "اشجع الصبايا والشباب على زيارة المكتبة والقراءة والاستمرار في القدوم اليها، لانه يفيد في التعامل مع ابناء الاسرة والمحيط، ويرفع من قدرات وكفاءة الفرد في التعامل مع الزوج والاولاد مقدمة الشكر لمكتبة بلدية نابلس التي لها قيمة لديها".
محمد سعيد جود الله من اقدم رواد المكتبة فله فيها ذكريات منذ 58 عاما لديها حكايات وذكريات مع هذه المكتبة التي لها مكانة في نفسه والقراءة كما يقول "عندي عبادة وهي اعطت ثقافة غير معهودة بثمن وتكلفة تكاد لا تذكر".