كل منا يمتلك جوهرة بداخلة إما يبقيها كما هي فيذهب لمعانها شيئا فشيئا أو يجعلها تبرق من شدة لمعانها , هذا اللمعان الخاص بداخلنا وبالطبع ما ينعكس هذا اللمعان على مظهرنا الخارجي أو في تعاملاتنا مع الاخرين ؛ فنرى أشخاص وجوههم وعيونهم تبرق من شد لمعانها ونرى أخرين البهتان على وجوههم وعيونهم تكاد تفقد بريقها ! ولاننكر أن للحياة ظروف ويمر كل منا في فترات ونشعركأننا بعيدين كل البعد عن معنى السعادة وننسى معنى التفاؤل والخير واليسر الذي وعدنا به الله تعالى حيث قال :" إن مع العسر يسرا " (6) }الشرح { , وقد يولد هذا النسيان الاعتياد ... وقد يتحول الى نقله كعدوى للأخرين
لما لا نجعل الأمل عنونا نعتاد الذهاب اليه ؟ فالأمل طريق النجاة لنا من هذه الحياة ومتاعبها , لنتنفس هذا الأمل ! تخيل معي أنك للتو صحوت من نومك وتريد أن تبدأ يومك كباقي الايام .. لكنك سرحت بخيالك كيف سيمضي يومك ؟ مايحدث في خيالك كتالي : تقوم من فراشك , تصلي صلاتك , تشرب قهوتك , تبدل ملابسك , تذهب (لعملك, لجامعتك, لمدرستك ) , تعود للمنزل تقوم بأعمالك الروتينية لربما يوجد بعض التغيير في ذلك النهار تستقبل ضيوف أو أنت تذهب عندهم أو قد تخرج لمكان معيين ! وبالنهاية تعود لفراشك بالمساء ! (اصحوا من خيالك الأن ) ؛ ماذا خطر ببالك ؟ هل رأيت شيء غير عادي ؟ هل تريد تغيير شيء ما ! هل أنت مرتاح بداخلك ؟ أم هذا الاعتياد يعجبك ومرتاح عليه ( الروتين ) ؟ إذا كنت مرتاح لا داعي لان تكمل هذا المقال ! .. لديك عدة تجارب لتغذي روحك الداخلية فهي بحاجة لكثير من الأمور حتى تستعيد نشاطها .. مثلا كنوع من التغيير : اكتب ثلاثين عبارة جميلة وابدأ يومك بها واجعلها على مدار شهر , أو جرب أن تجلس بالخارج وتغمض عينيك لمدة خمس دقائق وتنفس بعمق وتخيل كيف تتم عملية التنفس وكيف يصل الهواء الى قلبك سوف تتدهش ! أو نفس التجربة لكن ابق عينيك مفتوحة وانظر للسماء لمدة عشر دقائق دون التحدث مع أحد ودون التفكيير بأي شيء واجعل هذا التمريين لمدة اسبوع , أو مثلا انظر في المراّة كل صباح وابتسم لنفسك ابتسامة عريضة وقل أي كلمة تعبر عن اعجابك بنفسك أو عبارة تشجيعية ! أو, لا تدع أسبوعك يمر دون أن تقوم بتمرين المشي لمسافة معينة واحسب كم تحتاج من الوقت, تستطيع فعله صباحا أو مساءا .. وبالطبع لا تجعل أي يوم يمر من حياتك دون فتح مصحفك وقراءة ماتييسر منه ولو بمقدار صفحة واجعلها عادة يومية وسوف تدهش من النتائج , (والقصد هنا الارتياح الروحي) !
وإن لم تستطع عمل اي شيء مما ذكر ,, عليك فقط أن تتخيل حدوث شيء جميل في يومك .. لذا علينا أن نستقبل يومنا بشيء جديد غير اعتيادي وأن نبتعد عن الروتيين المعتاد والاحباط والأهم أن نبتعد كل البعد عن الأشخاص المحبطيين حتى لا نصبح شخص مثلهم .. وكن شخص عنوانه الأمل والتفاؤل والحياة لك وللأخرين ...
لما لا نرضى من داخلنا ونقنع ؟ هل فقدنا ثقتنا بالله عزوجل ؟ أم نسينا معنى القناعة ؟ وماعلاقة الطاقة الداخلية بالقناعة ؟
جميعنا لدينا قدرات وإمكانيات وبالتأكيد هي متفاوتة مع غيرنا , ماذا لوحددنا هدف نسيير نحوه يكون مختلف عن الأخرين! .. هدف نكون قادريين وقانعيين به من داخلنا , هدف نكون متعبيين وفي نفس اللحظة سعيدين لما ننجز منه ! فالطاقة المفعمة بالحيوية النابعة من القلب لو رأيناها كيف تعمل لأبهرتنا بما تحتوي من طاقات , وماعلينا فقط فعله هو زيادة الرضى والثقة بها , فالرضى بما نملك من أساسيات السعادة ولو نريد تفصيل ما معنى السعادة فنحن نحتاج الى مجلدات للكتابة عنها لكن السعادة الحقيقة تكمن في الثقة بالله عزوجل وبالخير والعطاء الذي يمنحنا إياّه , وابهرتني مقولة ولا تزال عالقة في ذهني ل الكس كارليل : (إن صلاتكم هي أكبر موللد للنشاط البشري عرف حتى الأن ) وبالتأكيد القصد منها هو النشاط الداخلي للروح , وتعزيز هذه الروح تحتاج الى الرضى والقناعة لما لدينا من قدرات وامكانيات , والثقة , تكتسب من رضى الله عزوجل وبأنفسنا ؛ لذا علينا أن نحسن تغذيتها حتى تعطينا ما نحتاج من هذه الطاقة المفعمة
عزيزي القارئ حتى لا أطيل عليك الطاقة الداخلية كبيرة جدا ونستطيع التحكم بها وأن نستغلها في الأوقات العصيبة حتى نهون على أنفسنا , فالانسان يقوى من داخله وليس من المحيط ؛ ولكن يمكن أن يكون للمحيط له دور بتأثير عليه في هذه القوة .. بالنهاية والبداية ! تذكر دائما أن السعادة لحظات واللحظات لا تنتهي فاغتنمها جيدا وادعوا الله من أجلها وكن أنت صاحبها وقابل الأخرين بها وسوفتأتي لك من كل مكان
بقلم : هيا عاصي