الرئيسية / الأخبار / فلسطين
حمود الأصفر من عقربا.. فلاحٌ لم يُلق الدنيا من يده
تاريخ النشر: الأربعاء 10/10/2018 06:47
حمود الأصفر  من عقربا.. فلاحٌ لم يُلق الدنيا من يده
حمود الأصفر من عقربا.. فلاحٌ لم يُلق الدنيا من يده

كتب حمزة اسامه العقرباوي 

على كاسة شاي اجتمعنا في العمائر حول الحاج حمود الأصفر المولود في عقربا سنة 1938م والذي لا يزال بحمد الله فتيَّ العزم قويَّ الهمة يحرث الأرض ويقطف زيتونها وله من الأغنام صُربَة يرعاها ويتولى أمرها. وكلما قيل له: (اتريح يا حج)، رد عليهم: (أبعرفش أقعد، بتطلع روحي لو أحط راسي ع الفرشة وأنام أكثر من 5 ساعات، أبعرفش اقعد في الدار أو أتريح، لمّا بتعب بتريح)
اختصر الحاج حمود الأمر من البداية: (ابن آدم برميش الدنيا تا ترميه)، ثم أضاف: (أشاهدكم بالله تقولوا: عمره حد مات ناقص عُمر، يا سيدي لا الراحة ولا الشقا بطول أو بقصر عُمر بني آدم، هذه أعمار بيد الله، والبني آدم مهما عاش آخرته تحت البلاطة).
ثم استرسل الحاج حمود يسرد سيرة الشّقاء، وعلاقته في الأرض منذ كان طفلاً ابن 7 سنوات وهو يُعَزّب في الغور مع أهله في منطقة الحفيرة، مروراً برعيه للأغنام في منطقة الذهيبة - سحاب في الأردن، ثم سفره للكويت للعمل هناك في السينما قبل أن يعود للبلاد في1967 ليعمل في التهريب والمُهربات حتى ال1970، وأخيراً استقراره في البلد، وهو لا يكل عن حمد الله لأنه رجع للبلاد، مُضيفاً (شمّة هوا هان بتسوى كل الدنيا إللي خلقها الله).
ثمانون عاماً من الكد والتعب يسردها حمود الأصفر في 3 ساعات متواصلة وبين يديه ابريق الشاي (أبو البركات) وفي حجره كيس الهيشي الذي كلما ماتت سيجارة بيده، أخرج أختها من بطن الكيس ومجّها بتلذذ، حتى أني عددتُ له من الدخان 10 هيشيّات بلا توقف. والأهم أن صحته بفضل الله "زيّ الحديد" ولا يشكوا وجعاً ولا ألماً وتراه إذا أقبل الجد مقداماً كأنه ابن العشرين.

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017