رامي مهداوي
2018-10-13
حضرت الأسبوع الماضي مسرحية تفاعلية حول الواقع المعيشي في قرية الجفتلك اسمها "عيلة أبو كيلة" من إنتاج مسرح عشتار وسينوغرافيا ماجد الزبيدي وتدريب واخراج إداورد معلم. الممثلون كانوا من شباب وشابات القرية؛ والمسرحية مبنية على قصص واقعية تم جمعها من القرية. تناولت المسرحية واقع القرية التعليمي وما يرتبط بهذا الواقع من متطلبات وما يرتبط بها الواقع من احتياجات، وتشابك القطاع التعليمي مع العملية التنموية بالمُجمل من خلال التداخلات والمخرجات للقطاعات المختلفة.
بعد المسرحية مباشرة عقد لقاء مع صانعي القرار من مختلف القطاعات الحكومية وفتح النقاش بشكل حضاري ووطني مسؤول عن أهمية دعم منطقة الأغوار بشكل عام والجفتلك بشكل خاص، استنتاجي السريع لما سمعته من مداخلات ونقاشات جعلني أقتنع أكثر فأكثر بأننا مهما عملنا لهذه المنطقة إلاّ أننا سنبقى مُقصرين تجاه أهلنا في هذه المنطقة لسبب بسيط لأنهم الصامدون والمرابطون على هذه الأرض في أهم منطقة استراتيجية على صعيد الموقع الجغرافي والتنموي الزراعي.
منطقة الأغوار بشكل عام بحاجة الى هيئة، لجنة، فريق عمل تنموي يجب أن يشكل بأسرع وقت يتبع للأمانة العامة لمجلس الوزراء من أجل المتابعة الحثيثة المتمثلة في وضع خطة تنموية شمولية تشمل جميع القطاعات وأيضاً للمتابعة اليومية من حيث تطبيق تلك الإستراتيجية وحل المعضلات التي قد تنتج بشكل سريع ومثمر.
على سبيل المثال لا الحصر لا يعقل أن تكون أزمة المواصلات لقرية الجفتلك هي العقبة الأساسية أمام مختلف القطاعات، وهنا لا يعقل أن يكون هناك فقط سوى حافلتين تخدمان مدرستي القرية بعدد طلاب يصل الى أكثر من 1000 طالب تقريباً!!
أيضاً وكوني كنت ممثلاً عن وزارة العمل في هذا اللقاء؛ طرحت عددا من الحلول البديلة للعمل في المستوطنات المتمثلة في: القطاع السياحي بأريحا الذي يحتاج الى أيد عاملة بشكل مستمر، والمنطقة الصناعية التي تحتاج الى 2000 عامل بداية الافتتاح، وكذلك للمشاريع الصغيرة والمتوسطة والتعليم المهني والتقني؛ ليكون الرّد على كل تلك الحلول: ماذا عن المواصلات!!
برأيي وضمن تجربتي العملية على الصعيد التنموي، هناك العديد من القضايا التي يمكن علاجها بشكل سريع وتحقق أثرا ملموسا للمواطن الفلسطيني، بالتالي ما هو مطلوب ليس مؤتمرات وورش عمل بقدر أن نُشمر عن ذراعنا ونقوم بترجمة التوصيات العديدة بخصوص الأغوار قبل فوات الأوان، لنبدأ بتوفير شبكة مواصلات مدروسة وممنهجة تخدم الأغوار من أجل تعزيز قوة بقاء جذورنا هناك.