نابلس: من سندس حج محمد
أضحت محطة التنقية الغربية بنابلس من النماذج الناجحة لبلدية نابلس في الحفاظ على البيئة وتوفير الموارد، والاستغلال الأمثل لها.
ويقول المهندس يوسف أبو جفال مسؤول التشغيل في المحطة لـ "أصداء" إن محطة نابلس الغربية هي محطة معالجة الصرف الصحي المنزلي، وتعالج حسب القدرة التصميمية 15 ألف متر مكعب يوميا من مياه الصرف الصحي المنزلي ذات مواصفات معينة.
ويضيف قائلاً "تسمى محطة معالجة تقليدية؛ لأنها تحتوي على مصافي بشقيها الخشنة والناعمة، ووحدة إزالة الحصى والدهون بالإضافة إلى أحواض الترسيب الأولي والنهائي والتهوية.
من ضمن الوحدات الموجودة في محطات التنقية التقليدية، وحدات لمعالجة الحمأة بطريقة لا هوائية وإنتاج الغاز الحيوي الذي يتم استغلاله لإنتاج الطاقة الحرارية والكهربائية التي تغطي 65% من الطاقة المستهلكة.
وينوه أبو جفال إلى أن بدء الأعمال المدنية والحفريات للمحطة، وبناء المنشآت وتركيب الوحدات الميكانيكية والكهربائية بدأت منذ عام 2010، وبدأ التشغيل التجريبي للمحطة في عام 2013، حيث بلغت تكلفة إنشاء المحطة حوالي 130 مليون يورو.
وأشار إلى أن الهدف الأساسي من إنشاء المحطة هو المحافظة على وادي الزومر، ومعالجة مكره صحية كانت تمتد لعشرات السنين من مياه مجاري مكشوفة من منطقة نابلس الغربية حتى تصل البحر، بالإضافة إلى الحصول على مواصفات عالية الجودة لمياه معالجة، واستغلال الحمأة الناتجة لإنتاج الغاز الحيوي، للحصول على الطاقة الكهربائية والحرارية، وبالتالي يصبح مشروعا حيويا بيئيا للمحافظة على البيئة، ومحاولة توفير 15 ألف متر مكعب من المياه الصحية النظيفة واستغلال المياه العادمة المعالجة في الزراعة.
ويؤكد أبو جفال أنه منذ ثلاث سنوات يتم إدارة المحطة من قبل فريق فلسطيني كامل، حيث تلقى الفريق أعلى مستويات التدريب واكتسب خبرات جيدة جدا إلى ممتازة، وتعمل المحطة على أفضل المقاييس العالمية لتحقق بذلك مواصفات مياه عالية.
وداخل أسوار المحطة يوجد 40 دونما مزروعة بالأشجار وتسمى المشروع التعليمي حيث يتم ريها من المياه المعالجة؛ لتوضيح استخدامات المياه المعالجة في الزراعة، ويقول المهندس يوسف إنه يوجد 140 دونما أخرى مزروعة خارج أسوار المحطة ممولة من بنك التنمية الألماني يطلق عليها اسم المشروع التجريبي الأولي، وذلك ضمن مشاريع خارجية لاستخدام المياه المعالجة.
ويضيف "في العام القادم لدينا مشروع ضخم من 2000-3000 دونم، ليتم استخدام كل المياه المعالجة لزراعة غير مقيدة بأصناف محددة، حيث سيتم معالجة المياه بشكل ثالثي وبذلك تحقق أعلى درجات التعقيم وإزالة المواد الصلبة، واستخدام أحدث طرق الري لإنتاج مزروعات وسقاية الأشجار لتحقيق الهدف الأسمى في المحافظة على البيئة.
من جانبه قال المهندس محمد حميدان مسؤول المختبر في محطة التنقية لـ "أصداء" إن تأسيس مختبر محطة التنقية لفحص المياه العادمة الداخلة على المحطة والخارجة منها يهدف بشكل أساسي إلى فحص كمية التلوث الداخلة والخارجة من المحطة، بالإضافة إلى فحص كفاءة المعالجة للوحدات المختلفة في محطة التنقية.
وبالرغم من صغر حجم المختبر يؤكد المهندس حميدان على فعاليته حيث يضم فنيين يقومون على جميع الأعمال المخبرية اللازمة للمياه العادمة؛ لقياس التلوث الداخل سواء كان التلوث المنزلي، وتداخلات بعض الملوثات الصناعية، وبعمل لها أرشفة وتوثيق؛ بحيث يتم الاستفادة منها في فحص كفاءة المعالجة وحماية المحطة من أي ملوثات صناعية مختلفة.
ويشير حميدان إلى المواصفات المحددة التي تتبع لوزارة الزراعة والتي تحتوي على شروط لاستخدام المياه، حيث يتم اتباعها في عمل المحطة، لضمان مخرجات المياه العادمة غير المضرة للبيئة والزراعة.
ويؤكد قائلاً "يجب علينا تحقيق شروط معينة نقوم بالتأكد منها بفحوصاتنا الداخلية، وبالإضافة إلى حملات خارجية في مختبرات خارجية لضمان الشفافية والمصداقية في قيم المختبر"، وتم إنشاء المشروع الاستراتيجي بتمويل من جمهورية ألمانيا الاتحادية من خلال بنك التنمية الألماني(kfw) بقيمة إجمالية 40 مليون يورو، بالإضافة إلى مساهمة بلدية نابلس في تمويل شراء الأراضي اللازمة لتنفيذ المشروع بمبلغ 1,5 مليون دينار أردني وتوفير الطواقم الفنية.