رامي مهداوي
2018-11-03
ما يحدث بشكل يومي في قريتي شويكة - قضاء طولكرم - بعد ادّعاء قوات الاحتلال الإسرائيلي بأن أشرف أبو شيخة (23 عاما) هو المتهم بتنفيذ عملية مستوطنة "بركان" التي أسفرت عن مقتل مستوطنين وجرح ثالث له العديد من الدلالات التي يجب النظر لها بتمعن على الصعيد الشمولي للقضية الفلسطينية، وخصوصاً بأن شويكة هي جزء من هذا الوطن وأهلها جزء من هذا الشعب المعطاء.
العقاب الجماعي الذي يمارسه جيش الاحتلال الإسرائيلي على قريتي من خلال الاقتحامات اليومية والاعتقالات المستمرة والبطش بأبناء وبنات شويكة؛ دون أن يكون هناك صوت يستنكر هذه الأفعال الإجرامية يعكس حالة الضعف والضياع الذي وصلنا له في مفاهيمنا الوطنية وآليات تعزيز الصمود في مواجهة الاحتلال.
وشويكة هي جزء من حالة عامة كباقي القرى الفلسطينية مثل: كوبر، دير بلوط، راس كركر، كفر قدوم، بيت ليد، العراقيب، حوارة، دير عمار، بُدرس والكثير الكثير من القرى التي تواجه الاحتلال وحدها فقط دون أي مساندة ودعم نضالي ممنهج مثل ما حدث مع الخان الأحمر على سبيل المثال، وهنا يولد سؤال كيف لتجربة الخان الأحمر أن تعمم وبالأخص على القرى التي تواجه السرطان الكولونيالي الاستعماري.
من زاوية أخرى، هذا الخجل من قبل جميع أطياف القيادات الفلسطينية في دعم وتعزيز صمود شويكة بمواجهة العقاب الجماعي؛ عُكس على أغلب وسائل الإعلام المحلية والدولية، اَقْتَصَرَ الفعل الصحافي بمتابعة ميدانية بصيغة خبر دون أن يكون هناك عمل صحافي بجميع أشكاله ومكوناته مسانداً لما يحدث لكشف الحقائق الإجرامية اليومية لوجه الاحتلال البغيض.
الغياب الإعلامي أيضاً عكس ظلاله على متابعة الشارع الفلسطيني لما يحدث على أرض الواقع من عقاب جماعي من ناحية وأيضاً تعزيز النضال الصمودي في أنفاس أبناء الشعب من خلال بث روح التحدي في مواجهة ومقاومة أحد أكبر وأقوى جيوش العالم.
لذلك كله، قام أبناء قريتي بفعل ما هو مطلوب وحدهم دون أي تردد يجمعهم حب البلد بالتالي حب فلسطين بفعل ما باستطاعتهم ضمن إمكانياتهم دون العودة لأحد بسبب هذا التقصير، فالنضال ضد الاحتلال ليس حكراً على أحد ولن ينتظر مسؤولا ما، فهناك من يواجه بحجر وهناك من يلتقط صورة أو فيديو عبر هاتفه المُتنقل لمشاهد جيش الاحتلال بهجومه المسعور على أبناء القرية، وهناك من يكتب تقارير إخبارية يومية لآخر المستجدات في القرية لنشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهناك من يتواجد في بيت أشرف أبو شيخة كحالة من الدعم، وهناك من يكتب هذا المقال يدعوكم لتعزيز صمود شويكة، كل حسب اختصاصه.