بقلم: محمد محمود أبو عرب..
أعلمُ وبلا رَيب أن الأمَمَ مُجتمعة لن تُعطينا حقاً (فلسطين من البحر إلى النهر) ولا باطل (حدود 67)، وأعلمُ أيضاً أنهم قد جَحَدُوا حَقَّنا وتكالبُوا علينا بِلا ذنبٍ منا ولا جَريرَة، ولكنّي أظُنُّ أن ذاكرةَ البشر ليست بالقصيرة إلى هذا الحد،
وأنه لا يَحِقُّ لهم نسيانَ أن إسرائيلَ هي دولة إحتلال،
وأنها قد اغتصبت ظُلماً وجُوراً (القدس ويافا وحيفا وعكا والرملة وصفد وفلسطين التاريخية) وذلك بمعاونة أدعياء الديمقراطية، ولا يَحِقُّ أيضاً نِسيانَ أكثر من مائة وعشرون مجزرة ومذبحة، منها دير ياسين وبلد الشيخ والعباسية وسعسع وأم شواف وكفر قاسم ويازور وصبرا وشتيلا والقائمة تطول، وجميعنا يعلم بأن شُرطي العالم (أمريكا) كانت قد تعهدت بحماية دولة الإحتلال منذ البداية، ولا أعلم إن كُنّا سُكارى عندما رضينا بأن يكونَ سببُ نكبتنا وشقائنا عَرّابَاً ووسِيطاً للحلِّ والسلام؟!!.
سألت أستاذي يوماً وكنتُ أظنني ذكياً، لأني أعلم الجواب، ماذا تعني حدود 1967؟، وكيف سنرسم خارطة فلسطين بهذه الحدود؟!!، قال لي: إنها السياسة وحِنكةُ الحربِ يا ولدي، فبيننا وبين بني يهود حربٌ سَرمَدِيةٌ طويلة سيتكلَّمُ فيها الحجرُ والشجر، وستغرقُ حوافِرُ الخيل في دماءِ البشر، وحتى ذلك الأجل، سنقارع ونقاتل ونفاوض ونُحاوِر ونخسر ونربح ونَضرِب ونُضرَب حتى يأتي أمرُ الله، إن وعدهُ كان مفعولا، وأنتَ يا بُنيّ أرسم خارطة فلسطين كما هِي على شكلِ الخنجر ومن البحر إلى النهر وفي قلب الوطن العربي ولا تغرنَّك كثرةُ العربِ من حَولك فهم كغثاءِ السيل لا يُحِقّونَ حقاً ولا يُنكرونَ باطل.
شخصية هذا الأستاذ تعود لفخامة السيد الرئيس، هذا الفلسطيني الذي وقف يُخاطِب العالم أنَّ هناك شَعبٌ يَسكُنُ معكم هذا الكوكب، يُسمى فلسطين.