الرئيسية / مقالات
ماذا لو كانت عائشة إسرائيلية؟!
تاريخ النشر: السبت 20/10/2018 08:53
ماذا لو كانت عائشة إسرائيلية؟!
ماذا لو كانت عائشة إسرائيلية؟!

رامي مهداوي
2018-10-20
عنوان المقال قد يعتبره البعض سؤالاً ساذجاً!؟ لكن عندما تتعمق في الإجابة تجد بأن السؤال الأزلي للملهاة الفلسطينية يكمن في إجابة ماذا لو كانت الشهيدة عائشة الرابي التي قتلها المستوطنون على حاجز حوارة يوم الجمعة الماضي اسرائيلية وتم قتلها بحجر قُذف من ذراع فلسطيني ماذا ستكون ردة الفعل؟! وكيف يسوق القاتل بأنه الضحية، والضحية هي المتهم الرئيسي الذي يجب الاقتصاص منها.
بكل تأكيد سيتناول الإعلام الغربي وبالتحديد الإعلام الأميركي قصة عائشة، لتتحول الرواية الى روايات مختلفة تعطي الحق للمستوطنين الرد لمقتل هذه الاسرائيلية بإباحة الدم الفلسطيني ضمن شرعية حق الدفاع عن النفس!!
وسَتشن المؤسسة الصهيونية حملة دولية ضد القتلة الفلسطينيين من خلال اللوبي المنتشر في أهم عواصم العالم من سيدني الى واشنطن للحديث عن هذه المرأة الصالحة التي حرمها الحجر الفلسطيني من فرحة المشاركة في زفاف ابنتها. وسيتم تسليط الضوء على طفلتها التي كانت معها وقت الحادثة وكيف نجت بأعجوبة من أيدي النازيين الفلسطينيين الذين يقتلون الأطفال والنساء بدم بارد فقط مجرد لأنهم يهود!!
بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي سيزور عائلة الضحية ليقدم التعازي؛ وسيعقد مؤتمراً صحافياً من داخل بيت الفقيدة ليتوعد الإرهابيين الجناة برد قاس لهم ولعائلاتهم، وسيفرض عقوبات جماعية على قرية بديا والقرى المجاورة، وسيقوم بتسمية شارع بلدة حوارة الرئيسي باسم عائشة، وسيرفع صورتها في أول مؤتمر دولي ويقول: هذه المرأة قتلها الإرهاب الفلسطيني وهي في طريقها للمنزل.
وستنظم وزارة الخارجية الإسرائيلية جولة دولية لعائلة عائشة المنكوبة التي قتلتها قطعان الفلسطينيين تاركة ثمانية أبناء يتجرعون الألم والحسرة، هذه الجولة ستنطلق من مقر الأمم المتحدة في نيويورك وتشمل زيارة المؤسسات الدولية والأهلية التي تعنى بحقوق الإنسان، وكذلك سيتم عقد سلسلة لقاءات لعائلة عائشة مع عدد من الرؤساء في العالم على رأسهم دونالد ترامب.
وعن حياة عائشة ستقوم هوليوود بإنتاج فيلم يحمل اسمها فيضغط اللوبي الصهيوني من أجل حصول الفيلم على أعلى النسب في المشاهدة والإعجاب؛ بالتالي سيحصل فيلم عائشة على جائزة أوسكار، وهكذا سيعلم العالم من هي عائشة الاسرائيلية التي قتلها الفلسطينيون. وسيُصفق العالم غير مكترث بالحقيقة لأن الواقع يتم إعادة صياغته بما يتلاءم مع أصحاب النفوذ والمصالح من جهة وما يخدم الصهيونية من جهة أخرى.

*هذا المقال إهداء لروح الشهيدة الفلسطينية عائشة رابي التي تُوفيت عند حاجز زعترة قرب نابلس؛ بعد إصابتها بحجر أصاب رأسها بشكل مباشر من قبل المستوطنين.
 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017