memantin iskustva memantin kosten memantin wikipedia"> memantin iskustva memantin kosten memantin wikipedia">
في أعقاب الثورة العربية الكبرى التي أنهت السيطرة التركية على الأقطار العربية ووقوع تلك البلاد مجددا تحت نير الانتداب الاستعماري الغربي الذي تقاسم البلاد العربية حسب ما نصت عليه اتفاقية سايكس بيكو التاّمرية, والتي كانت لها ثورة العشرين في العراق الشقيق بالمرصاد..فكانت تلك الثورة بمثابة الانبعاث في الروح الوطنية العربية ..وتتالت على إثرها الثورات العربية في كافة أرجاء الوطن العربي والتي أفضت في نهاية المطاف إلى استقلال البلاد العربية ولو شكليا وجزئيا, باستثناء فلسطين التي سلخت عن الجسد العربي لصالح المشروع الاستيطاني الصهيوني العنصري.
وعلى وقع نكسة العرب في فلسطين عام 67م اندلعت ثورة تموز المجيدة في القطر العراقي الشقيق لتكون بمثابة الحافز الجديد لاندلاع الثورات المتتالية في الأقطار العربية والتي أنهت حكومات الهزيمة..وأعطت زخما قويا للثورة الفلسطينية التي انتصرت على العدو الصهيوني في معركة الكرامة العربية عام 68م.
وبعد تلك العقود الطويلة من مسيرة النهوض الثوري العربي أدرك الغرب الاستعماري ومعه الحركة الصهيونية العالمية أن العراق العظيم يمثل روح الأمة المتقدة مما يتطلب السعي الحثيث لإنهاء دوره الطليعي في الحالة العربية من خلال شن الحروب المدمرة على مدنه وبلداته,والعمل من خلال تحالف الثمانين دولة على اجتثاث جذوة البعث المتقدة فيه,معتقدين أنه تسنى لهم ذلك من خلال العدوان الثمانيني الاخيرعام 2003م..هذا العدوان الذي دمر كل مظاهر الحياة والحضارة في بلاد الرافدين,وأدى لمقتل الملايين من أبناء الشعب العراقي,وانعكس سلبا على الحالة العربية النضالية برمتها,واشتعلت معها نيران الفتن الطائفية,وانكشفت ظهراني الحكومات العربية التي سقطت الواحدة تلو الأخرى سقوطا مريعا وسريعا ومهينا بصورة غير متوقعة,وفي هذه الأثناء أيضا غابت عن الساحة العربية قيم البطولة والشجاعة والمقاومة الحقة,وكذلك شعارات الوحدة والحرية والديمقراطية والدولة المدنية الوحدوية ,وبرزت عوضا عنها شعارات الفتن الطائفية والقوى الظلامية حتى وصل الحال بأمتنا مراحل الموت الكلانيكي.
في هذه الأيام وبعد سماع الأخبار المضيئة في عالمنا العربي عن ثورة العراقيين في الانبار والموصل وصلاح الدين وكركوك وديالى وسامراء وبغداد ..ثورة كل الشعب العراقي وقواه الوطنية والقومية والإسلامية..ثورة الجيش الباسل..جيش النصر في حرب تشرين عام 73م وقادسية صدام المجيدة وأم المعارك ومعركة الحواسم المستمرة حتى يومنا هذا مقتربة من الحسم المؤزر على الاحتلال وأذياله.
نعم وعلى وقع تلك الأخبار الواردة من بلاد الرافدين تعود الروح للأمة ويتجدد الأمل والتفاؤل لجماهيرها التواقة للنصر والاقتدار, والتي اندفعت صوب سماعات المذياع ووسائل الإعلام الشحيحة التي تنقل الخبر الصحيح بالرغم من ضجيج الفضائيات العربية الرخيصة والمأجورة بحثا عن اضاءات جديدة في عالمنا العربي بعد ما يزيد على عقد من الزمان من حالة الترهل والإحباط والملل والقرف.
اليوم ومع تقدم الثورة العراقية ينعقد الأمل مجددا على القوى الوطنية والقومية الحية ,ويستطع نورها كالبرق في سمائنا لتطمس أثناء بريقها كل قوى الظلام والطائفية المقيتة, التي أمعنت تمزيقا في الحالة العربية انسجاما مع مشروع الفوضى الخلاقة الذي تفتق عن العقلية الامبريالية الصهيونية.
إن حجم الانجازات والانتصارات السريعة والهائلة للثورة العراقية جعل البيت الأبيض في واشنطن في حالة تخبط لم يشهدها من قبل أمام مشاهد الحسم السريع لقوى الثورة والجيش السابق, وكذلك حالة الانهيار المتتالية للأوغاد الذين امتطوا ظهور الدبابات الأمريكية,وظنوا بخيبتهم وسذاجة عقولهم المريضة أنه بإمكانهم الصمود أمام جحافل الثوار وغضبة الشعب العراقي وصولات عمالقة وفرسان الجيش السابق وحزب البعث بقيادة المجاهد عزت إبراهيم الدوري.
إن ردود الفعل المتسارعة والمرتجفة الصادرة من واشنطن وتل أبيب ولندن وقم وطهران ونعيق قوى الظلام والطائفية لخير دليل على عمق ومتانة الثورة العراقية وانعكاساتها المحتملة ثوريا وايجابيا على الساحة العربية في قادم الأيام وصولا لمرحلة جديدة من النهوض في عالمنا العربي, ومزيدا من الانتصارات التي تعيد للأمة مجدها ووحدتها وكرامتها..وهنا ينبعث الأمل مجددا بزوال الاستعمار والاحتلال عن كافة الأراضي العربية المحتلة, وتعود فلسطين لأهلها حرة عربية من النهر إلى البحر.